أميركا تسعى لإقناع الائتلاف السوري بالذهاب إلى «جنيف 2»

اشتباكات بين المعارضة و«داعش» في الرقة وحلب

الدخان يتصاعد فوق بلدة داريا بعد أن قصفتها قوات النظام السوري. أ.ف.ب

تواصلت الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وعناصر من مقاتلي المعارضة المسلحة في كل من الرقة وحلب، وسط تقدم لمقاتلي المعارضة في ريف إدلب، بالتزامن مع قصف قوات النظام عدداً من المدن، في وقت أعلن دبلوماسيون أميركيون أن الولايات المتحدة تأمل إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2، المقرر انعقاده أواخر الشهر الجاري في سويسرا.

وتفصيلاً، دارت اشتباكات في أحياء الجميلي والفردوس بمدينة الرقة، في حين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على أكثر من 80% من أحياء الرقة، بينما ينتشر مقاتلو المعارضة في مناطق الصناعة والكهرباء والرميلة والفروسية. وفي ريف المحافظة ذاتها، قالت شبكة شام، إن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة تل أبيض الحدودية بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» وكتائب مقاتلة أخرى.

وتشير التفاصيل إلى أن مقاتلي الجبهة الإسلامية عززوا وجودهم داخل مدينة تل أبيض وعلى البوابة الحدودية مع تركيا، بينما يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على الطريق الدولي للبوابة الحدودية. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» وكتائب مقاتلة أخرى تدور في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماة.

وفي حلب، قالت شبكة شام، إن اشتباكات على أطراف مدينة الباب وعلى محاور أخرى عدة في ريف حلب، تدور بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» ومسلحي المعارضة. في الأثناء، استهدف قصف القوات النظامية حي الراشدين بحلب، وأحياء أخرى بالمحافظة ذاتها. وقد شهدت محافظة حلب تظاهرات رددت هتافات تطالب بإسقاط النظام وأخرى ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتطالب بخروجه من سورية. من جهتهم، قال ناشطون إن ثلاثة من الجبهة الإسلامية قتلوا في هجوم بسيارة ملغمة في سراقب بريف إدلب، هو الثاني الذي يستهدف حاجزاً تابعاً للجبهة. وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد فقد السيطرة على بلدة الدانا الحدودية، التي تعتبر معقله في ريف إدلب، بعد مواجهات مع كل من الجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سورية وجبهة النصرة.

على صعيد متصل، أفاد مراسل صحافي بوقوع اشتباكات عنيفة بين الثوار وتنظيم «الدولة الإسلامية» بمناطق عدة بريف إدلب، منها جبل الزاوية وحارم. إلى ذلك، واصلت قوات النظام قصفها أحياء في العاصمة دمشق، حيث استهدف قصف المدفعية الثقيلة والدبابات حيي القابون وجوبر.

وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام داريا والزبداني، وسط اشتباكات عنيفة على الجبهة الجنوبية والشرقية لمدينة داريا بين الجيش الحر وقوات النظام. كما قصف الجيش النظامي أحياء بمحافظات درعا ودير الزور وحماة وحمص.

من جهة اخرى، أعلن دبلوماسيون أميركيون أن الولايات المتحدة تأمل إقناع المعارضة بالمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام بشأن الأزمة السورية، المعروف بجنيف 2، والمقرر انعقاده أواخر الشهر الجاري في سويسرا. وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأن «هناك أشخاصاً في كل أنحاء العالم يبذلون كل جهودهم لحمل المعارضين السوريين على اعتماد موقف موحد» في سويسرا. وفي سياق متصل، ينعقد اليوم في باريس اجتماع لأصدقاء الشعب السوري، يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لبحث الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف 2، بحضور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا. وتضم مجموعة «أصدقاء سورية» 11 دولة تدعم الائتلاف، هي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا، والإمارات، والسعودية، وقطر، ومصر، والأردن. ورغم اجتماعه في إسطنبول الأسبوع الماضي، لم يحسم الائتلاف السوري أمر المشاركة في المؤتمر، وأرجأ قراره في هذا الشأن إلى 17 يناير الجاري. وحذر الائتلاف من إجراء أي شكل من أشكال التفاوض مع النظام السوري. وسبق أن عبر المجلس الوطني السوري عن رفضه المشاركة في جنيف 2، مطالباً بضمانات بشأن تنحي الرئيس بشار الأسد.

 

 

تويتر