شهيدان و15 مصاباً.. ورئيس الوزراء الفلسطيني يطالب بتحرك دولي لإيقاف هدم «الخان الأحمر»

غارات إسرائيلية على غزة في أكبر عمليـة نهارية جوية منذ «الجرف الصامد»

الدخان يتصاعد فوق غزة بعد غارة جوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي. أ.ف.ب

قصفت طائرات حربية إسرائيلية 40 هدفاً لحركة «حماس» في قطاع غزة، في أكبر عملية نهارية نفذتها قوات الاحتلال الجوية، منذ عملية «الجرف الصامد» عام 2014، تسببت في سقوط شهيدين وإصابة 15 فلسطينياً، غداة مواجهات فلسطينية دارت على الحدود بين القطاع وإسرائيل، أوقعت شهيدين، وأكثر من 200 جريح في صفوف الفلسطينيين. في الأثناء، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، بتحرك دولي فعلي لإيقاف تهديدات إسرائيلية بهدم قرية فلسطينية تقع بين شرق القدس والضفة الغربية المحتلتين.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، العميد رونين مانليس، إن موجة الغارات الجوية، التي شنها الجيش على قطاع غزة، ركزت على مقر لواء بيت لاهيا، ومناطق التدريبات ومخازن للأسلحة ومكاتب، واستهدفت غارات أخرى الجناح البحري لحركة «حماس».

وأضاف أن «هذا الهجوم هو تعبير عن القدرات الاستخبارية والعملياتية للجيش الإسرائيلي، التي يمكن تكثيفها وتوسيعها، حسب الحاجة وتقيم الوضع».

وتابع أنه تم تنفيذ العمليات «رداً على الهجمات التي نفذتها حماس ضد الإسرائيليين، وكذلك الهجمات ضد البنية التحتية الأمنية للسياج، واستمرار إطلاق الأجسام الحارقة الجوية».

ووجه رئيس قسم الإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، الرائد أفيخاي أدرعي، نداء لأهالي غزة بالابتعاد عن المباني.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صرح، في وقت سابق، بأن سلاح الجو قصف نفقاً تابعاً لحماس صباح أمس «في أعقاب إطلاق قذائف هاون من قطاع غزة، خلال ليل الجمعة، باتجاه المجتمعات الإسرائيلية في الجنوب». ووفقاً للجيش الإسرائيلي بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست»، أطلقت حماس 31 قذيفة على الأقل باتجاه إسرائيل ليلة الجمعة، واعترضت منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ ستة من الصواريخ.

وشنت مقاتلات إسرائيلية وطائرات مسيرة غارات جوية متتالية على منشآت حماس في قطاع غزة، في وقت مبكر من صباح أمس، حسب ما ذكرت مصادر إعلامية محلية ومصادر أمنية في غزة.

وقالت حركة «حماس»، أمس، إن ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي على القطاع «لن يغير المعادلة».

وذكر الناطق باسم الحركة، عبداللطيف القانوع، في بيان، أن «ارتفاع وتيرة التصعيد لدى الاحتلال لن يغير المعادلة، أو يفرض واقعاً جديداً، أو يوقف زحف مسيرات العودة والمقاومة».

وأكد القانوع أن الحركة «لن تسمح للاحتلال بأن ينفرد بقصف الشعب الفلسطيني وقتله، والرد سيكون حاضراً على كل تصعيد، والاحتلال يتحمل نتائج ذلك».

وجاءت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، رداً على هجوم بقنبلة يدوية في وقت سابق ضد قوة للجيش الإسرائيلي، كانت متمركزة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع إسرائيل.

وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، بعد ظهر أمس، استشهاد فتيين فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مبنى غرب مدينة غزة.

وقال القدرة: «استشهد الطفلان أمير وليد النمرة (15 عاماً) من غزة، ولؤي كحيل (16 عاماً)، جراء إصابتهما في الغارة الإسرائيلية على مبنى الكتيبة غرب مدينة غزة».

كذلك أسفرت غارات بعد الظهر عن إصابة 15 فلسطينياً، اثنان في رفح جنوب القطاع، و13 في مدينة غزة، وفق مصادر طبية فلسطينية ووزارة الصحة في غزة.

وكانت الاشتباكات في شرق غزة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي استؤنفت، أول من أمس، في إطار مسيرات العودة المستمرة للشهر الرابع على التوالي، للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 11 عاماً.

وقال مسعفون إن صبياً فلسطينياً استشهد، وأصيب أكثر من 200 شخص، خلال اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في شرق قطاع غزة، بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن فتى فلسطينياً آخر اسشتهد، متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية أول من أمس.

وقال الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة، في بيان مقتضب، إن «محمد ناصر شراب (20 عاماً) من خانيونس، جنوب قطاع غزة، توفي صباح أمس متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال الجمعة، شرق خانيونس».

وأطلقت هيئة مسيرات العودة على فعاليات احتجاجات، أول من أمس، اسم (جمعة الوفاء للخان الأحمر)، وهي منطقة تجمع بدوي شرق مدينة القدس، تهدد إسرائيل بهدمها وترحيل أهلها.

وتجمع آلاف الفلسطينيين قرب خيام العودة، المقامة على بُعد مئات الأمتار، في خمس مناطق رئيسة شرق قطاع غزة.

ورفع متظاهرون الأعلام الفلسطينية، وأشعلوا إطارات مطاطية قرب السياج الفاصل، للتغطية على قناصة الجيش الإسرائيلي المتمركزين خلف السياج.

كما أطلق متظاهرون طائرات ورقية، وبالونات حارقة، إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة.

وفي رام الله، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، أمس، بتحرك دولي فعلي لوقف تهديدات إسرائيلية بهدم قرية الخان الأحمر، التي تقع بين شرق القدس والضفة الغربية.

وقال الحمد الله، خلال مؤتمر صحافي في قرية الخان الأحمر: «على المجتمع الدولي أن يترجم بيانات الشجب والاستنكار إلى إجراءات عملية حازمة، لإيقاف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في الخان الأحمر، وغيره من التجمعات البدوية، من خلال الهجمة التهجيرية».

وأضاف «إننا وبعد كل هذه العقود المتصلة من التشريد وسرقة الأرض والموارد والتوسع الاستيطاني، أحوج ما نكون لتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وتفعيل الحماية الدولية لشعبنا من بطش الاحتلال الإسرائيلي العسكري».

واتهم الحمد الله إسرائيل بالعمل على عزل القدس، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، بغرض «استدامة وإطالة احتلالها العسكري، في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي، ولكل المواثيق والصكوك الدولية».

واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني أن ممارسات إسرائيل «تقويض لحل الدولتين، ولإمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة، ومتواصلة جغرافياً».

حضر مؤتمر الحمد الله وزراء من حكومته، وممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية رالف طراف، وسفراء وقناصل دول عدة، بينها الأردن والصين والبرازيل.

وقال طراف إن «التجمع البدوي موجود هنا قبل أن تحتل إسرائيل هذه المنطقة، وهذا التجمع له حقوق وفق القانون الدولي، والاتحاد الأوروبي يرفض قرار إسرائيل بهدمه».

«حماس»: ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي على غزة «لن يغيّر المعادلة».

تويتر