المجلس العسكري السوداني يحذر «من إغلاق الطرق»

حذر المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أمس، من إغلاق الطرق وإعاقة حركة النقل، وسط إصرار المحتجين على مواصلة اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش، حتى نقل السلطة إلى حكومة مدنية، فيما أعلنت مملكة البحرين دعمها للسودان، وأشادت بدوره ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن.

وتفصيلاً، اتجه المجلس العسكري الانتقالي وقوى المعارضة نحو مسار التصادم في ما يبدو، أمس، وسط خلافات متزايدة بشأن المطالبات بحكم مدني، بعد مرور أكثر من 10 أيام على الإطاحة بالرئيس عمر البشير، وذلك بعد أن حذر من «إغلاق الطرق».

وقالت اللجنة الأمنية في المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، في بيان، إن هناك «جهات تقوم ببعض الممارسات السلبية وغير المقبولة، مثل إغلاق الطرق والتفتيش والسيطرة على حركة المواطنين والمركبات العامة».

ودعت اللجنة، في بيانها، إلى «الفتح الفوري للممرات والطرق والمعابر، لتسيير حركة القطارات والنقل بأشكاله المختلفة بالعاصمة والولايات»، من أجل إيصال «الاحتياجات الضرورية».

وجددت اللجنة تأكيد سعي المجلس العسكري الانتقالي «الحثيث لتسيير دفة الحياة السياسية والاقتصادية، لحماية سلامة الوطن ومواطنيه وممتلكاتهم».

يأتي ذلك في وقت جددت فيه قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، التأكيد على مطالبها بإدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة، من خلال تشكيل مجلس رئاسي مدني، يقوم بالمهام السيادية في الدولة.

وتقضي هذه المطالب، أيضاً، بتشكيل مجلس تشريعي مدني انتقالي يتولى المهام التشريعية الانتقالية، بالإضافة إلى مجلس وزراء مدني مصغر يقوم بالمهام التنفيذية.

وشددت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان، على استمرار الاعتصامات الجماهيرية أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، إلى حين تحقيق أهداف إعلان الحرية والتغيير.

ورفض البيان «بشكل قاطع» ما سماه «امتداد الحكم العسكري لحكم عسكري آخر»، وأي تواصل مع من سماه «الحرس الشمولي القديم»، أو التفاوض مع سلطة «تمثل النظام القديم الجديد».

في المقابل، قال تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيس للاحتجاجات، إنه سيعلق المحادثات مع المجلس.

وتصر المعارضة، بقيادة قوى إعلان الحرية والتغيير التي تضم تجمع المهنيين السودانيين، على تسليم السلطة للمدنيين سريعاً.

على صعيد آخر، نشرت اللجنة الاقتصادية في المجلس العسكري تعميماً صحافياً يتعلق بـ«ضوابط استلام وترحيل الوقود»، طالبت فيه بضرورة الحصول على التراخيص اللازمة لنقل الوقود.

وطلبت اللجنة من العاملين في مجالات الزراعة والتعدين ومختلف مجالات الإنتاج التي تحتاج إلى نقل وترحيل وقود خارج المدن الرئيسة، ضرورة الحصول على التصاريح اللازمة للنقل من الغرف الأمنية والاقتصادية التابعة للولايات.

في سياق آخر، نقل وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أمس، رسالة شفهية من عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تضمنت تحيات الملك، وحرصه على دعم ومساندة السودان وشعبه «في هذه المرحلة التاريخية المهمة».

جاء ذلك خلال استقبال البرهان، أمس، وزير الخارجية البحريني، حيث أعرب عبدالفتاح البرهان عن خالص تقديره للملك البحريني وموقفه «الأخوي الداعم لجمهورية السودان في كل الظروف»، مؤكداً أن «هذا الموقف ليس بغريب على جلالته، الذي يحرص دوماً على كل ما فيه خير وصالح الدول والشعوب العربية».

وقد عبّر وزير الخارجية عن اعتزاز البحرين بـ«العلاقات الأخوية الراسخة مع السودان، وحرصها المستمر على تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، بما يدعم مصالح البلدين وشعبيهما»، مؤكداً وقوف البحرين إلى جانب السودان، ودعمه لكل ما فيه الحفاظ على سيادته وأمنه ووحدته الوطنية. وتمنى للسودان تجاوز هذه المرحلة المهمة من تاريخه، والمضي نحو المزيد من التنمية والازدهار.

وأشاد وزير الخارجية بالدور الكبير، الذي يقوم به السودان ضمن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، من أجل استتباب الأمن والسلم في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية، منوهاً بـ«بسالة الجيش السوداني، وأدائه جميع المهام المنوطة به بكل كفاءة وشجاعة».