برقيات أميركية: قطر فضلت إسرائيل على مصر وخذلت السلطة الفلسطينية

قرقاش: على قطر أن تطرق باب الرياض وستجد الحل لأزمتها

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أمس، إن قطر فشلت في فكّ أزمتها عبر الإعلام والتدويل، داعياً إياها لأن تطرق باب الرياض وستجد الحل، مؤكداً أن تدشين قطر لحساب بالإنجليزية يدعو إلى مقاطعة الإمارات لا ينفع في التعامل مع أزمتها. في حين كشفت برقيات أميركية نشرها موقع التسريبات «ويكيليكس»، تفضيل قطر لإسرائيل على مصر في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورفض الدوحة تقديم المال للسلطة الفلسطينية، وتشجيعها على استمرار الانفصال بين الضفة الغربية والقطاع.

أنور قرقاش:

- «تدشين قطر لحساب بالإنجليزية يدعو إلى مقاطعة الإمارات لا ينفع في التعامل مع أزمتها، ليت الجهود تصبّ تجاه تغيير التوجه الداعم للتطرف والإرهاب».

- «تدشين حساب بالإنجليزي ضد الإمارات ما هو إلا بعثرة للجهد والمال، ودون مراجعة حقيقية ستبقى الأبواب موصدة، المؤشرات تدّل على أن أزمة قطر تؤلمها».

وأكد قرقاش في تغريدات على حسابه على «تويتر» أن الأزمة الحالية مع قطر لم تفتعلها الإمارات أو السعودية، بل إن سياسة قطر الداعمة للإرهاب هي السبب في الأزمة الحالية.

وانتقد قرقاش إقدام الدوحة على إطلاق موقع باللغة الإنجليزية لمهاجمة الإمارات، قائلاً: «تدشين قطر لحساب بالإنجليزية يدعو إلى مقاطعة الإمارات لا ينفع في التعامل مع أزمتها، ليت الجهود تصبّ تجاه تغيير التوجه الداعم للتطرف والإرهاب».

وأضاف: «هي ليست أزمة علاقات عامة، ولم تفتعلها أبوظبي أو الرياض، بل سياسة ترسخت منذ 1995 تدعم التطرف والإرهاب وتطعن الجار في الظهر، المراجعة ضرورية».

وقال: «تدشين حساب بالإنجليزي ضد الإمارات ما هو إلا بعثرة للجهد والمال، ودون مراجعة حقيقية ستبقى الأبواب موصدة، المؤشرات تدّل على أن أزمة قطر تؤلمها».

واختتم تغريداته بالقول «بعد أن فشلت قطر في فكّ أزمتها عبر الإعلام والتدويل لتطرق باب الرياض، وستجد الحلّ، ولا يجب أن يتسبب عناد فرد وإرثه الملتبس في هذا الانهيار».

من ناحية أخرى، أظهرت برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أميركيون، المزيد من سجل قطر التآمري.

وتُظهر البرقيات هذه المرة، كيف سعى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، لأن يظهر كبطل للرأي العام العربي من خلال استغلاله قضية غزة.

ففي اجتماع عقده السفير الأميركي السابق في الدوحة جوزيف لابارون، مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد آل محمود في الثاني من فبراير 2009 «حث الأول، قطر على تقديم مساعدات سخية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمدنيين الفلسطينيين في غزة، كما حثّ على إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال السلطة الفلسطينية وليس حركة (حماس)، لكن آل محمود قال إنه يعتقد، ولا يمكنه أن يؤكد، أن قطر ستوجه مساعداتها من خلال آليات الأمم المتحدة». وكان السفير الأميركي حذّر في برقية سرية، كتبها في 12 يناير 2009 من أنه «لأسباب أيديولوجية سياسية واستراتيجية، تبنت قطر موقفاً من القتال في غزة، والذي من شأنه أن يقوّض بشكل خطر جهودها لتصبح لاعباً إقليمياً مؤثراً».

وكشف في هذا الصدد النقاب أنه «حتى وقت قريب، كان بإمكاننا أن نعوّل على سعي قطر لعقد علاقات جيدة مع الكل تقريباً، وكان ذلك جزءاً من استراتيجيتها لتصبح لاعباً دبلوماسياً إقليمياً»، مستدركاً «استراتيجياً، يحاول الأمير حمد (بن خليفة آل ثاني) أن يضع نفسه في قضية غزة كبطل للرأي العام العربي، وتحاول عائلة آل ثاني الحاكمة أن تروّج هذا الرأي بشكل غير مباشر من خلال دعمها المالي وتوجيهها السري لقناة الجزيرة».

وفي هذا الصدد، حذر من أن «قطر تفقد توازنها بشأن قضية غزة. وهذا سيحد من هدفها المتمثل في أن تصبح لاعباً إقليمياً مؤثراً»، مشيراً إلى أن الأمير حمد «هو نفسه المسؤول عن هذا التغيير»، لافتاً إلى أن نهج الدوحة الحالي تجاه غزة يرتبط اتباطاً وثيقاً مع مصالح آل ثاني.

في المقابل، قال السفير الأميركي «ستواصل السفارة في الدوحة إخبار المحاورين القطريين أنه إذا ما أصرت قطر على الحفاظ على علاقاتها السياسية مع (حماس)، فإن رسالة قطر إلى قادة الحركة يجب أن تركز بشكل مباشر على ضرورة تبنيها شروط اللجنة الرباعية» في إشارة إلى مطالب الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والقبول بالاتفاقيات الموقعة.

وفي موقف صادم قال وزير الدولة القطري للتعاون الدولي خالد العطية للسفير الأميركي نفسه، في الثالث من فبراير 2009: «قطر تريد إدخال مساعداتها من خلال إسرائيل».

واستناداً إلى البرقية السرية فإن العطية كشف عن 80% من مساعدات قطر إلى غزة تم توجيهها من خلال مؤسسات غير حكومية أميركية لها علاقات وثيقة بإسرائيل.

ونقلت البرقية عن العطية أنه سعيد بعلاقة قطر مع مؤسسة أميركية غير حكومية «لها علاقات مع الحكومة الإسرائيلية، وهو ما مكّنها من إدخال المساعدات عبر الطرف الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «الدوحة لن ترسل مساعداتها إلى غزة من خلال مصر».

حجة العطية في تفضيل إسرائيل كانت وفق قوله إن «المساعدات التي توجه عبر مصر لا تصل إلى الناس المحتاجين، وإنما إلى عائلة (الرئيس المصري السابق) حسني مبارك وحزبه».

وتكشف برقية سرية أميركية أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني، كان قد طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، أن توافق حكومتها على نقل المساعدات القطرية إلى غزة من خلال تل أبيب.

ففي برقية كُتبت يوم 14 يناير 2009، لخّص القائم بأعمال السفير الأميركي في الدوحة مايكل راتني، نتائج اجتماع له مع الممثل التجاري الإسرائيلي بقطر روي روزنبليت.

وكتب راتني نقلاً عن روزنبليت «في مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في وقت سابق من شهر يناير، طلب الشيخ حمد من إسرائيل المصادقة على السماح بهبوط طائرتين محملتين بالمساعدات الإغاثية في مطار بن غوريون ومن ثم نقلها براً إلى غزة».

وأضاف: «وعدت ليفني بالنظر في إمكانية القيام بذلك».

وعلق راتني على هذا الموقف بالقول: «يبدو أن القطريين مازالوا يفضلون تنسيق شحنات مساعدات غزة مع إسرائيل وليس مع مصر».

كما تكشف برقية سرية أميركية الفرق الشاسع بين ما تعلنه قطر عن مساعدات لغزة في العلن وبين ما تصرفه فعلاً.

وكتب راتني في برقية سرية يوم 12 مايو 2009، إن أغلبية المساعدات القطرية إلى غزة ستوجه من خلال قنوات غير تابعة للأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية.

وأشار راتني إلى أن قطر تعهدت بتقديم 250 مليون دولار كمساعدات لغزة، ولكن فعلياً أعلنت مؤسسة قطر الخيرية عن تقديم 100 مليون تم الإعلان عن صرف 40 مليوناً منها.

ولفت إلى أن مؤسسة قطر الخيرية أُدرجت في مارس 2008 كمؤسسة داعمة للإرهاب من قبل لجنة المخابرات المشتركة للوكالات المعنية بالإرهاب، بعد أن أبدت استعدادها ورغبتها في تقديم مساعدات مالية لمنظمات إرهابية مستعدة لمهاجمة أميركيين أو مصالح أميركية، أو تقديم دعم تشغيلي لمنظمات متطرفة.

تويتر