طهران تواصل التصعيد قبيل مؤتمر «وارسو»

إيران تتمسك برفض التفاوض حول الصواريخ البالستية.. وتهاجم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة

إيران تستعرض أحدث صواريخها في معرض للأسلحة والمعدات العسكرية بطهران. إي.بي.إيه

جدّدت إيران، أمس، التمسك بتجاربها للصواريخ البالستية، ورفضت إجراء أي مفاوضات بشأنها، ووجهت العديد من الاتهامات للاتحاد الأوروبي، بعد إصداره بياناً يطالبها فيه بالتوقف عن التصرفات التي تزعزع استقرار المنطقة، ووصفت طهران الاتهامات الأوروبية لها بـ«الجوفاء والعقيمة»، كما ردت أيضاً على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن مراقبة واشنطن لإيران، بأن تصريحات ترامب «لا تؤخذ على محمل الجد»، بحسب وصفها.

وتفصيلاً، أعلنت إيران، أمس، رفضها مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن برنامجها الصاروخي وانتهاكات حقوق الإنسان، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، إن «برنامج طهران للصواريخ مخصص للدفاع والردع، ولن تتفاوض أبداً بشأنه مع البلدان الأخرى».

وكان الاتحاد الأوروبي عبر في بيان له، مساء أول من أمس، عن قلقه الشديد بشأن اختبارات الصواريخ البالستية التي تجريها إيران، ودعاها إلى الإحجام عن الأنشطة التي تعمق عدم الثقة وتزعزع الاستقرار في المنطقة، كما تطرق إلى الأنشطة العدائية التي تقوم بها طهران على أراضي العديد من الدول الأعضاء بالاتحاد، فضلاً عن التورط العسكري الإيراني في سورية.

وردت وزارة الخارجية الإيرانية على الاتهامات الأوروبية قائلة: «توجيه اتهامات صريحة لإيران هو أمر غير بناء وعقيم ولا جدوى منه، ولا يتماشى مع الأمن الإقليمي والمصالح الفعلية لأوروبا».

وحول تحذير الاتحاد الأوروبي من أنه لن يتهاون مع مخططات الاغتيال الإيرانية على أراضيه، رفضت وزارة الخارجية الإيرانية هذا التحذير، وقالت: «إثارة مثل هذه الاتهامات الجوفاء أمر غير بناء في هذه المرحلة».

وفيما رحبت إيران بالقناة الجديدة للتجارة بغير الدولار، المعروفة بأداة دعم المبادلات التجارية «إنستكس»، التي وصفتها بأنه «متأخرة وغير كافية»، حذرت طهران في الوقت ذاته من أنها ستعيد النظر في علاقاتها مع أوروبا إذا لم تستفد اقتصادياً من الأداة الجديدة.

واعتبرت الوزارة أنه «من غير المقبول الربط بين سير عمل نظام المقايضة الأوروبي الذي أنشئ للالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران، بشروط متعلقة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب».

في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إنه لا ينبغي أخذ تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على محمل الجد، وذلك رداً على تصريحات الأخير التي أكد فيها أن وجود القوات الأميركية في العراق هو بهدف مراقبة إيران.

وتابع قاسمي: «مجيء الأميركان إلى العراق خطأ، من الأساس لم يكن ينبغي لهم أن يأتوا إلى العراق، كما أن بقاءهم في هذا البلد المستقل خطأ استراتيجي وغير مشروع، فتصريحاته وتبرير وجودهم في العراق أمر مرفوض تماماً».

إلى ذلك، انتقد وزير النفط الإيراني، أمس، اليونان وإيطاليا لعدم شرائهما نفط بلاده، رغم الاستثناءات الأميركية، وقال إن البلدين لم يقدما لطهران أي تفسير لقرارهما.

وكانت الولايات المتحدة منحت البلدين إعفاء إلى جانب ست دول أخرى هي تركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، يسمح بمواصلة شراء النفط الإيراني بشكل مؤقت، مع إعادة واشنطن فرض العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الإيرانيين.

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه: «لا يوجد أي بلد أوروبي يشتري النفط من إيران باستثناء تركيا، اليونان وإيطاليا حصلتا على استثناءات من أميركا، لكنهما لا تشتريان النفط الإيراني، ولا تردان على استفساراتنا»، مضيفاً أن «العقوبات الأميركية على إيران أشد صعوبة من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، لكن طهران لن تسمح للولايات المتحدة بوقف صادراتها النفطية».

يشار إلى أن إيران أعلنت، خلال الأسبوع الماضي، أنها لن تتفاوض حول برنامجها الصاروخي، ورفضت دعوات للحد من أنشطتها المتعلقة بالصواريخ البالستية، مؤكدة أنها ستواصل العمل لتحسين دقة صواريخها، لكنها لا تعتزم زيادة مدى تلك الصواريخ، كما نظمت طهران الأسبوع الجاري معرضاً يضم صواريخ وآليات عسكرية حديثة.

وجاء الرفض الإيراني للتفاوض حول برنامجها الصاروخي، والمعرض العسكري الذي نظمته طهران، قبيل اجتماع مرتقب أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنه سيتم تنظيمه في العاصمة البولندية وارسو، يومي 13 و14 فبراير الجاري، حول الاستقرار في الشرق الأوسط، وضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع في المنطقة.

وقبل نحو 10 أيام، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن باريس مستعدة لفرض مزيد من العقوبات، إذا لم يتحقق تقدماً في المحادثات بشأن البرنامج الصاروخي.

وكان قرار مجلس الأمن الدولي، الذي كرّس الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في عام 2015، دعا طهران إلى الامتناع لمدة تصل إلى ثماني سنوات عن تطوير الصواريخ البالستية المصممة لحمل أسلحة نووية، لكن طهران تمضي في اختباراتها الصاروخية، وتزعم أن صواريخها غير قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، لكن القوى الغربية ترى أن التجارب الصاروخية الإيرانية عاملاً يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.


- إيران تصف الاتهامات الأوروبية بـ«العقيمة والجوفاء»..

واعتبرت أن تصريحات ترامب

لا تؤخذ على محمل الجد.

تويتر