الجيش يستدرج رتلاً للميليشيات.. ومصرع القيادي الميداني «منبه 2»

مخطط حوثي لتفجير الوضع عسكرياً في جبهات الساحل الغربي لليـمن

قوات تابعة للجيش اليمني قرب مدينة وميناء الحديدة. أرشيفية

أكدت مصادر عسكرية في تعز، جنوب غرب اليمن، قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بنقل عتاد عسكري ومجاميع مسلحة إلى جبهات المدينة، وباتجاه الطريق الرابط بين إب وتعز والمتجهة نحو الساحل الغربي لمحافظة تعز، بهدف تفجير الوضع العسكري في الساحل الغربي، الأمر الذي أكدته مصادر عسكرية في جبهات الحديدة، في حين قامت بنشر أسلحة، بينها مدفعية ومنصات صواريخ في الدريهمي جنوب الحديدة، مع استمرار خرقها لوقف إطلاق النار في جبهات الساحل المختلفة، بينما تمكن الجيش اليمني من استدراج وتدمير رتل حوثي، حيث لقي قيادي ميداني حوثي مصرعه، والملقب بـ«منبه 2»، مع عدد من عناصره.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية بمحافظة تعز تمكن قوات الجيش اليمني من إفشال هجمات عدة لميليشيات على مواقعها في جبهات شرق وشمال المدينة، خلال اليومين الماضيين، وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مشيرة إلى أن الميليشيات منيت بخسائر كبيرة على يد الجيش في جبهات شرق المدينة، مساء الخميس وصباح أمس الجمعة.

وذكرت المصادر أن سبعة من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم، وأصيب تسعة آخرون في مواجهات مع الجيش بشرق المدينة، تركزت في محيط مستشفى الحمد بالقرب من منطقة القصر الجمهوري، ما دفع الميليشيات إلى قصف مناطق عدة شرق وشمال المدينة بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا من مواقع تمركزها في تبتي السلال وسوفيتل، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفلتها في منطقة الصرمين شرق المدينة.

وكانت جبهات الأربعين شمال شرق المدينة شهدت مواجهات بين الجانبين، إثر قيام ميليشيات الحوثي بمحاولة تسلل نحو مواقع الجيش في المنطقة، والتي تأتي في إطار سعي الميليشيات لإشعال جبهات تعز، بعد فشلها في تحقيق أي تقدم بجبهات الساحل الغربي وصعدة والجوف وحجة والضالع والبيضاء.

وأكد الناطق الرسمي باسم محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، لـ«الإمارات اليوم»، محاولة الميليشيات نقل فشلها في الجبهات الأخرى إلى جبهات تعز، لعلها تحقق أي انتصار يرفع معنويات عناصرها المنهارة، لكنها قوبلت بصمود بطولي من قبل قوات الجيش في جميع الجبهات، وزادت من جراحها وخسائرها.

وأشار البحر إلى أن الميليشيات عمدت، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى إرسال تعزيزات وأسلحة ثقيلة باتجاه جبهات تعز المختلفة، وعززت وجودها في شارع الستين الذي يعد الشريان الحيوي لعناصرها وجبهاتها الممتدة من إب حتى مناطق غرب تعز في البرح، ومقبنة وجبل حبشي والوازعية وموزع، كما حاولت اختراق مواقع الجيش في جبهات كلابة والتشريفات والقصر شرق المدينة، وكذلك في حذران ومحيط الدفاع الجوي في شمال وغرب المدينة، لكنها فشلت وتكبدت خسائر كبيرة.

وأوضح العقيد البحر أن الميليشيات تستشعر خطراً قادماً من جبهات غرب المدينة، في ظل العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المشتركة القادمة من جبهة البرح والكدحة، ما دفع الميليشيات إلى تعزيز وجودها في مفرق شرعب والستين، وصولاً إلى أطراف وادي رسيان الممتد إلى منطقة البرح التابعة لمديرية مقبنة.

وفي الساحل الغربي، أكد ناطق المقاومة الوطنية «حراس الجمهورية»، العميد صادق دويد، أن الميليشيات تحاول إفشال اتفاقات السلام الخاصة بالحديدة، من خلال استمرارها في إرسال المغرر بهم من عناصرها إلى جبهات الساحل، ومن خلال التصعيد اللافت للعمليات الحربية، التي تقوم بها على مختلف مناطق التماس.

وأشار العميد دويد، في تغريدة له على «تويتر»، إلى أن مستشفيات الحديدة وزبيد والعاصمة صنعاء تستقبل يومياً عشرات الجثث والجرحى المغرر بهم من عناصر الميليشيات، والتي تزج بهم لاختراق التهدئة في جبهة الساحل الغربي، لتعيدهم إلى أهلهم أشلاء.

وجاءت تصريحات العميد دويد، بالتزامن مع أنباء حول مخطط قيد الإنجاز لميليشيات الحوثي، يهدف إلى تفجير شامل للأوضاع في الساحل الغربي وجنوب الحديدة، ضمن عملية واسعة تسمى «نصر من الله»، كالتي استخدمت في وادي الجبارة في صعدة أخيراً، سوف تستخدم فيها الطيران المسير، الذي بدأ يحلق بكثافة في سماء مناطق عدة بالساحل الغربي.

في الأثناء، أكدت مصادر محلية في الدريهمي قيام ميليشيات الحوثي بنصب منصات صواريخ ومدفعية ثقيلة في أطراف المديرية، ونشرت منصة صواريخ داخل مزرعة محمد يحيى جنح، الواقعة شمال قرية المنق، كما قامت بنشر مدفع هاوتزر شمال شرق القرية نفسها.

كما صعَّدت الميليشيات هجماتها باتجاه مواقع القوات المشتركة في الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، واستهدفت جنوب المديرية بمختلف الأسلحة المتوسطة والرشاشة بشكل مكثف ومتواصل، واستهدفت مواقع المشتركة في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بالأسلحة المتوسطة والرشاشة.

وفي صعدة، أعلنت قوات الجيش اليمني، أمس، عن تدمير رتل عسكري قتل فيه قيادي تابع لميليشيات الحوثي الانقلابية، في مديرية باقم بمحافظة صعدة، المعقل الرئيس للميليشيات أقصى شمال البلاد.

وأكد قائد محور آزال، العميد كنعان الأحصب، أن قوات الجيش استطاعت استدراج رتل عسكري للميليشيات الحوثية، بعد محاولته الالتفاف والتسلل من ميسرة الجبهة بجبال «وعواع» ووادي «الثعبان» لتقوم باستهدافهم بكمائن عدة بعد توغلهم. وأشار الأحصب، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إلى أن العملية أسفرت عن قتل وجرح الكثير من عناصر الميليشيات، من بينهم القيادي المسؤول عن العملية الملقب بـ«منبه ٢»، بحسب جهاز المناداة الذي عثر عليه بحوزته بجانب الجثة. وفي الضالع، شهدت منطقة صبيرة في شمال غرب الضالع مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة والقوات الجنوبية من جهة، وعناصر ميليشيات الحوثي من جهة أخرى، حيث لقي عدد من عناصر الحوثي مصرعهم، وأصيب آخرون في المواجهات.

تويتر