الخطوط القطرية الخاسر الأكبر من المقاطعة

«الغفران» تُطالب المنظمات الحقوقية بتبني قضيتها ضد «الحمدين»

الخطوط الجوية القطرية تدفع ثمن ممارسات نظام الدوحة. أرشيفية

طالبت قبيلة «الغفران» القطرية، التي أسقط نظام أمير قطر السابق، حمد بن خليفة، الجنسية من 6000 من أبنائها، المنظمات الحقوقية الدولية بتسليط الضوء على معاناتهم وانتهاكات نظام الدوحة اتجاه أبناء القبيلة، فيما لاتزال الخطوط الجوية القطرية الخاسر الأكبر في منظومة الاقتصاد القطري المنهار، بعد مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الدوحة.

قطر تواصل انخراطها في العلاقة

الوطيدة مع إيران، على حساب الجوار

الخليجي منذ اندلاع الأزمة.

وفي التفاصيل، ناشدت قبيلة «الغفران» المسؤولين في العالم، ليقدروا المعاناة، لمن ظلوا 17 عاماً لم يروا ذويهم، وأيضاً من هم ممنوعون من السفر منذ عقدين من الزمان من قطر، ومن هم ظلوا طوال سنوات بلا وظيفة أو مستقبل أو جنسية.

فيما قال الناشط الحقوقي القطري، جابر الكحلة المري، في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، إننا كممثلين عن قبيلة «الغفران» موجودون في جنيف للاستمرار في مطالبة الأمم المتحدة عبر مجلس حقوق الإنسان بالحصول على حقوقنا، باستعادة الجنسية والعودة إلى أرض الوطن، وإعادة الحق لكل من أخذت منه ممتلكاته ومنازله. وتمنى الكحلة تعاطف الولايات المتحدة الأميركية ورؤساء دول العالم مع قضيتهم للحصول حقوقهم المسلوبة.

وأوضح الكحلة أن تركيز عملهم كممثلين للقبيلة، هو مطالبة المؤسسات الحقوقية لحل القضية التي هي إنسانية بالدرجة الأولى، ولا نتمنى أن تقحم قضيتنا في أمور صعبة، فهي قضية إنسانية، وسيكون حلها عبر المنظمات الحقوقية الدولية بالمقام الأول، ووجهنا رسالة للمفوض السامي لحقوق الإنسان عن حالتنا، ومطالبنا التي نسعى لتحقيقها.

تأتي المناشدات الدولية في الوقت الذي يستمر فيه نظام الدوحة باستخدام سلاح سحب الجنسية من المعارضين لسياسات النظام التخريبية منذ عقود.

يأتي ذلك، في وقت لا تزال الخطوط الجوية القطرية الخاسر الأكبر، بعد مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الدوحة.

وعقب إغلاق المجال الجوي للدول العربية أمام قطر، اضطرت قطر لاستخدام المجال الجوي الإيراني، ما زاد من تباعد المسافات وارتفاع تكاليف التشغيل.

وقال المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، في تصريحات صحافية أخيراً، إن الشركة ستسجل خسائر كبيرة جداً للسنة المالية التي تنتهي مارس الجاري، وإن الشركة القطرية ستحتاج إلى مصادر تمويل جديدة من أجل البقاء.

وفي تقرير نشرته وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، قالت إن الخطوط الجوية القطرية خسرت ما يقرب من 11% من شبكتها حول العالم، و20% من العائدات منذ 5 يونيو الماضي.

ورغم أزمة الاقتصاد القطري، وبدلاً من تصحيح مسارها لتعود إلى الحضن العربي والخليجي، إلا أن الدوحة تواصل انخراطها في العلاقة الوطيدة مع إيران، على حساب الجوار الخليجي منذ اندلاع الأزمة مع دول الرباعي العربي، مطلع يونيو الماضي، لاسيما في الجانب الاقتصادي، في محاولة لتدبير احتياجات السوق المحلية، حيث تشارك 15 شركة إيرانية بمعرض زراعي منعقد بالإمارة الخليجية، على مدار ثلاثة أيام.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، عن وجود 15 شركة إيرانية مشاركة ضمن فعاليات النسخة السادسة من معرض قطر الزراعي الدولي «أجريتك 2018»، المنعقد حالياً، مشيرة إلى أن حضور الشركات الإيرانية هذا العام سجل زيادة بمعدل خمسة أضعاف على العام الماضي، في ظل ارتماء الدوحة في أحضان نظام الملالي، وسعيها نحو طهران للحصول على احتياجاتها من المواد الغذائية والحاصلات الزراعية بدلاً من جارتها السعودية، التي كانت تمثل مورداً لنحو 85% من المنتجات الزراعية للدوحة قبل المقاطعة العربية.

وفي السياق، أشار الملحق الاقتصادي بالسفارة الإيرانية لدى الدوحة، محمد باقري، إلى أن الشركات الإيرانية المشاركة بالمعرض القطري من ثلاث محافظات إيرانية، هي بوشهر، وهرمزجان، وطهران.

وأضاف باقري، بحسب «إيرنا»، أن تلك الشركات ستعرض منتجاتها في 24 جناحاً، موضحاً أن شركات بلاده قد ازدادت خمسة أضعاف عن الدورة السابقة، مؤكداً أن ما وصفه بـ«التحسن النسبي» في علاقات البلدين من العوامل الرئيسة التي أسهمت في وجود «مشاركة واسعة» للشركات الإيرانية بمعرض قطر الزراعي الدولي، على حد قوله.

وأوضح الملحق الاقتصادي الإيراني، أن الشركات الإيرانية تعرض منتجاتها في قطاعات الثروة السمكية، والزراعية، والمواد الغذائية، والمكسرات والحلويات، في الوقت الذي كشفت تقارير سابقة عن وجود ملوثات بالمنتجات الغذائية المصدرة إلى الدوحة، إضافة إلى شبهات فساد بين رجال أعمال إيرانيين.

وكشف مدير مكتب الشؤون العربية والإفريقية في منظمة تطوير التجارة، فرزاد بيلتن، عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر من 90 مليون دولار في العام الماضي إلى 200 مليون دولار هذا العام، مشيراً إلى انعقاد اجتماع للجنة تعاون مشتركة في الدوحة يومي 16 و17 ابريل المقبل.

تويتر