معارك ضارية وقصف على حلب.. واشتباكات في دمشق

كلينتون تتعهّد بتسريع نهاية نظـــــــــام الأسـد

عنصران من الجيش السوري الحر خلال معارك طاحنة مع القوات السورية في حي صلاح الدين وسط حلب. رويترز

تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، في اسطنبول بـ«تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام (الرئيس السوري بشار) الاسد». فيما تواصلت المعارك بين الجيشين النظامي والحر من اجل السيطرة على مدينة حلب (شمال) التي شهد فيها حي صلاح الدين اشتباكات عنيفة استعاد الجيش الحر خلالها «مواقع استراتيجية» في الحي، مع استمرار القصف على أحياء عدة في المدينة، كما وقعت اشتباكات فجر أمس، في مدينة دمشق، في حين اندلع قتال بين القوات الاردنية والسورية في منطقة حدودية بين البلدين في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية.

وتعهدت كلينتون، بـ«تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام الاسد» في سورية.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في اسطنبول مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو، انها بحثت في خطط عملانية مع الجانب التركي بغية «تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام الاسد. هذا هو هدفنا الاستراتيجي».

وأكدت أنه «يجب الا تتحول سورية الى معقل لارهابيي حزب العمال الكردستاني» الحركة المسلحة التي تكافح تركيا حليفة واشنطن. وقالت إنها «تشاطر مخاوف» تركيا في هذا الشان، معتبرة ان سورية لا يمكن ان تتحول الى معقل المتمردين الاكراد «سواء الان او بعد رحيل نظام الاسد».

بدوره، اعتبر داود اوغلو أن «لا مجال لشغور سلطة في سورية» قد يستفيد منها متمردو حزب العمال الكردستاني، مشدداً على ان الفترة الانتقالية يجب ان تنتهي في اسرع وقت في سورية.

واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أخيراً، نظام دمشق الذي قطعت انقرة علاقاتها به بانه «سلّم» العديد من المناطق في شمال سورية الى «الكردستاني»، محذراً من ان تركيا قد تمارس حقها في المطاردة في الحين ضد أولائك المتمردين في سورية.

على الصعيد الميداني، تواصلت المعارك بين القوات النظامية السورية والمجموعات المقاتلة المعارضة من اجل السيطرة على مدينة حلب.

واستمرت الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين (جنوب غرب)، حيث ذكر مقاتلون وناشطون معارضون ان الجيش السوري الحر استعاد «مواقع استراتيجية» في الحي الذي اعلن الانسحاب منه قبل يومين.

وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر، عبدالقادر الصالح في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، إن «الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين»، من دون ان يحدد هذه المواقع.

واضاف أن «هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام»، مشيراً في الوقت نفسه الى «قصف على كل احياء حلب بالطيران».

واوضح الصالح ان معظم سكان احياء حلب التي تتعرض للقصف نزحوا من المدينة، واتجهوا خصوصا الى مناطق في ريف المحافظة.

ويشارك لواء التوحيد في العمليات العسكرية في مدينة حلب على نطاق واسع.

وكان قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر، النقيب حسام ابومحمد، قال أول من أمس، من صلاح الدين ان «ما يجري في الحي هو حرب شوارع حقيقية».

واعلن قادة ميدانيون في الجيش الحر قبل يومين انسحاب مقاتليهم من صلاح الدين، فيما اعلن الاعلام الرسمي السوري سيطرة قوات النظام على الحي.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن تعرض احياء بستان القصر والمشارقة (غرب)، والهلك (شرق) لقصف من القوات النظامية السورية، ومقتل مقاتل معارض في الهلك. وكانت قذائف سقطت على حي سيف الدولة المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق.

كما أفاد المرصد في وقت سابق عن تعرض حي السكري، في جنوب المدينة، القريب من صلاح الدين «لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد انها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة في الحي الذي يعتبر اهم معاقل الكتائب الثائرة في مدينة حلب».

وبحسب الامم المتحدة، فإن 200 الف شخص غادروا مدينة حلب (شمال)، جراء المواجهات التي اندلعت فيها في 20 يوليو الماضي، بينما نزح مليون ونصف المليون سوري داخل البلاد.

وفي دمشق، افاد ناشطون عن «اشتباكات عنيفة» وقعت في حي التضامن (جنوب)، واطلاق نار في حي جوبر (شرق)، بعد قصف ليلي على احياء القدم ونهر عيشة والحجر الاسود (جنوب)، ترافق مع «اشتباكات عنيفة على طريق اتوستراد دمشق درعا الدولي».

وافاد المرصد من جهته عن «أصوات اطلاق نار وانفجارات في حي القابون»، صباح أمس.

واعلنت قوات النظام في الرابع من أغسطس استعادة السيطرة على مدينة دمشق، بعد اشتباكات ضارية مع المقاتلين المعارضين، الا ان مواجهات محدودة لاتزال تسجل بين الوقت والآخر في بعض الاحياء، لاسيما الجنوبية منها المتاخمة لريف دمشق، حيث تستمر العمليات العسكرية على نطاق واسع، حاصدة مزيداً من القتلى والدمار. وقتل 21 شخصاً، هم 13 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين، في اعمال عنف بمناطق مختلفة من سورية أمس، بحسب المرصد السوري. ولم يعرف مصير الصحافيين الثلاثة العاملين في قناة «الاخبارية السورية» التلفزيونية الرسمية الذين اعلن التلفزيون ان مجموعة مسلحة احتجزتهم، أول من أمس، في ريف دمشق.

وحمّلت «الاخبارية» في شريط اخباري موجود على شاشتها منذ صباح أمس «المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة عن سلامة فريقها».

وفي جنوب سورية اندلع قتال بين القوات الاردنية والسورية في منطقة حدودية بين البلدين في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، لكن مصدراً اردنياً قال انه لم يسقط قتلى في الجانب الاردني على ما يبدو.

وقال ناشط سوري معارض شهد القتال إن عربات مدرعة شاركت في الاشتباك الذي وقع في منطقة تل شهاب - الطرة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً شمالي العاصمة الاردنية، بعد محاولة لاجئين سوريين دخول الاردن.

وقال مصدر أردني طلب عدم نشر اسمه: «إن الجانب السوري أطلق النار عبر الحدود، وتبع ذلك وقوع اشتباك. التقارير الأولية تشير الى عدم سقوط اي قتيل من الجانب الأردني». واطلقت القوات الاردنية النار قرب الحدود في الماضي، لمنع السوريين من اطلاق النار على اللاجئين الفارين.

وتخشى الدول الغربية والقوى الاقليمية من امكان امتداد الصراع السوري الى دول مجاورة.

تويتر