«حماس» تتهم الاحتلال بإجهاض مفاوضات القاهرة.. وتنفي إطلاق صواريخ من القطاع

الطائرات الحربية الإسرائيلية تشن غارات على غزة رغم التهدئة

صورة

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس، غارات جوية عدة على قطاع غزة، مدعية سقوط ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، خلال التهدئة، وهو ما نفته حركة «حماس»، متهمة الاحتلال بإجهاض مفاوضات القاهرة من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وفيما احتفظت قوات الاحتلال في مواقعها قرب الحدود مع غزة بعد تمديد جديد لهدنة مؤقتة، اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينياً إثر عمليات دهم وتفتيش نفذتها في مناطق متعددة من الضفة الغربية.

وتفصيلاً، قال أحد شهود العيان في قطاع غزة، إن «طائرات (إف 16) الإسرائيلية أطلقت صاروخاً على الأقل على أرض زراعية في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)». كما أكد شهود عيان ومصور «فرانس برس» أن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارة جوية استهدفت أرضاً مفتوحة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وغارتين أخريين على مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع. ورداً على هذا التصعيد، أعلن مسؤول اسرائيلي حكومي أن إسرائيل أمرت وفدها المفاوض في القاهرة بالعودة إلى إسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان صحافي استهداف مواقع في قطاع غزة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر الجيش بالرد بعد سقوط ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة على منطقة بئر السبع جنوب إسرائيل أمس، خلال التهدئة، بحسب ما أعلن مسؤول حكومي إسرائيلي. وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة «فرانس برس»: «سقط ثلاثة صواريخ في ارض مفتوحة في منطقة بئر السبع»، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات. وقال مسؤول حكومي «رداً على خرق (حماس) للهدنة، أمر رئيس الوزراء ووزير الدفاع القوات الإسرائيلية بأن تهاجم مجدداً مواقع في قطاع غزة». من جانبه، قال المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي أبوزهري لـ«فرانس برس»: «ليس لدينا في (حماس) أي معلومات حول إطلاق صواريخ من غزة». كما اعتبر أن هذه «الغارات الإسرائيلية تهدف إلى إجهاض مفاوضات القاهرة».

وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة قد استؤنفت في القاهرة، أمس، من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، بعد الموافقة على تمديد التهدئة منذ منتصف ليلة الاثنين 24 ساعة أخرى، للنظر في الأمور العالقة. وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد، في مؤتمر صحافي مقتضب، إن الوفد وافق على الطلب المصري بتمديد الهدنة 24 ساعة، وذلك لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، في ظل التعنت والرفض الإسرائيلي للاستجابة للمطالب الفلسطينية، مؤكداً أن مصر تبذل جهوداً كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي المطالب الفلسطينية.

ومع اقتراب الهدنة من نهايتها، واصل الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي تبادل الاتهامات بشأن المصاعب التي تصطدم بها جهود مفاوضات القاهرة، وظل الخلاف على حاله.

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، إن مقترح تمديد التهدئة الذي وافق عليه الوفد الفلسطيني جاء بطلب من مصر في آخر لحظة من أجل إنقاذ المفاوضات من النفق المسدود. وأوضح أن المفاوض الإسرائيلي «يماطل ويسرب أنباء عن التوصل لاتفاق بغرض التشويش للتلاعب بمشاعر الشعب الفلسطيني والضغط على المفاوض الفلسطيني».

وشدد الرشق على أن الوفد الفلسطيني تشبث بمطالب الشعب الفلسطيني وعلى رأسها رفع الحصار عن غزة، في حين أن إسرائيل تحاول «تنظيم الحصار عوض إنهائه».

وكانت مصادر قد قالت إن أرضية الاتفاق التي يتفاوض عليها الجانبان تنص على فتح المعابر كافة، ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، بينما يخضع دخول مواد البناء للرقابة الدولية، كما تنص أرضية الاتفاق على حل مشكلة الكهرباء بشكل كامل في مدة أقصاها عام، وبإعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف الحكومة الفلسطينية.

من جهتها، أعلنت جامعة الدول العربية أن أمينها العام نبيل العربي سيلتقي اليوم عزام الأحمد. ومن المنتظر أن يطلع الأحمد الأمين العام على آخر ما توصلت إليه جلسات المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ما يتعلق بجهود التهدئة.

في الأثناء، احتفظت القوات الإسرائيلية بمواقعها قرب الحدود مع قطاع غزة بعد اتفاق تمديد الهدنة.

من جهة أخرى، نفت مصادر سياسية إسرائيلية أنباء صحافية عن أن إسرائيل توصلت إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن رفع الحصار عن قطاع غزة تدريجياً، وإعادة إعمار القطاع بدعم دولي.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، قد قالت إن إسرائيل نسقت مع الولايات المتحدة الأميركية على تفاصيل التسوية المستقبلية مع حركة «حماس» في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها، إنه من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى تل أبيب خلال الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا سراً على أن توافق إسرائيل على فك الحصار عن قطاع غزة بشكل تدريجي يبدأ بالمعابر البرية وبعد ذلك البحرية.

وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، 15 فلسطينياً إثر عمليات دهم وتفتيش نفذتها في مناطق متعددة. وتركزت عمليات الاعتقال في محافظات الخليل ونابلس وجنين وطوباس وبيت لحم تخللها إلحاق أضرار بمحتويات المنازل المستهدفة. وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في تصريح صحافي، أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة فلسطينيين من الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة من بينهم شقيقان. كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من محافظة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة وأربعة آخرين من قرية «دير استيا» قرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، وشاباً من جنين وآخر من بيت لحم.

تويتر