تكشف دور الدوحة في نشر الإرهاب بالتعاون مع إيران و«الإخوان»

قرقاش: أوراق بن لادن مهمة للإحاطة بدور قطر في الفوضى

قرقاش أكد أن تقاطع مواقف «القاعدة» مع توجهات قطر «واضح ومقلق». أرشيفية

دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إلى قراءة أوراق الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، أسامة بن لادن، للاستفادة منها في الإحاطة بشكل أكبر بدور قطر في نشر الإرهاب والفوضى، بالتعاون مع إيران وجماعة «الإخوان» الإرهابية.

وقال قرقاش، في تغريدتين على حسابه في موقع «تويتر»، أمس: «أوراق أسامة بن لادن بخط يده تؤكد العديد من الافتراضات، فهو يدعم (الجزيرة) في تبني الثورات، ويعوّل على القرضاوي في ليبيا، ويريد الفوضى للبحرين».

وأضاف أن «كراّس بن لادن بخط يده مهم لمعرفة مواقف التطرف والإرهاب، وتقاطع المواقف مع توجهات الشقيق المرتبك واضح ومقلق، فأزمة قطر هي عن التطرف والإرهاب».

ونشرت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، الليلة قبل الماضية، وثائق مهمة محفوظة في الأرشيف تعود لأسامة بن لادن، ضُبطت أثناء الهجوم الأميركي على مجمع في أبوت آباد في باكستان في 2011، العام الذي قُتل فيه زعيم تنظيم «القاعدة»، ومن شأن هذه الوثائق إلقاء ضوء جديد على التنظيم المتطرف.

ومن بين الوثائق المسربة، كراس من عشرات الصفحات المملوءة بكتابة بخط اليد، يثني فيها بن لادن على دور قناة «الجزيرة» القطرية في الترويج لما عرف باسم «ثورات الربيع العربي»، ويريد دوراً أكبر في ليبيا للداعية المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي، المصنف على قوائم الإرهابيين في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب المقاطعة لقطر.

كما أن وثائق «أبوت آباد» لأسامة بن لادن، التي تمت مصادرتها من قبل القوات الأميركية، كشفت عن أبعاد الدور القطري في تنظيم «القاعدة»، واعتبارها جهة مفضلة لعناصر وقيادات «القاعدة».

وبرز ذلك من خلال رسالة مطولة وجهها أسامة بن لادن قبيل مقتله إلى زوجته الصغرى، خيرية صابر، خلال استضافتها في إيران مع ابنها وريث «القاعدة» حالياً حمزة بن لادن، ضمن عدد كبير من قيادات «القاعدة» وأسرة بن لادن، قال فيها: «ذكرت في رسالتك أنهم كانوا يقولون بأنهم إما أن يسفروكم إلى قطر أو سورية. فما الرأي الذي أبداه محمد وإخوانه وأنت وحمزة عند ذلك؟ وهل طلبت الذهاب إلى قطر؟ وإن طلبت فبماذا ردوا؟ والمراد أن نفهم هل تعمدوا إخراجكم إلى هذا الاتجاه لمتابعة مسيرتكم حيث إنهم توقعوا مجيئكم إليّ؟».

وبين الوثائق صور ليوميات كتبها مؤسس التنظيم الإرهابي المسؤول عن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وتسجيل فيديو لحفل زفاف نجله حمزة.

وصرّح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايك بومبيو، بأن نشر هذه المستندات «يتيح الفرصة للأميركيين لمعرفة المزيد حول مشروعات وكيفية عمل هذه المنظمة الإرهابية».

ويقول باحثون في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، التي حصلت على المستندات قبل رفع السرية عنها، إنها تتضمن معلومات خاصة حول العلاقات المضطربة بين التنظيم وإيران.

واعتبر أحد الباحثين، بيل روجيو، أن «هذه المستندات ستساعد بشكل كبير في الرد على مئات الأسئلة التي لاتزال مطروحة حول قيادة القاعدة». وكان بومبيو تعهد، خلال مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في أكتوبر الماضي، بنشر وثائق تكشف الروابط بين تنظيم القاعدة وإيران، وذلك في الوقت الذي تندد واشنطن باستمرار بـ«التأثير السيئ» لطهران في الشرق الأوسط.

ويشكل تسجيل الفيديو لزفاف حمزة بن لادن، الذي تم تصويره على ما يبدو في إيران، مثالاً على ذلك.

وتظهر وثائق تم الكشف عنها سابقاً، من بينها رسائل نشرتها وكالة «فرانس برس» في مايو 2015، أن بن لادن كان يعدّ حمزة لخلافته على رأس التنظيم، وأن هذا الأخير موجود حالياً في إيران على ما يبدو، وهو في الـ27 أو الـ28 من العمر.

ويقول الباحثون إن إحدى الوثائق التي تم نشرها حالياً دراسة من 19 صفحة حول الروابط بين «القاعدة» وإيران، أعدها أحد أعوان بن لادن، وتظهر أن طهران عرضت تدريب وإمداد «الأشقاء السعوديين» من «القاعدة» بالسلاح والمال، بشرط أن يهاجموا المصالح الأميركية في الخليج.

إلا أن الطبيعة الفعلية لهذه العلاقات لاتزال تثير الجدل بين الخبراء، نظراً للخلاف العقائدي بين إيران والحركات السنية القريبة من «القاعدة».

لكن إقامة حمزة بن لادن ومسؤولين آخرين من التنظيم الإرهابي في ظل حماية السلطات الإيرانية، أو تحت إشرافها بحسب بعض الفرضيات، يمكن أن تشكل الدليل على وجود علاقة تعاون بين طهران وزعيم «القاعدة».

تويتر