طهران تسعى لإحكام سيطرتها على شرايين الاقتصاد في الدوحة

البنوك الإيرانية تبدأ التغلغل في السوق المصرفي القطري

عبدالله آل ثاني وعد طهران بإزالة العوائق التي تحول دون التعاون بين البلدين. أرشيفية

كشفت وسائل إعلام إيرانية عن استغلال عدد من البنوك الإيرانية من القطاع الخاص الأزمة القطرية لإيجاد علاقات مصرفية بينها وبين بنك قطر الوطني، أكبر بنوك قطر، وبدأت بفتح حسابات في هذا البنك لعرض خدمات مصرفية، في أحدث خطط ملالي طهران للتغلغل داخل القطاع المصرفي القطري.

وتسعى إيران لإحكام سيطرتها على شرايين الاقتصاد القطري، الذي تكبد خسائر فادحة بعد سبعة أشهر من مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، كعادة طهران في كل أزمة بالمنطقة.

وبسبب عدم وجود علاقات مصرفية بين إيران وقطر، كان المصدرون الإيرانيون يواجهون عقبات أمام السيطرة التامة على السوق القطري.

سهّلت الحكومة القطرية رحلات رجال الأعمال الإيرانيين بإصدار تأشيرات لمدة ستة أشهر، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على رحلات العمل إلى قطر في الأسابيع الأخيرة.

وسعياً للتغلب على ذلك، التقى محافظ مصرف قطر المركزي، الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني، الأسبوع الماضي، برئيس اتحاد مصارف القطاع الخاص وقطاع المؤسسات المالية الإيرانية كوروش برويزيان، برفقة مجموعة من مديري البنوك في قطر. وقال الشيخ عبدالله آل ثاني إنه يبذل كل المساعي لإزالة العوائق التي تحول دون التعاون الثنائي بن البلدين في أسرع وقت.

وناقش الطرفان اقتراح إنجاز المبادلات بين البلدين بعملات دول المنطقة، بدلاً من بقية العملات الأجنبية، كاليورو والعملات المشابهة، وقد حظيت هذه التوصية بترحيب من جانب المشاركين.

من جهته، قال وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، محمد شريعتمداري، إن مستوى التبادل التجاري الحالي بين طهران والدوحة أقل من مليار دولار، في حين أن قطر تسعى إلى رفع هذا المبلغ إلى خمسة مليارات دولار.

وفي نوفمبر الماضي، اتفقت قطر وإيران على إنشاء لجنة مشتركة للاتصالات والنقل، لتعميق التبادل التجاري والنقل الجوي والبحري بين البلدين، حسب ما ذكر موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني، نقلاً عن وكالة الأنباء القطرية.

وكانت تقارير أجنبية ذكرت أن العلاقات المتبادلة بين مصارف البلدين شهدت تزايداً، على الرغم من أن العلاقات لم تنشأ بصورة كاملة.

وأشارت تقارير إلى أن بنك «صادرات إيران» يعمل على تعزيز عمليات فرعه في الدوحة، بذريعة المساعدة في حل مشكلات المعاملات التي تواجه المصدرين الإيرانيين في قطر.

وقال الرئيس التنفيذي للبنك، سيافاش زراعاتي: «يمكنني أن أقول للمصدرين الإيرانيين إننا توصلنا إلى اتفاقات، وتم اتخاذ خطوات فعالة لحل مشكلاتهم المصرفية»، وفي الوقت الراهن «بنك صادرات إيران» هو المقرض الإيراني الوحيد بفرعين في الدوحة.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ«بنك ملي إيران»، محمد رضا حسين زاده، في مقابلة مع «فايننشيال تريبيون» في وقت سابق، إن البنك يجري أيضاً محادثات مع أحد أكبر البنوك في قطر، لإقامة علاقات متبادلة، دون ذكر اسم المقرض القطري.

وكانت مجموعة «شيرين عسل الصناعية للأغذية»، أكبر شركة للحلويات في إيران، أعلنت أخيراً عن خطة موسعة لدخول سوق التجزئة في قطر، حيث قال المدير التنفيذي لصادرات الشرق الأوسط حسين محفوظي «لقد قمنا بالفعل بدراسة السوق في قطر»، مدعياً أن هناك طلباً على المنتجات الإيرانية.

وفي السياق نفسه، يعمل «بنك صادرات إيران» على تعزيز عمليات فرعه في الدوحة، للمساعدة في حل المشكلات المصرفية التي تواجه المصدرين الإيرانيين في قطر، وقال رئيسه التنفيذي سيافاش زيراتي لشبكة «إيبينا» الإخبارية الإيرانية: «يمكنني أن أقول للمصدرين إننا توصلنا إلى اتفاقات، واتخذت خطوات فعالة لحل مشكلاتهم المصرفية».

وأشار رئيس البنك الإيراني إلى أن البنك أجرى مفاوضات مع رجال الأعمال والمصدرين الإيرانيين، إلى جانب المسؤولين القطريين، لإزالة أي عقبات، مضيفاً أن «القضايا المصرفية يتم التعامل معها».

وسهّلت الحكومة القطرية رحلات رجال الأعمال الإيرانيين بإصدار تأشيرات لمدة ستة أشهر، وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع الطلب على رحلات العمل إلى قطر في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، بدأ الإيرانيون استغلال السوق القطري منذ بدء المقاطعة العربية، بتصدير المنتجات الفاقدة لمعايير الجودة، والبضائع ذات التغليف غير الصحي، والمواد الغذائية التالفة والسامة.

وفي تقرير نشرته صحيفة «فايننشيال تريبيون» الإيرانية، على موقعها الإلكتروني في وقت سابق، قالت إن طهران صدرت سلعاً غير نفطية بقيمة 139 مليون دولار إلى قطر، خلال الأشهر السبعة الماضية حتى 22 أكتوبر الماضي، مسجلة زيادة ملحوظة بلغت 117.5%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات إدارة الجمارك الإيرانية (إيريكا).

كما صدرت إيران منتجات غير نفطية بقيمة 50 مليون دولار إلى قطر خلال شهر واحد، وهو ما يدل على زيادة بلغت خمسة أضعاف على أساس سنوي.

يشار هنا إلى أن «تورانج داريا للشحن»، أكبر شركة شحن خاصة في إيران، تعتزم توسيع أعمالها في قطر، وتتوقع الشركة أن تتزايد التجارة بين قطر وإيران في الأيام المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة وتيرة شحناتها من قطر.

تويتر