الصومال واليمن من بين أخطر 20 دولة تهديداً للصغار

أكثر من نصف أطفال العالم مهددون بالحروب والفقر والتمييز

أطفال حرمتهم الميليشيات من التعليم وأجبرتهم على القتال في صفوفها. أرشيفية

أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) البريطانية غير الحكومية في تقرير، أول من أمس، أن أكثر من 1,2 مليار طفل في العالم، أي أكثر من نصف أطفال العالم، مهددون بالحروب أو الفقر المدقع أو التمييز الجنسي، وأن 20 دولة في العالم، بينها الصومال واليمن، تعد الأخطر من حيث التهديدات التي يواجهها الأطفال.

وفي تقريرها الذي حمل عنوان «الأوجه المتعددة للإقصاء»، وضعت المنظمة الحقوقية ترتيباً لـ175 دولة بناء على التهديدات التي يتعرض لها الأطفال من ناحية التعليم والصحة والتغذية والعنف.

وحلت سنغافورة وسلوفينيا في أعلى الترتيب، تليهما الدول الاسكندنافية (النرويج والسويد وفنلندا). في المقابل، حلّت 10 دول إفريقية وسط وغرب القارة، من بينها النيجر، في المرتبة 175 الأخيرة.

ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أنه على «الرغم من قوتها الاقتصادية والعسكرية والتقنية»، فإن الولايات المتحدة (المرتبة 36)، وروسيا (المرتبة 37)، والصين (المرتبة 40)، حلت في الترتيب خلف كل دول أوروبا الغربية.

• تتهم منظمات يمنية محلية الحوثيين بتجنيد أكثر من 20 ألف طفل منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر عام 2014، ليتصدر البلد قائمة الدول المستغلة لوضع الطفولة.

وقالت المديرة العامة للمنظمة هيلي تورنينغ - شميت، إن «واقع أن دولاً لديها مستويات دخل متشابهة احتلت مراكز مختلفة إلى هذا الحدّ، يبيّن أن الالتزام السياسي والاستثمار يحدثان فارقاً بالغ الأهمية».

وفي المحصلة، وجد التقرير أن أكثر من مليار طفل يعيشون في دول تواجه فقراً مدقعاً، في حين يعيش 240 مليون طفل في دول تشهد حروباً.

ولفتت «سايف ذي تشيلدرن» كذلك إلى أن 575 مليون فتاة يعشن في مجتمعات «تعتبر فيها الأحكام المسبقة المرتكزة إلى التمييز الجنسي مشكلة خطرة».

وأضافت أن هناك 20 دولة في العالم، بينها أفغانستان والصومال واليمن وجنوب السودان، تجتمع فيها هذه التهديدات الثلاثة، أي الفقر المدقع والحروب والتمييز الجنسي.

وتزيد الصعوبات أكثر في المناطق التي تشهد نزاعات، إذ إن معدلات عمالة الأطفال والزواج القسري في هذه المناطق هي أعلى مما هي عليه في مناطق أخرى، في حين يعتبر التعليم الابتدائي الشامل شبه غائب.

ودعت المنظمة حكومات العالم أجمع إلى اتخاذ «خطوة عاجلة». وقالت إنه «من دون ذلك، لن يتم الالتزام بالوعود التي قطعتها كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015 بالسماح لكل طفل بأن ينعم بالحياة والتعليم والحماية».

يشار إلى أن ميليشيات الحوثي استهلت عام 2018 بتنفيذ حملة تجنيد إجبارية للأطفال في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في موقف يكشف عن حجم الورطة الكبيرة التي تعيشها الميليشيات في جبهات القتال.

واستخدام الأطفال في الحروب لحماية المقاتلين المدربين هو إجراء بات مستخدماً على نطاق واسع في كل الميادين التي تنخرط فيها ميليشيات موالية لإيران، وهو أمر وثقته المنظمات الحقوقية في العراق وسورية واليمن.

والأرقام مخيفة بالنسبة لمن التحقوا بجبهات القتال، حيث تتهم منظمات يمنية محلية الحوثيين بتجنيد أكثر من 20 ألف طفل منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر عام 2014، ليتصدر البلد قائمة الدول المستغلة لوضع الطفولة.

ويقول المحامي والحقوقي عبدالرحمن برمان إن «الجماعات المسلحة (ميليشيات الحوثي) في اليمن لاتزال تستغل الأطفال، وتقوم بتجنيدهم، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، وقوانين حقوق الإنسان، والقوانين المحلية أيضاً».

وقد دفع انحسار رقعة سيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية وخسارتها للمزيد من المقاتلين، تلك الميليشيات المتمردة إلى تجنيد المزيد من الأطفال، والزج بهم إلى جبهات القتال.

ويأتي ذلك، بعد أن باتت القبائل الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين تظهر عزوفاً واضحاً عن تلبية الدعوات للدفع بأبنائها إلى جبهات القتال.

وباتت أساليب الترغيب والترهيب لا تجدي نفعاً فيما يبدو، في حين لم تعد مزاعم «قتال إسرائيل» في تعز أو لحج أو البيضاء تنطلي حتى على الأطفال هناك.

ودفع ذلك الواقع بقادة الانقلاب إلى اللجوء للمدارس والجامعات للانتقاء من بين طلابها من تزج بهم في محرقة أطماع عبدالملك الحوثي، ومن ورائهم ملالي طهران، وهو ما ترفضه القبائل اليمنية في صنعاء والمحافظات المحيطة بها.

وهذا الرفض وجدت فيه المليشيات المدعومة من إيران سبباً كافياً لشن هجمات عسكرية بشكل متكرر على تلك القبائل، كما حدث أخيراً في هجومهم على قبائل همدان في محيط صنعاء والحدا في ذمار.

وفي استغلال واضح لحالة الفقر والعوز التي تسبب بها الانقلاب، أعلنت ميليشيات الحوثي عن مقابل مادي شهري لمن ينضمون إليها، وإحلالهم محل منتسبي الجيش اليمني، الذين يمتنع الحوثيون أصلاً عن دفع رواتبهم لأشهر طويلة مضت. من جانبها، حذرت الحكومة الشرعية قبل أيام، وعلى لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، ميليشيات الحوثي الانقلابية، من فرض التجنيد الإجباري واختطاف الأطفال من المدارس ودور الأيتام للزج بهم في جبهات القتال.

واعتبرت الحكومة الشرعية تلك الممارسات «انتهاكاً خطراً لحقوق الإنسان، وجريمة إبادة بحق اليمنيين».

تويتر