صورة وظلال

وضاح خنفر.. استقالة تُضاف إلى ألغاز « الجزيرة »

أثارت استقالة الإعلامي الأردني من أصل فلسطيني وضاح خنفر، من منصبه في مجموعة الجزيرة الفضائية القطرية موجة من الجدل والتساؤلات، مازالت تفاعلاتها الإعلامية. عمل خنفر المولود في سبتمبر 1968 في قرية الرامة على بعد 27 كم جنوب غرب مدينة جنين في فلسطين، مراسلاً لقناة الجزيرة بين 1996 - 2003 في جنوب افريقيا وأفغانستان والعراق، ومديراً لمكتب الجزيرة في العراق، قبل ان يصبح مديراً لها في ذلك العام. وفاز خنفر بألقاب عدة، منها تصنيف مجلة «فاست كومباني» له على أنه «الشخصية الأكثر ابداعاً في ادارة الأعمال» في وقت سابق من هذا العام، وذلك بعد نحو عامين من اختيار مجلة «فوربس»، له بأنه «أكثر الأشخاص قوة وتأثيراً في العالم»، درس خنفر الذي عاش معظم سنوات طفولته وشبابه مع عائلته في الكويت الهندسة في الجامعة الأردنية ليتخرج فيها عام 1990م، ثم التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب قبل ان يستكمل دراسته في العلاقات الدولية بجنوب إفريقيا، ثم نال خنفر شهادة الماجستير من جامعة افريقيا العالمية في السودان.

وقدم خنفر برنامج المشهد العراقي، الذي كان يذاع على الهواء مباشرة من بغداد، وواصل عمله في العراق إلى أن عين مديراً لقناة الجزيرة في 26 اكتوبر ،2003 خلفاً لمديرها السابق محمد جاسم العلي، وفي فبراير عام 2006 عين مديراً عاماً لشبكة قنوات الجزيرة، التي تضم مختلف القنوات والمؤسسات التابعة للجزيرة، بما فيها القناتان الإخباريتان العربية والإنجليزية والجزيرة الوثائقية والرياضية.

وفي رسالة استقالته ومقابلة لاحقة قال خنفر إن «سياسة الجزيرة لن تتغير بتغير موظف أو مدير، وإن روحها ليست مرتبطة بشخص، وإنما بالمبادئ والقيم التي وجدت من أجلها وتدافع عنها»، كما نفى «أن تكون تسريبات وثائق ويكيليكس عن صلاته بدبلوماسيي السفارة الأميركية في الدوحة، وما تردد عن تعاونه مع الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه» سبباً للإقالة أو الاستقالة، وقال إنه كان ينوي الاستقالة منذ سنوات، إلا أن الربيع العربي دهم المنطقة وجعله ينتظر قليلاً ليترك الجزيرة في أقوى حالاتها.

تعددت الآراء حول أسباب استقالة خنفر، ومنها عضويته في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ونهجه المحافظ، وصلاته بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، منذ كان ضمن طاقم مكتبها في السودان، وهناك من قال إن استقالته تعود الى خلافات حول تغطية الجزيرة لثورات الربيع العربي، وإن استقالة او اقالة خنفر ما هي إلا مقدمة لتغيير كبير في نهج الجزيرة وسياستها، ثمة فريق آخر يقول إن خلافات بين وضاح خنفر والمفكر الفلسطيني عزمي بشارة استحكمت أخيراً، خصوصاً مع تدخل بشارة المتزايد في سياسات وتوجهات الجزيرة.

الرأي الأخير ــ وهو الأضعف احتمالاً ــ في استقالة الرجل، هو اقدام خنفر على تهميش العاملين والموظفين القطريين في شبكة الجزيرة وكبحه طموحاتهم، وهو ما نفاه المذيع القطري محمد المري. وبعد كل ما تقدم هل استقال خنفر أم أقيل؟ وهل خسرته الجزيرة أم إنه خسرها؟ وهل سيحافظ كل منهما على تألقه ونجوميته بعيداً عن الآخر؟ الإجابة مع القادم من الأيام.

تويتر