«السلطة»: لا شرعية للجهود الرامية لفصل الضفة عن القطاع

شهيدان برصاص الاحتلال.. وقصف مواقع لـ «حماس» في غزة

فلسطينيون يشيّعون الشهيد صبري أبوخضر في مدينة غزة. أ.ف.ب

استشهد، أمس، شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال شرق مدينة غزة، خلال تظاهرة في إطار «مسيرات العودة»، فيما استشهد فتى متاثراً بجروح أصيب بها خلال تظاهرة قبل أسبوعين، فيما قصفت طائرات الاحتلال مواقع لحركة «حماس». في وقت أكدت فيه الرئاسة الفلسطينية أنها لن تعترف بأي إجراءات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية المحتلة.

«الحكومة الفلسطينية اتهمت إسرائيل

بالتصعيد في قطاع غزة بحجج

واهية وكاذبة».

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب صبري أحمد أبوخضر (24 عاماً)، إثر إصابته ظهر أمس برصاص الاحتلال شرق مدينة غزة، خلال تظاهرة في إطار «مسيرات العودة».

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على مجموعة من المواطنين الفلسطينيين قرب السياج الحدودي في محيط موقع «ملكة» العسكري شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أبوخضر برصاصة، نقل على إثرها إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة، ليعلن لاحقاً عن استشهاده.

وقال الشهود إن عشرات الشبان تظاهروا شرق مدينة غزة، حيث اقترب عدد قليل منهم من السياج الحدودي، وأطلق الجنود الإسرائيليون النار تجاههم، ما أسفر عن استشهاد أبوخضر.

كما أعلنت وزارة الصحة أن الفتى زكريا بشبش (16 عاماً) استشهد متأثراً بجروح، أصيب بها قبل نحو أسبوعين، خلال التظاهرات عند حدود القطاع.

من جهة ثانية، قال شهود عيان إن أكثر من حريق اندلع قرب موقع «كيسوفيم» العسكري جنوب قطاع غزة، بفعل الطائرات والبالونات الحرارية، فيما شوهدت أعمدة الدخان وألسنة النيران تشتعل في المنطقة، التي شهدت أول من أمس حرائق عدة. في السياق، نفذت طائرات الاحتلال، فجر أمس، تسع غارات على مواقع للمقاومة في غزة.

وقالت مصادر فلسطينية إن غارتين استهدفتا موقع «بدر» العسكري التابع للمقاومة، وموقع «السفينة» العسكري شمال غرب القطاع.

ودوت صافرات الإنذار، بعد الغارات الإسرائيلية، في المنطقة الصناعية بعسقلان، وفي بلدات أخرى تعرف باسم «غلاف غزة»، نتيجة لإطلاق المقاومة «صاروخاً واحداً على الأقل»، وفقاً لشهود عيان من القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن الغارات استهدفت موقعين عسكريين لـ«حماس»، ومشغلاً لتصنيع الأسلحة، رداً على إطلاق طائرات ورقية حارقة باتجاه إسرائيل.

وبعد الحجارة، أصبحت الطائرات الورقية الحارقة رمز الاحتجاجات الفلسطينية، التي بدأت في 30 مارس الماضي على حدود القطاع، للمطالبة بحقهم في العودة. وأعلنت هيئة المطافئ الإسرائيلية أنه ومنذ أواخر مارس، تم تسجيل أكثر من 300 حريق أتى على آلاف الهكتارات من الحقول والأراضي.

وفي رام الله، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بالتصعيد في قطاع غزة، بحجج «واهية وكاذبة»، بعد شنها غارات جوية على القطاع، رداً على إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة على أراضيها.

وقال المتحدث باسم الحكومة، يوسف المحمود، في بيان، إن «الحجج والذرائع التي يسوقها الاحتلال لتبرير عدوانه على قطاع غزة واهية وكاذبة، ولا تلغي حقيقة استمرار فرض الحصار على أهلنا العزل منذ 11 عاماً، واستمرار تصعيد العدوان الشامل ضدهم».

ودان المحمود قصف طائرات إسرائيلية قطاع غزة، أمس، معتبراً أن «هذا القصف عدوان جديد، يأتي ضمن سياسة التصعيد التي تنفذها حكومة الاحتلال ضد أهلنا وشعبنا البطل في القطاع».

وفي تعقيبه على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إنه «سيستمر في السيطرة على الضفة الغربية»، وصف المحمود تلك التصريحات بـ«الحمقاء».

وقال إن «الاحتلال والدعم والانحياز الأميركي السافر الذي يحظى به سبب جنون العظمة لقادته، وأصاب مسؤوليه بالعمى».

وأكد أن «كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها الضفة الغربية، لن تخضع للاحتلال يوماً، ولن ترضخ له، وشعبنا يصر على مواصلة نضاله حتى إنهاء الاحتلال ونيل كل حقوقه المشروعة، حسبما نصت عليه القوانين والشرائع الدولية».

من ناحية أخرى، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها لن تعترف بأي إجراءات اتهمت الإدارة الأميركية وإسرائيل بالتخطيط لها لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة، في بيان إن «القيادة الفلسطينية وشعبنا لن يعترفا بأية شرعية لما تخطط له الإدارة الأميركية وإسرائيل بشأن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، تحت عنوان (المساعدات الإنسانية لقطاع غزة)». وأضاف أن هذا المخطط «يهدف إلى تقويض المشروع الوطني المتمثل بإنهاء الاحتلال، وقيام الدولة وعاصمتها القدس الشرقية، وتحويل موضوع غزة إلى قضية إنسانية».

وحذر من التعاطي مع «أي إجراءات من شأنها الالتفاف على المشروع الوطني، وتكريس انفصال غزة عن الضفة الغربية، والتنازل عن القدس ومقدساتها».

تويتر