الاحتلال يعيد فتح معابر غزة وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية لسكان القطاع

إسرائيل ترجئ هدم قرية الخان الأحمر إلى أجل غير مسمّى

صورة

أجّل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، الإخلاء القسري لقرية الخان الأحمر في الضفة الغربية المحتلة، وفيما أعادت إسرائيل فتح معابر غزة، وسط تصاعد التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية لسكان القطاع، بفعل الحصار المفروض منذ 11 عاماً، اعتقلت قوات الاحتلال محافظ القدس، الفلسطيني عدنان غيث، بسبب مخالفات قالت إنه ارتكبها في الضفة الغربية المحتلة.

وتفصيلاً، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى أجل غير مسمى، قرار هدم قرية خان الأحمر البدوية في الضفة الغربية المحتلة، التي بات مصيرها محط اهتمام كبير في العالم.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «ننوي إعطاء فرصة للمفاوضات والعروض التي تلقيناها من أطراف عدة، بما في ذلك في الأيام الأخيرة» بشأن القرية الواقعة شرق القدس الشرقية المحتلة.

ويعيش نحو 200 بدوي بـ«الخان الأحمر» في أكواخ من الخشب والألواح المعدنية، على غرار القرى البدوية الأخرى عموماً، وتقع القرية على الطريق الرئيس بين القدس وأريحا، وهي محاطة بعدد من المستوطنات الإسرائيلية.

وباتت رمزاً لمصير الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال والاستيطان.

وتتهم السلطات الإسرائيلية سكان القرية بالإقامة فيها بصفة غير قانونية، وأمهلتهم حتى الأول من أكتوبر لهدم «كل المباني المقامة» فيها بأنفسهم، مؤكدة أنها ستقوم بذلك بعد هذا الموعد إذا لم يتم تنفيذ أمرها.

وأثار مصير القرية اهتمام عدد من البلدان، بينها ثمانٍ من دول الاتحاد الأوروبي، دعت إسرائيل، في سبتمبر، إلى «مراجعة قرارها»، معتبرة أن هدم «الخان الأحمر» سيمكّن إسرائيل من توسيع الاستيطان بشكل يقطع الضفة الغربية إلى قسمين، ما سيجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.

وحذر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل بأن «إخلاء بالقوة» للقرية يمكن أن يشكّل جريمة حرب. ورفض السكان حتى الآن إخلاء القرية.

في الأثناء، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، بإعادة فتح معبرَي إيريز وكرم أبوسالم مع قطاع غزة، بعد أربعة أيام من إغلاقهما، إثر إطلاق صواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل.

وجاء في بيان صادر عن مكتب ليبرمان، أن قرار إعادة فتح معبر إيريز للأشخاص ومعبر كرم أبوسالم للبضائع «جاء بعد تراجع أعمال العنف في غزة خلال نهاية الأسبوع، وجهود حركة حماس لاحتواء» المتظاهرين.

وكان الوزير أمر، الأربعاء، بإغلاق نقطتَي العبور مع قطاع غزة لمدة غير محددة، مشدداً بذلك الحصار المفروض على القطاع.

في هذه الأثناء، أكدت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة، أن إنقاذ الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة «مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية على عاتق المجتمع الدولي، تستدعي سرعة التدخل لإنقاذ غزة من الانهيار الإنساني والاقتصادي والخدماتي».

وقالت اللجنة، في بيان، إن «التقارير توصّف الحالة الإنسانية والاقتصادية وكل مناحي الحياة في غزة، لكن هذا لا يكفي، ومطلوب متابعتها بالعمل الفعلي والسريع، ورصد موازنات طوارئ للإنقاذ».

وأشارت اللجنة إلى أن أكثر من مليونَي فلسطيني يعيشون في غزة، يتأثرون بشكل مباشر من تلك الحالة التي طالت الجوانب الصحية والاقتصادية والتعليمية والأساسية.

من جهة أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية محافظ القدس، الفلسطيني عدنان غيث، بسبب مخالفات قالت إنه ارتكبها في الضفة الغربية المحتلة، وجاء الاعتقال بعد أشهر من تعيين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عدنان غيث محافظاً للقدس.

وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، إن غيث اعتقل، مساء السبت، في حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة.

وصباح أمس، نقل غيث إلى سجن محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية، حيث يتم احتجازه قبل جلسة استماع ستجري خلال أربعة أيام.

وطالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، المجتمع الدولي «بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ مدينة القدس الشرقية، وتأمين الحماية الدولية العاجلة».

وأضاف عريقات، في بيان، أن ما جرى «جزء صغير من سلسلة من الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها إسرائيل، بما في ذلك التهجير القسري، وهدم المنازل، وتوسيع منظومة الاستيطان الاستعمارية، من أجل إكمال مخططها في القضاء على حل الدولتين على حدود 1967، وفرض إسرائيل الكبرى بدلاً منه».

إسرائيل تعتقل عدنان

غيث، بعد أشهر من

تعيين عباس له

محافظاً للقدس.

تويتر