إحالة بلاغات بحق شفيق وأبوالفتوح ومرسي إلى النائب العام

انتخابات مصر: شجـار ومخالفات فـــي اليوم الأول

مصرية تقترع لانتخاب أول رئيس بعد الثورة. أ.ف.ب

توجه المصريون أمس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 13 مرشحاً يمثلون مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية، وذلك بعد 15 شهرا من الثورة التي اطاحت حسني مبارك، في اول انتخابات في تاريخ البلاد لا تعرف نتيجتها سلفا، حيث تنتهي اليوم عملية التصويت التي تجرى على يومين، ورصدت منظماتأ حقوقية وحركات شعبية مخالفاتأ في اليوم الاول للانتخابات، بينما أحالت لجنة الانتخابات بلاغات بحق المرشحين أحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد مرسي للنائب العام.

وتفصيلاً، يدلي أكثر من 50 مليون مصري مقيدين بالجداول الانتخابية، منذ أمس وحتى اليوم، بأصواتهم من خلال 351 لجنة انتخابية عامة، و13 ألفا و97 لجنة فرعية في 27 محافظة، لانتخاب رئيس جديد لمصر تحت إشراف قضائي كامل.

وتنتشر عناصر من الجيش والشرطة مدعومة بآليات خفيفة بمحيط اللجان الانتخابية، وهي المدارس والأندية الرياضية والساحات الشعبية الشبابية، لتأمينها ولإزالة مظاهر الدعاية الانتخابية للمرشحين، فيما تمركزت سيارات الإسعاف المجهزة حول مقار تلك اللجان لتقديم الرعاية الطبّية للناخبين.

وقالت اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، إن نحو 9534 ممثلاً لمنظمات حقوقية محلية وأجنبية، و50 بعثة دبلوماسية معتمدة في مصر، فضلاً عن جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي يقومون بمتابعة العملية الانتخابية، فيما يغطيها إعلامياً 2859 إعلامياً وصحافياً مصرياً وأجنبياً مقيماً ووافداً.

وكان نحو نصف مليون مصري في الخارج من المقيمين في أكثر من 140 دولة، صوّتوا بالانتخابات الرئاسية بين يومي 11 و17 من مايو الجاري بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج لاختيار رئيس من بين المرشحين الـ،13 وهم عمرو موسى، وأحمد شفيق، ومحمد مرسي، وعبدالمنعم أبوالفتوح، ومحمد سليم العوا، وحمدين صباحي، وأبوالعز الحريري، وخالد علي، ومحمد فوزي، وحسام خيرالله، ومحمد حسام، وهشام البسطويسي، وعبدالله الأشعل.

وتشكلت صفوف انتظار طويلة أمام العديد من مكاتب التصويت في القاهرة حتى قبل فتحها في الساعة الثامنة صباح أمس، تحت حماية امنية مكثفة.

في الإسكندرية والسويس، كانت المشاركة، بعد ظهر أمس، أقل منها خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة، لكن كما هي الحال في القاهرة، كانت عمليات الاقتراع تجري بهدوء. وفي جنوب شبه جزيرة سيناء، أوضح مكتب المحافظ أن نسبة المشاركة بلغت قرابة الـ12٪ في منتصف النهار.

وشهدت العملية الانتخابية مع بدء التصويت أمس، مخالفات عدة، وأُوقفت عمليات الاقتراع في لجنتين انتخابيتين في بلدة في (شمال شرق القاهرة)، لأسباب تقنية وتنظيمية.

وقالت مصادر متعددة باللجنة القضائية العُليا المشرفة على انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية لمندوبي وسائل الإعلام، في وقت سابق، إنه تم وقف عملية التصويت في اللجنتين رقم 3 و5 ومقرهما المدرسة الثانوية التجارية في مركز فاقوس، في محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) لعدم تطابق الأسماء الموجودة بالكشوف الانتخابية مع الأسماء باللجنة.

وكان مئات المواطنين في قرية منشأة عاصم، التابعة لمحافظة بني سويف جنوب القاهرة تظاهروا احتجاجاً على نقل مقر لجنة الانتخابات من مكانها إلى مدرسة مجاورة قالوا إنها تخضع لتأثير التيار السلفي.

وصرح رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية، المستشار فاروق سلطان، بأنه تم إحالة ثلاثة بلاغات للنائب العام بحق ثلاثة من المرشحين، هم شفيق وأبوالفتوح ومرسي، لأنهم أجروا لقاءات تلفزيونية تحتوي على مواد دعائية ومن ثم فإنها تعد خرقا للصمت الانتخابي.

ورصدت منظماتأ حقوقية وحركات شعبية مخالفاتأ في اليوم الاول للانتخابات الرئاسية.

ففي الاقصر بصعيد مصر، رصد مراقبون واقعتي تحريض اعضاء بحزب الحرية والعدالة ناخبين للادلاء بأصواتهم لمصلحة مرسي، كما كشفوا عن تعليق كشف انتخابي في متجر يملكه «إخواني»أ بقرية الزينية قبلي بدلا من وضع الكشف في مكانه الطبيعي عليأ مدخل اللجنة الانتخابية.

وفي القاهرة، رصد مراقبون بلجنة ذاكر حسين بمدينة نصر تأخر فتح لجان حتى الساعة التاسعة صباحا، ما ترتب عليه اندلاع تظاهرة ضد قضاة اللجنة.

وفي مدرسة رشدي بحي عابدين، قال المحامي صلاح محمود ان «هناك غيابا للتنظيم بلجان عابدين، وتم تغيير مقار اللجان وأرقام الناخبين»، مشيرا الى أان بعض الناخبين انصرفوا الى لجان أخرى غير التي ادلوا فيها بأصواتهم من قبل».

وفي الاسكندرية، كشف الناشط بحركة «الثائر الحق» أحمد زكي عن وجود اسم شهيد الثورة والمتسبب في تفجر أولى موجاتهاأ بعد ان قتلته غيلة يد الشرطة، خالد سعيد، في كشوف الناخبين بمدرسة الرمل بالاسكندرية.

وأضاف أن ناشطين في القاهرة كشفوا عن وجود «شهيد ماسبيرو»، مينا دانيا، وعشرات الاسماء الاخرى في الكشوف.

ورصدت «الإمارات اليوم» في جولة لها بالقاهرة وجود أعداد غفيرة من الصبيةأ الذين لا يحق لهم الادلاء بأصواتهم لاعتبارات العمر حول اللجان، وقالوا إن دورهم قاصر علي مساعدة العجائز وتقديم المياه للعطشى.

ورصدت «الإمارات اليوم» قيام حملة عمرو موسى بنقل ناخبين في مناطق شعبية من بينها عزبة الهجانة، التي اعلن فيها برنامجه الانتخابي الى مقار اللجان أفي سيارات «ميكروباص» عليها صور المرشح الرئاسي، كما رصدت قيام حملة شفيق بالاستعانة بأفراد معروفين بانتمائهم للحزب الوطني المنحل، لإقناع الناخبين بالتصويت لشفيق.

وتشهد انتخابات الرئاسة اشتباكات محدودة وملاسنات بين أنصار مرشحين للرئاسة ومعارضين لهم، علاوة على مفارقات إذ تعرض رئيس مجلس الشعب (البرلمان)، سعد الكتاتني لموقف حرج حينما رفض ناخبون أن يتجاوز صفوفهم ليدلي بصوته في الانتخابات، حيث امتثل الكتاتني لطلب الناخبين ووقف في الطابور (الصف) انتظاراً لدوره في الإنتخابات.

واندلعت مشاجرات وشتائم متبادلة بمحيط عدد من اللجان الانتخابية في لجان انتخابية بأحياء عدة في محافظتي القاهرة والجيزة بين مؤيدين للمرشح للرئاسة المصرية أحمد شفيق ومعارضين له مزقوا لافتات الدعاية الخاصة بالانتخابات.

وردد المعارضون لشفيق هتافات تُحذر جماهير الناخبين من انتخاب مَنْ يطلق عليهم وصف «الفلول»، في إشار إلى رموز وعناصر النظام السابق، الذي أسقطته ثورة 25 يناير عام ،2011 ومن بينهم شفيق الذي تولى رئاسة آخر حكومة شكلها الرئيس السابق حسني مبارك قبل أن تُجبره الثورة على ترك الحُكم.

وفي غضون ذلك، وزع أعضاء حركة تُطلق على نفسها اسم «إمسك فلول» أوراقاً إرشادية للناخبين، لكيفية الإدلاء بأصواتهم متضمنة دعوة للناخبين «لتذكّر أن شهداء 25 يناير قدموا أرواحهم من أجل إسقاط النظام الفاسد، فلا يصح أن تنتخبوا عناصره».

تويتر