ميركل وبوتين يتفقان على مشاورات رباعية بشأن أوكرانيا

«قمة العشرين» تتعهد بتحقيق أهداف «اتفاق باريس».. وأميركا تؤكد انسحابها

لقاء ميركل وبوتين على هامش قمة «العشرين» أمس. إي. بي.إيه

تعهدت الدول الأعضاء في مجموعة العشرين ــ باستثناء الولايات المتحدة ــ بتحقيق أهداف اتفاق باريس حول التغير المناخي، بحسب البيان الختامي للقمة التي انعقدت في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، على مدار اليومين الماضيين، فيما أكدت الولايات المتحدة مجدداً قرارها الانسحاب من الاتفاق، وقال مسؤولون أوروبيون إن المجموعة اتفقت على الالتزام بإصلاح منظمة التجارة العالمية، في المسودة الأولية للبيان.

وقالت دوائر مشاركة في القمة، إن الخلافات الشديدة بشأن موضوعات مهمة، مثل التجارة وحماية المناخ والهجرة، يجب أن تظل مع ذلك مستترة خلف صياغات توافقية، لافتين إلى أن البيان يتطرّق إلى قضية الهجرة واللاجئين.

ووفقاً لمسؤول رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبي، تم الانتهاء من آخر النقاط المثيرة للخلاف، في وقت مبكر من صباح أمس، وكانت تتعلق بالقضايا المثيرة للجدل، وهي التجارة وتغير المناخ والهجرة، ولكن يمكن التوصل إلى حلول وسط بشأن جميع هذه الموضوعات، بحسب المسؤول.

وأشار المسؤول إلى أن الزعماء أيدوا الإصلاحات المطلوبة لتحسين عمل منظمة التجارة العالمية، لافتاً إلى أن الصياغة، المتعلقة بالتجارة متعددة الأطراف، شكلت نقطة خلافية للولايات المتحدة، التي أصرت على أن يذكر البيان الختامي أن نظام التجارة متعدد الأطراف ليس ناجحاً.

وتابع: «أكدنا أن التجارة مفيدة للابتكار والنمو والتوظيف، وكررنا القول إن نظام التجارة متعدد الأطراف هو إطار العمل الذي نعمل ونلتزم به جميعاً، ولكن من أجل أن تقبل الولايات المتحدة بذلك كان لابد أن تحصل على شيء في المقابل، وهو أن تقول إن نظام التجارة متعدد الأطراف لم يعد ناجحاً ولا يفي بالتحديات التي يتعين مجابهتها».

وأشار إلى أن النص المتعلق بالتغير المناخي يتخطى قليلاً الوضع الراهن، في حين ظلت الصياغة المتعلقة بالصلب عند الحد الأدنى ليتمكن الزعماء من التوصل لاتفاق.

وعلى هامش القمة، أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، حواراً معمقاً حول المواجهات بين موسكو وكييف في بحر آزوف، الأسبوع الماضي، وطبقاً للمتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، فإن ميركل وبوتين اتفقا على بدء محادثات حول هذه المسألة، على أساس المشاورات الرباعية التي يطلق عليها «صيغة نورماندي»، والتي تضم وفوداً من ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا، لتطبيق اتفاقية مينسك للسلام في شرقي أوكرانيا.

وتزامناً مع جهود ميركل لاحتواء الأزمة، منعت السلطات الأوكرانية نحو 100 رجل روسي من دخول أوكرانيا خلال 24 ساعة من المراقبة الحدودية التي فرضتها كييف، خوفاً من أن تحاول روسيا إرسال جنود لتنظيم تظاهرة، طبقاً لتقدير حكومي، وفي المقابل رفضت روسيا دخول 40 أوكرانياً لأراضيها.

وقال متحدث باسم حرس الحدود الأوكراني، أمس: «هناك أسباب مختلفة لمنع دخول الروس إلى أوكرانيا، حيث لم يقدم بعض الممنوعين من الدخول أسباباً واضحة لزيارتهم، بينما يحمل آخرون فقط وثائق هوية روسية، وليس جوازات سفر عادية».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ألغى في وقت سابق لقاء كان مقرراً له مع بوتين على هامش القمة، بسبب واقعة احتجاز السفن الأوكرانية، لكن المستشار بالكرملين، يوري يوشاكوف، أكد، مساء أمس، أن ترامب وبوتين عقدا اجتماعاً مقتضباً، أول من أمس، وقال يوشاكوف إنه اجتمع مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، وإن روسيا والولايات المتحدة على استعداد لمواصلة الاتصالات.

وعلى هامش القمة أيضاً، التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مع الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، كما التقى رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وجرى خلال اللقاء استعراض التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، والسبل الكفيلة بتعزيزها، والتقى أيضاً رئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي.

وعقد بوتين مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، اجتماعاً على هامش القمة، لبحث الأزمة السورية، وطلب الأخير عقد قمة أخرى بشأن الوضع في محافظة إدلب.

ولي العهد السعودي يلتقي رئيس الأرجنتين وتيريزا ماي على هامش القمة.

تويتر