الحكومة الفلسطينية تعتبر الرواية الإسرائيلية حول الشهداء الأطفال «مُلفَّقة وكاذبة»

شهيد و80 مصاباً في اعتداء للاحتلال على مسيرة سلمية بغزة

الشهداء الثلاثة ملفوفين بعلم فلسطين خلال تشييع جثامينهم. رويترز

استشهد شاب فلسطيني، مساء أمس، وأصيب 80 آخرون، في اعتداء شنه الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة سلمية قرب الحدود البحرية شمال غرب مدينة غزة، فيما شيّع الآلاف من الفلسطينيين جثامين الأطفال الثلاثة، الذين استشهدوا جراء قصف إسرائيلي بالصواريخ جنوب قطاع غزة، ووصفت الحكومة الفلسطينية الرواية الإسرائيلية حول قصف الأطفال بأنها «مُلفقة وكاذبة».

وتفصيلاً، ذكرت مصادر طبية، في مستشفى الشفاء غرب غزة، أن الشاب محمد عبدالحي أبوعبادة (27 عاماً)، استشهد برصاص قناصة الاحتلال، كما أصيب 80 آخرون بينهم سبعة من الطواقم الطبية والمسعفين المتطوعين، بالرصاص الحي والاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسيرة.

وطالبت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، أمس، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالعمل الفوري على اتخاذ الإجراءات القانونية الدولية ومحاسبة الاحتلال، إثر ارتكابه جريمة قصف ثلاثة أطفال بصواريخ طائراته، أول من أمس، ما أدى إلى استشهادهم، وهم: خالد بسام، وعبدالحميد أبوظاهر، ومحمد إبراهيم السطري، وجميعهم في سن الـ13 عاماً.

وحمّل المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية عن هذه الجريمة، وتلفيق رواية كاذبة لتبريرها وللتغطية على استهداف أحدث طائرات القتل والأسلحة الفتاكة للأطفال».

وتابع المتحدث: «جريمة قصف الأطفال في غزة تعد حلقة جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال المستمرة ضد أبناء شعبنا المحاصر الذي يتعرض للحروب وسفك الدماء والدمار منذ 12 عاماً في قطاع غزة، كما يتعرض كذلك للملاحقة، والتصعيد، والقتل، واستباحة المقدسات من قبل قوات الاحتلال، والمستوطنين في الضفة الغربية».

وأكد أن استهداف الأطفال هو جزء من التصعيد الذي تعتمده سلطات الاحتلال في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى إرساء مزيد من التوتر والقلق، بدلاً من الأمن والسلام المنشود، في أكبر تحدٍّ للقوانين والمقررات الدولية التي تحض على إنهاء الاحتلال، وإحلال الأمن والسلام، عن طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية. ووصفت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، واقعة استهداف الاحتلال للأطفال بالصواريخ بأنها «جريمة بشعة»، لافتة إلى أن «التحقيقات الأولية أثبتت أن الرواية الإسرائيلية مُلفقة وكاذبة، والهدف منها التغطية على القرار السياسي والتعليمات العسكرية التي تُبيح قتل الفلسطينيين دون أن يشكلوا أي خطر على جنود الاحتلال، كما اعترف بذلك وزير التعليم في حكومة الاحتلال، نفتالي بينت، الذي تفاخر بأن التعليمات قد صدرت لجنوده لقتل الأطفال الفلسطينيين».

وتابع بيان الوزارة: «الرواية الإسرائيلية غير مقنعة منذ صدورها، فلو كان الأطفال الثلاثة يحملون متفجرات لانفجرت بهم نتيجة القصف وهو ما لم يحدث، ولو كانوا يهمّون بقص السياج، كما تدعي سلطات الاحتلال، لما سمحت بنقل جثثهم ولكانت احتجزتها»، لافتة إلى أنه من الواضح تماماً أن «الارتباك الإسرائيلي الميداني وفر الفرصة لمُسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الأبطال لنقل جثامين الشهداء الأطفال، التي تعكس جثثهم بوضوح حالة الحقد والكراهية لدى القناص الإسرائيلي الذي امتهن إعدام الأطفال عن قصد بهدف التسلية وملء الفراغ والتدرب على الرماية».

ميدانياً، اقتحم العشرات من المستوطنين اليهود، المسجد الأقصى، أمس، من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

وأفادت مصادر فلسطينية في القدس، بأن 71 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى، ودعت ما تسمى بـ«منظمات الهيكل» المستوطنين إلى المشاركة الواسعة والمكثفة في اقتحامات المسجد الأقصى، صباح اليوم، تزامناً مع انتخابات بلدية الاحتلال.

وشنت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملة اعتقالات طالت 26 مواطناً فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس، وداهم جنود الاحتلال كلاً من رام الله ونابلس والقدس وبيت لحم والخليل، وشرعوا بعمليات تفتيش ودهم لمنازل المواطنين. وهدمت جرافات الاحتلال، أمس، منزلاً قيد الانشاء بحي فهيدات في بلدة عناتا شمال شرق القدس، بحجة «عدم الترخيص»، حيث اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة وفرضت طوقاً عسكرياً محكماً في محيط المنزل قبل أن تقوم بهدمه.

وفي سياق آخر، دانت وزارة الخارجية والمُغتربين الفلسطينية، حملة تشريع القوانين الإسرائيلية التي «تكرس الاحتلال والاستيطان وتُعمق نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة»، وقالت في بيان لها، أمس، إن «تلك الحملة العنصرية تشتد مع الأجواء الانتخابية في دولة الاحتلال، سواء المحلية (التي تجرى اليوم)، أو البرلمانية المبكرة التي تلوح بالأفق. ويتسابق أركان اليمين الحاكم على اقتراح مشاريع القوانين، وبالذات تلك التي تعمق تهويد القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، ومنها ما يُسمى (قانون إلعاد) الذي يسمح للمستوطنين بالبناء في ما تُسمى بالحدائق الوطنية، بما سيشوّه أسوار البلدة القديمة والحرم القدسي».

تويتر