مقتل قيادي ميداني للميليشيات بالبيضاء وتوتر في غمر صعدة

تحذيرات أممية من انفجار الوضع العـسكري في الساحل الغربي إثر تصــعيدات الحـوثي

جنود من الشرعية اليمنية في أحد الطرق بمنطقة مأرب. أ.ف.ب

تصاعدت الأعمال العسكرية في جبهات الساحل الغربي على وقع عمليات القصف والاستهداف اليومية لعناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة إيرانياً، باتجاه مواقع القوات اليمنية المشتركة، ما دفع الأمم المتحدة إلى اتهام الميليشيات بالسعي لإفشال اتفاق السويد، فيما واصلت القوات المشتركة تقدمها في جبهات غرب تعز، مع استمرار عمليات القصف الجوي ضد مواقع الحوثي في حجة، في حين استمرت الأعمال العسكرية في جبهات غرب وشمال الضالع.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر عسكرية وأخرى محلية في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، اتجاه الأوضاع في جبهات الساحل نحو التصعيد العسكري، على خلفية الأحداث الأخيرة التي تسببت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة إيرانياً، في مديريات الدريهمي وحيس والمخاء، الأمر الذي أكده البيان الأخير لرئيس فريق المراقبين الدوليين في الحديدة، ابهيجيت جوها.

واتهم بيان الأمم المتحدة، على لسان رئيس فريقها في الحديدة، ميليشيات الحوثي بشكل واضح بالتصعيد العسكري في جبهات الساحل، من خلال استحداث تحصينات، وتحريك قوات، وشن هجمات صاروخية في جبهات عدة، ما يعد خلافاً لترتيبات اتفاق استوكهولم.

وذكر بيان صادر عن رئيس فريق المراقبين الدوليين في محافظة الحديدة، أبهيجيت جوها، أنه وخلال الأيام الأخيرة، وردت تقارير حول حوادث تتضمن استحداث تحصينات جديدة، وتحريكاً للقوات، واستخدام طائرات مُسيرة، مؤكداً أن ذلك يتنافى مع الاتفاقات بشأن وقف إطلاق النار في الحديدة، مشيراً إلى أنه في ظل هشاشة الوضع في الحديدة، يحث الفريق جوها الطرفين في اليمن على استمرار انخراطهما في العمل بشكل مُشترك وبروح النية الحسنة، من خلال آلية التهدئة، وتعزيز وقف إطلاق النار للتعامل مع الحوادث التي قد تُشكل تصعيداً للعنف في الحديدة.

ويعد بيان جوها الثاني في خلال أسبوع الذي يصدره بشأن استمرار التصعيد العسكري في جبهات الساحل، وأكد فيه التزام بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة المستمر في دعم عمل الطرفين من خلال الآلية، كما كرر نداءه للأطراف بالكف عن أي أفعال تتناقض مع اتفاق استوكهولم.

في الأثناء، واصلت ميليشيات الحوثي تصعيدها العسكري، وشن هجماتها اليومية باتجاه مواقع القوات اليمنية المشتركة والأحياء السكنية في مناطق عدة، وقامت أمس بشن هجوم بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع القوات اليمنية المشتركة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.

وذكر مصدر في القوات اليمنية المشتركة قيام الميليشيات بشن عملية قصف عنيف ومكثف بقذائف مدفعية الهاون الثقيل من عيار 120، طال مواقع القوات المتمركزة في المنطقة بقذائف الهاون عيار 82، وبقذائف مدفعية الهاوزر.

وأشار المصدر إلى أن الميليشيات قصفت مواقع «المشتركة» في مديرية حيس، مستخدمة الأسلحة الرشاشة والقناصة وسلاح الدوشكا وسلاح البيكا وسلاح 14.5، وتمكنت القوات المشتركة من إفشال هجوم للميليشيات، وشنت هجوماً معاكساً باتجاه مواقعها في شمال غرب المديرية، الذي فرت إليه عناصر الحوثي، وقامت بعملية تمشيط واسعة، وإزالة استحداثات ومتاريس، وتدمير سلاح عيار 23، وإحراق مخزن أسلحة لميليشيات الحوثي في مزارع شعب بني زهير غرب حيس.

كما واصلت الميليشيات تصعيدها في مديرية الدريهمي، ومنطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، التي سقطت فيها أكثر من 16 قذيفة هاون، أطلقتها الميليشيات على الأحياء السكنية في المنطقة، وأطلقت أربعة صواريخ كاتيوشا وعدداً من قذائف المدفعية على مدينة الدريهمي.

وفي تعز، واصلت القوات المشتركة عملياتها العسكرية في غرب المحافظة، محققة انتصارات وتقدمات نوعية، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن القوات المشتركة قصفت بشكل مكثف مواقع الحوثي في منطقة البرح، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية كانت متمركزة بالقرب من مصنع البرح للأسمنت، وخلّف قتلى وجرحى في صفوفهم.

وأشارت المصادر إلى أن القوات المشتركة دفعت بتعزيزات جديدة إلى محيط البرح، وتقدمت نحو مفرق البرح المخاء، وفرضت سيطرتها النارية على عدد من الطرق التي تتجه نحو البرح ووادي رسيان، وباتجاه مديرية موزع، ومركز مديرية مقبنة، وباتت تشرف على مفترق تلك الطرق.

في الأثناء، شهدت جبهة المطار القديم غرب مدينة تعز مواجهات وعمليات عسكرية للجيش اليمني ضد ميليشيات الحوثي التي حاولت التقدم في المنطقة رداً على تطورات البرح، لكنها فشلت نتيجة صمود القوات المرابطة في الدفاع الجوي وشارع الثلاثين والمطار القديم، والتي كبدت الميليشيات خمسة قتلى وعدداً من الجرحى خلال العمليات الأخيرة.

إلى ذلك، شهدت مدينة تعز تظاهرة لطلاب المدارس، رفضاً لوجود العناصر المسلحة التابعة لـ«الإخوان» في المدينة، والتي تمارس عمليات إرهاب وترويع وقتل وخطف، وفرض مبالغ مالية على سكان المدينة المنهكين من الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي عليهم منذ خمس سنوات.

ووفقاً لسكان محليين، فإن المدينة شهدت تظاهرات حاشدة لطلاب المدارس، وعلى رأسها مدرسة باكثير الواقعة في حي الروضة، للمطالبة بإخراج العناصر المسلحة من المدينة، والتي حولت عدداً من المدارس إلى ثكنات عسكرية.

وفي صعدة، أقدمت ميليشيات الحوثي على إطلاق النار باتجاه المدنيين الذين يسلكون الطرق الرئيسة في مديرية غمر، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى في أوساط السكان، وذلك على خلفية حالة الرعب والهلع في صفوف عناصرها، على خلفية أنباء عن دخول وحدات من الجيش اليمني إلى المديرية لبدء عملية تحرير واسعة فيها.

وأكدت مصادر محلية في المديرية وجود حالة من التوتر والتحشيد من قبل سكان المديرية ضد عناصر الحوثي، التي مارست بحقهم شتى أنواع الاضطهاد خلال السنوات الأخيرة، مؤكدين وجود حالة غضب شعبي في المديرية تجاه عناصر الحوثي.

وفي حجة، شنت مقاتلات التحالف العربي، مساء السبت، غارات جوية على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي في مديرية عبس، استهدفت مواقع وتجمعات لهم، مخلِّفة قتلى وجرحى، وتدمير آليات عسكرية تابعة لهم.

وفي صنعاء، جدد زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي، تخوفه من احتجاجات شعبية رافضة لوجودهم، محذراً في كلمة متلفزة بثت مساء السبت، الشباب من الفوضى في التلقي الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي، داعياً إلى تجنب ما حدث في لبنان والعراق. ووجه تحذيراً وتحدياً للشباب، قائلاً: «أحذّر الشباب من حالة الفوضى في التلقي الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام»، في إشارة واضحة إلى سعي الميليشيات إلى فرض قيود على مواقع التواصل، والإنترنت.

على الصعيد ذاته، أقدمت ميليشيات الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء على اختطاف 26 ضابطاً من منتسبي جهاز الأمن السياسي «الاستخبارات»، على رأسهم رئيس دائرة التوجيه العميد علي الشاحذي، وأودعتهم في سجونها السرية، على خلفية معلومات حول سعيهم للانتفاضة والانقلاب على الميليشيات، ما يعد مؤشراً إيجابياً على تحرك القوى الأمنية والعسكرية التي سيطرت عليها الميليشيات إبان انقلابها على الشرعية في 2014، في وجه الميليشيات التي تمارس بحقهم وحق أبناء المناطق الخاضعة لسيطرتها شتى أنواع الاضطهاد.

وفي الضالع، تبادلت القوات اليمنية المشتركة والجنوبية القصف مع ميليشيات الحوثي في جبهتي الفاخر والجب، مساء السبت، مستخدمة مختلفة الأسلحة الثقيلة، حسبما ذكرت مصادر ميدانية، مؤكدة تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، بين الجانبين تركز أعنقها في جبهة «الجب صبيرة»، حيث تمكنت مدفعية القوات المشتركة من دك مواقع الميليشيات في تلك الجبهة. كما دكت مدفعية القوات المشتركة مواقع وتحصينات الميليشيات في جبهات صبيرة وشعور- الجب، وبتار والمرياح والمشاريح، وقصفت تجمعات للحوثيين في بيت الشرجي مرخزة – الفاخر، وأفشلت محاولة تسلل للحوثيين في أسفل نقيل الخشبة وقرين الفهد.

إلى ذلك، واصلت الميليشيات عمليات الخطف بحق أبناء مناطق شمال وغرب الضالع والمناطق المحاذية لمحافظة ابين، وقامت بعمليات اقتحام لعدد من المنازل في منطقة ضوران بمديرية الحشاء، واختطاف عدد من أبناء المنطقة، ونقلهم إلى جهات مجهولة.

وفي البيضاء، لقي القيادي الميداني في صفوف الحوثيين، المدعو محمد هادي الغرباني، مصرعه على أيدي رجال المقاومة المحلية في جبهة الحازمية، الذي يشغل منصب المشرف الميداني على مواقع الميليشيات في منطقة المسحر بمديرية الصومعة، كما يعد مشرفاً على نقطة عوين على طريق آل عزان.


القوات اليمنية المشتركة تحقق انتصارات وتقدمات نوعية في محافظة تعز.

ميليشيات الحوثي تواصل عمليات الخطف بحق أبناء مناطق شمال الضالع وغربها.

تويتر