زعماء العالم يشيدون بـشجاعة كيم ومون بعد «إعلان بانمونغوم» في قمتهما التاريخية

الكوريتان نحو «نزع النووي» و«إنـهاء الحرب»

كيم يونغ أون (يسار) ومون جيه بعد توقيع الاتفاق التاريخي. أ.ف.ب

تعهد زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، بالسعي لتحقيق السلام ونزع السلاح النووي، خلال لقاء تاريخي جمعهما، أمس، بعد عقود من النزاع، وأشاد زعماء العالم بالتعهد الجريء للزعيمين، لوضع نهاية رسمية للحرب الكورية، ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، في أعقاب عام من التهديدات التي أثارت المخاوف من اندلاع صراع جديد.

وتفصيلاً، التقى الزعيمان في المنطقة منزوعة السلاح، شديدة التحصين بين البلدين، حيث تصافحا بشكل حار وتبادلا الابتسام والأحاديث. ووقع الزعيمان إعلاناً يتضمن الموافقة على العمل من أجل «نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية».

وفي «إعلان بانمونغوم» للسلام والازدهار والوحدة في شبه الجزيرة الكورية، الصادر في ختام القمة، أكدت الكوريتان هدفهما المشترك لتحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، عبر النزع النووي بصورة كاملة.

ووفقاً للبيان «اتفقت الكوريتان على عقد المحادثات والمفاوضات في كل مجال، فضلاً عن محادثات رفيعة المستوى، في أسرع وقت ممكن، لوضع التدابير الإيجابية من أجل الالتزام بالمسائل المتفق عليها في لقاء القمة».

و«اتفقت الكوريتان على إنشاء مكتب الاتصال المشترك بينهما، الذي يوجد فيه مسؤولو البلدين في منطقة كيسونج الحدودية بكوريا الشمالية، للمشاورة الوثيقة بين السلطات، وضمان التبادل المدني».

و«اتفقت الكوريتان على عقد لقاءات لمّ شمل الأسر المشتتة والأقارب بمناسبة عيد الاستقلال، الموافق 15 أغسطس المقبل».

وذكر البيان أن الكوريتين اتفقتا على وقف جميع الأعمال العدائية، التي تعتبر مصدراً للتوترات العسكرية والصراعات براً وبحراً وجواً، ووقف بثّ الدعاية عبر مكبرات الصوت، وإرسال المنشورات الدعائية، اعتباراً من اليوم الأول من مايو المقبل.

كما «اتفقت الكوريتان على اتخاذ تدابير عملية لمنع النزاعات العسكرية العرضية، وضمان أنشطة الصيد الآمنة».

و«اتفقت الكوريتان على عقد محادثات عسكرية بما فيها اجتماع وزيري الدفاع، لمناقشة وحل المشكلات العسكرية التي يثيرها الجانبان من دون تأخير».

«واتفقت الكوريتان على عقد المحادثات الثلاثية بين الكوريتين والولايات المتحدة الأميركية أو المحادثات الرباعية بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين، للإعلان عن إنهاء الحرب في هذا العام، الذي يصادف مرور 65 عاماً على عقد اتفاقية الهدنة، وبناء نظام السلام المستدام والمتين».

وقال البيان «اتفق الجنوب والشمال على سعيهما للحصول على تأييد وتعاون المجتمع الدولي، نحو تحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي».

وذكر البيان «اتفق الرئيسان على إجراء التشاور وتقوية الثقة بينهما، مع مناقشة القضايا التي تهم الأمة الكورية مرات عدة عبر محادثات دورية ومكالمات هاتفية مباشرة».

وقال مسؤول كوري جنوبي إن كيم أخبر مون في جلستهما الخاصة بأنه جاء إلى القمة لإنهاء تاريخ من الصراع، ومزح الزعيم الكوري الشمالي مع رئيس الجنوب، قائلاً إنه «يأسف لأنه كان يبقيه مستيقظاً، بسبب تجارب إطلاق الصواريخ في ساعات متأخرة من الليل». وأضاف المسؤول أن كيم قال لمون إنه مستعد لزيارة البيت الأزرق الرئاسي في سيؤول، وأنه يود لقاءه على فترات أكثر تقارباً في المستقبل.

وعاد الزعيم الكوري الشمالي، أمس، إلى بلاده عبر الخط الفاصل بين الدولتين، وشوهد وهو يلوح بيده من نافذة السيارة التي أقلته لمغادرة المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.

وأصبح كيم أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، بعد أن صافح مون فوق حاجز خرساني قصير يرسم الحدود بين البلدين، في قرية بانمونغوم.

وأشاد زعماء العالم بالتعهد الجريء لزعيمي الكوريتين، لوضع نهاية رسمية للحرب الكورية، ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، في أعقاب عام من التهديدات التي أثارت المخاوف من اندلاع صراع جديد.

فقد ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في رده على القمة التاريخية التي عقدت بين الكوريتين، في تغريدة له: «إعلان نهاية الحرب الكورية!»، وتابع: «أميركا لابد أن تكون فخورة بما يحدث الآن في كوريا». وأضاف ترامب «تحدث أمور جيدة، لكن الوقت كفيل بإثبات ذلك!».

وقال ترامب «بعد عام صاخب من إطلاق الصواريخ وإجراء تجارب نووية، يعقد اجتماع تاريخي بين الكوريتين الآن».

ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونينغ، في مؤتمر صحافي في بكين أمس، «نشيد بزعيمي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، بسبب اتخاذ تلك الخطوة التاريخية. ونعرب عن تقديرنا للقرار السياسي والشجاعة التي أبدياها».

كما أشاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بجهود كوريا الجنوبية في عقد قمة مع الزعيم الكوري الشمالي.

وقال آبي: «آمل بشدة أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة» في حل مسألة برنامجها النووي والصاروخي.

ومن جانبه، ذكر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في تغريدة له «ما سمعته من كوريا. وما شهدته هنا في البلقان في الأيام الأخيرة، يتعين أن يكون تذكاراً إيجابياً للجميع: بأن المستحيل يمكن أن يصبح ممكناً، ويعتمد ذلك بشكل كامل على الإرادة الطيبة، وشجاعة الأفراد». وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس شتولتنبرغ، في مؤتمر صحافي «يؤيد (الناتو) بشكل كامل حلاً سياسياً للتوترات في تلك المنطقة.. ولقد رأيت بنفسي مدى عمق تلك التوترات، عندما زرت أخيراً كوريا الجنوبية والمنطقة منزوعة السلاح». وذكر رئيس وزراء إيطاليا، باولو غينتيلوني في تغريدة له «أعلنت الكوريتان انتهاء الحرب! مر أكثر من 60 عاماً. المستقبل حافل بالمجهول، لكنه يوم تاريخي».

تويتر