الإمارات تتمسك بإنهاء العنف.. وقوات الأسد تقتحم قلعة المضيق.. ودمشق لن تتـــــــــــعامل مـع «الجامعة»

وزراء الخارجية العرب يدعمون خـــــــطة أنان ويرفضون التدخل الأجنبي في ســــورية

قرقاش خلال ترؤسه وفد الدولة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد. إي.بي.إيه

دعا وزراء الخارجية العرب، أمس، عشية القمة العربية التي تنطلق في بغداد اليوم إلى البدء في تنفيذ خطة السلام المقترحة من المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتسوية الأزمة السورية، كوفي أنان، بعد موافقة الرئيس بشار الأسد عليها، ورفضوا أي تدخل أجنبي في سورية. وفيما حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بخطة أنان، قالت دمشق إنها «لن تتعامل» مع اي مبادرة تصدر عن الجامعة العربية لحل الازمة. بينما أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن الأولوية لإنهاء العنف في سورية. في وقت قصفت قوات الأسد مدينة حمص واقتحمت بلدة قلعة المضيق في ريف حماة بالدبابات والمدرعات بعد أيام من قصف المدينة.

ودعا وزراء الخارجية إلى البدء في تنفيذ خطة أنان لحل الأزمة السورية بعد أن وافق الأسد على الاقتراح الذي يحث على إنهاء العنف، لكنه لا يطالب الزعيم السوري بالتنحي.

ومن المتوقع أن يصدق الزعماء العرب في بغداد خلال اجتماع القمة العربية اليوم على اقتراح من ست نقاط من أنان، الذي يسعى إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي في ما أطلق عليه «الفرصة الاخيرة» لسورية.

ويدعو اقتراح أنان إلى سحب الأسلحة الثقيلة والقوات من التجمعات السكنية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن السجناء وحرية الحركة للصحافيين والسماح بدخولهم البلاد. لكنه لا يذكر شيئا بشأن تنحي الأسد عن السلطة.

وخففت دول عربية في ما يبدو من اقتراحها الأولي الذي كان يطالب الأسد بالتنحي بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارين يدينان الأسد.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إن قبول سورية الخطة «خطوة مهمة جدا» وإن هذه هي الفرصة الأخيرة لسورية ولابد من تنفيذها على الأرض.

وأضاف أن الجامعة العربية ستبحث خطة أنان، لكنها لن تقبل أي تدخل أجنبي في سورية.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سورية العام الماضي وسبق أن ناشدت الأسد التنحي للسماح بإجراء محادثات، لكن الأعضاء منقسمون بشأن كيفية التعامل مع العنف المتزايد الذي يهدد بإشعال المزيج العرقي والطائفي المركب في المنطقة. لكن بغداد اشارت إلى أن خطة أنان هي أفضل الطرق للتوصل إلى موقف مشترك لأعضاء الجامعة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن الأولوية هي إنهاء العنف في سورية. وأضاف أن الوزراء العرب يدعمون اقتراح أنان.

من جهته، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، إنهم يأملون أن يستجيب السوريون للقرارات العربية والدولية وأن يستجيبوا لصوت العقل ووقف إراقة الدماء. وأضاف أن الوضع الآن يجعل وقف إطلاق النار ضرورياً.

وفي الكويت دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسد، أمس، الى التطبيق «الفوري» لخطة الامم المتحدة التي تتضمن ست نقاط.

وقال خلال مؤتمر صحافي في الكويت «أناشد الرئيس الاسد تنفيذ تعهداته فورا ليس هناك وقت لنضيعه».

بدورها حثت الصين الحكومة السورية والمعارضة على احترام «التزاماتهما» في اطار خطة أنان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي رداً على اسئلة حول خطة أنان «نأمل ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سورية التزاماتهما».

وفي دمشق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لـ«فرانس برس» ان السلطات السورية «لن تتعامل» مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية لحل الازمة «على أي مستوى كان».

وأضاف ان «سورية ومنذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط».

على الصعيد الميداني، واصل الجيش السوري الاربعاء عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد.

وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة، أمس، بعد اقتحامها صباحاً.

وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابوغازي، إن القوات النظامية اقتحمت قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف قبل ان تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها.

وأضاف ان «المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة»، موضحاً ان العناصر المنشقين «يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية».

واضاف ابوغازي ان البلدة «محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوما»، مشيرا الى تعرض القلعة الاثرية فيها لنيران القوات النظامية على مدى ايام.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان هذا الخبر، وقال في بيان، ان «اشتباكات عنيفة تدور في بلدة قلعة المضيق بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة تعيق تقدم القوات النظامية داخل البلدة». وتعرضت بلدة قلعة المضيق في الآونة الاخيرة لمحاولات اقتحام من الجيش النظامي باءت بالفشل.

وفي ادلب (شمال غرب)، اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي أشار الى تخوف أهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية أول من أمس، بعد ثلاثة أيام من العمليات العسكرية.

وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض سراقب «مدينة منكوبة»، داعيا الى «تحرك دولي فوري» لإجبار النظام على «سحب دباباته وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة».

وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجر أمس، اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ اسابيع، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين بحسب المرصد.

وفي مدينة حمص تعرضت أحياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصاً على حي الحميدية، بحسب ما افاد الناشط كرم ابوربيع في اتصال عبر «سكايب» مع «فرانس برس». واضاف أن قذائف عدة سقطت على حي بستان الديوان «أصاب عدد منها كنيسة ام الزنار الاثرية». وأفاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية. وافادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجر أمس.

وفي درعا (جنوب) دارت اشتباكات عنيفة فجر، أمس، بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير بعد تهديد ضابط لأهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة او البدء بعملية في البلدة»، بحسب المرصد السوري.

تويتر