وفد «حماس» في قطر للتشاور مع مشعل حول نتائج مباحثات القاهرة
الاحتلال يخرق الهدنة.. ووزير إسرائيلي يطالب بفتح المعابر ووقف أحـادي للعدوان
اتهمت وزارة الداخلية الفلسطينية في حكومة حماس بقطاع غزة إسرائيل، أمس، بإطلاق النار عبر الحدود على منازل شرق بلدة خانيونس في انتهاك للهدنة، فيما ردت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي «ليس لدينا علم بمثل هذا الحادث»، وجاء ذلك بعد أن استمرّت التهدئة الهشة، أمس، بين إسرائيل وحركة حماس، غداة يوم هادئ عموماً، تخلله تجمع في تل أبيب ضم 10 آلاف شخص، للمطالبة بحل دائم للنزاع، وقالت تقارير صحافية إسرائيلية، إن وزير الاقتصاد الإسرائيلي رئيس حزب «البيت اليهودي» اليميني نفتالي بينيت، طالب بإنهاء العدوان على غزة بصورة أحادية الجانب، وتخفيف الحصار على قطاع غزة، وفتح المعابر بين القطاع وإسرائيل من أجل نقل البضائع أو توسيع مجال الصيد، مع منح جيش الاحتلال الإسرائيلي حرية في تنفيذ عمليات في القطاع، فيما غادر القاهرة، أمس، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبومرزوق، متوجهاً على رأس وفد إلى الدوحة، في زيارة لقطر تستغرق يومين، للتشاور مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وعرض نتائج مباحثات القاهرة.
الاحتلال زوّد جنوده بـ 4.8 ملايين رصاصة و3.3 ملايين وجبة خلال العدوان بثّ الجيش الإسرائيلي إحصاءات مذهلة عن حربه في غزة بأول 30 يوماً، ومنها يتضح أنه حارب «حماس» بجيش جنوده من «الفجعانين» بامتياز، فقد استهلكوا نحو ثلاثة ملايين و300 ألف وجبة طعام، وفق أرقام مفصلة صدرت عن «أتال» كما يسمونها بالعبرية، وهي أشبه بدائرة إحصاءات «لوجستكنولوجية» تابعة للجيش، الذي شارك 9000 من جنوده بشكل فعلي في حرب حصدت أكثر من 2000 فلسطيني. مواجهة بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال في أعقاب تظاهرة لدعم غزة والمفاوضين في القاهرة. أ.ف.ب |
وعلى الرغم من المخاوف من عدم صمود وقف اطلاق النار، الذي يلتزم به الجانبان منذ الاثنين، فإن الأسلحة سكتت مجدداً، أول من أمس، وعاد قطاع غزة إلى حياة شبه عادية قدر الإمكان، لكن بعض أهاليه لا يخفون شكوكهم إزاء المفاوضات واتفاقات متلاحقة لا تدوم طويلاً لوقف اطلاق النار.
وقال محمد إبراهيم، احد سكان حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، بحسرة «ان وقف إطلاق النار سخيف، نحن نريد الاستقرار هنا، وليس المجيء والذهاب كل يوم، ان ننام هنا ليلة، وفي مكان آخر في اليوم التالي، ترون جيداً ان منزلي تهدم، حياتنا تهدمت».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، ان إسرائيل تلقت أسلحة من البنتاغون في يوليو، من دون موافقة البيت الأبيض أو وزارة الخارجية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، ان إدارة الرئيس باراك أوباما، اخذت على حين غرة، فيما كانت تحاول الضغط على إسرائيل لكبح حملتها على غزة، وشددت منذ ذلك الحين المراقبة على ارسال أسلحة إلى الدولة العبرية. لكن الأسلحة أرسلت رغم ذلك، ما يدل على قلة تأثير الحكومة الأميركية في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ما اضافت الصحيفة استناداً إلى مسؤولين من البلدين.
وعندما سئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، عن التقرير قالت إن نقل الأسلحة الأميركية يخضع لمزيد من التدقيق، لكنها حاولت التهوين من فكرة أن البيت الأبيض أو وزارة الخارجية فوجئا بشحنات الأسلحة من البنتاغون أو ان هناك اي تراجع من الدعم الأميركي لإسرائيل.
وقالت هارف للصحافيين «بالنظر إلى الأزمة في غزة، فمن الطبيعي أن تتخذ الوكالات المزيد من الحيطة لمراجعة الشحنات، في اطار عملية بين الوكالات. ولا ينطوي هذا الإجراء على اي شيء غير عادي بأي حال من الأحوال، ولا يشير إلى اي تغير في السياسة». وأضافت «لن أعطي سبباً محدداً لهذا، اذ إننا عندما نكون في أزمة نجري فحصاً ثانياً».
وقد احتشد 10 آلاف شخص على الأقل في تل أبيب، بحسب الشرطة، تحت شعار «الجنوب (المدن الحدودية مع قطاع غزة)، ترفض السكوت» لمطالبة الحكومة بحلّ دائم للنزاع مع حركة حماس. ورفع الحشد الذي ضم مزيجاً متنوعاً، اعلاماً إسرائيلية ولافتات تدعو إلى «احتلال غزة الآن»، وكذلك إلى صنع السلام مع الفلسطينيين. وقال رئيس المجلس المحلي لمستوطنة «شعار هانيغيف» ألون شاستر، «مثل سكان غزة ورفح نطالب بالسلام والهدوء وحق العيش في منازلنا». ورغم مواصلة المحادثات في القاهرة فإن الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية لأي احتمال «لأن العمليات لم تنته بعد». ورد متحدث في غزة بالقول ان الاستعدادات للحرب «لا تخيف» «حماس».
وتفيد وثيقة حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها، ان المصريين يقترحون التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار قبل ان يوجهوا دعوة خلال شهر لإجراء مفاوضات جديدة. وبذلك ستناقش نقاط رئيسة: فتح مرفأ ومطار للتخفيف من الحصار، وإعادة «حماس» جثتي جنديين إسرائيليين مقابل الإفراج عن اسرى معتقلين لدى إسرائيل.
وتقترح القاهرة ايضاً تقليص المنطقة العازلة على طول حدود غزة مع إسرائيل تدريجياً، ووضعها تحت مراقبة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. أما في ما يتعلق برفع الحصار فتبدو الوثيقة المصرية غامضة، اذ تكتفي بالقول ان نقاط العبور المغلقة ستفتح بموجب اتفاقات تبرم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
من جانبه، اعتبر نفتالي بينيت، أن خطوات كفتح المعابر ووقف العدوان بصورة أحادية من شأنها أن تمنح إسرائيل شرعية دولية، بينما لن تحقق إسرائيل في حال الاتفاق مع «حماس» أي مكاسب عسكرية وسياسية. ونقل موقع «واللا» الإلكتروني عن بينيت قوله، إنه «إذا فهمت (حماس) أنه يوجد لدينا طول نفَس، فإن الأمور ستنتهي خلال أيام». وحسب الموقع جاءت اقوال بينيت خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أمس.
في المقابل، صرحت مصادر مطلعة كانت في وداع وفد «حماس» المتجه إلى قطر «سيلتقى الوفد خلال زيارته لقطر مع خالد مشعل للتشاور وعرض نتائج المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل، التي تتولى إدارتها مصر للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائم بين الطرفين في قطاع غزة على أن يعود الوفد إلى مصر مساء اليوم (السبت)، لبدء جولات أخرى من المباحثات بين الطرفين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news