بمساندة التحالف.. الجيش اليمني يسيطر نارياً على مثلث «باقم» بصعدة

الميليشيات تفجّر مستشفى بالحديـدة.. وتهدّد بتدمير الميناء وتحويل المدينة إلـــى «حلب جديدة»

الحوثيون أحرقوا العديد من البنايات في الحديدة للتغطية على هزائمهم. أرشيفية

أقدمت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، على إحراق وتفجير مستشفى 22 مايو بالحديدة على الساحل الغربي لليمن، في محاولة يائسة للتغطية على هزائمها المتلاحقة، وهدّدت بتدمير ميناء الحديدة وكل المباني الحكومية والعامة، وتحويل المدينة إلى «حلب جديدة»، فيما تمكنت قوات المقاومة المشتركة من اقتحام خطوط الدفاع الأولى لتحصينات الميليشيات في محيط ميناء الحديدة الاستراتيجي، وواصلت قوات الجيش مسنودة بقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تقدمها في جبهات الضالع وحجة وصعدة، ونفذت عملية عسكرية تكللت بالسيطرة على نقطة السداد والسيطرة النارية على مثلث باقم.

الحوثيون يدمّرون الحديدة

وتفصيلاً، أقدمت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران على إحراق وتفجير مستشفى 22 مايو بالحديدة، بعد فرار عناصرها، في محاولة يائسة للتغطية على هزائمها المتلاحقة في جبهة الحديدة، لتكشف عن وجهها القبيح، وإصرارها على سياسة الأرض المحروقة في استهداف المدنيين.

ومن داخل المستشفى رصدت وكالة أنباء الإمارات (وام) حجم الدمار الذي لحق بمحتوياته، وقال أحد جنود قوات التحالف العربي، إن عناصر الميليشيات فضلاً عن إحراق وتدمير أجزاء واسعة من المستشفى، زرعوا كميات كبيرة من الألغام المموهة (إيرانية الصنع) في مداخله والطرق الرئيسة، ما أسفر عن تدمير كامل البنية التحتية.

وأكدت المقاومة اليمنية المشتركة أن تدمير البنى التحتية والمقار الحكومية والعامة، تكتيك ممنهج يعمد الحوثيون إلى استخدامه بهدف إطالة معاناة الشعب اليمني.

وقال أحد عناصر المقاومة إن القوات ستواصل مسيرة تحرير كامل التراب اليمني، مع الحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء الذين تتخذهم ميليشيات الحوثي دروعاً بشرية في عملياتها غير الأخلاقية، التي تستهدف التدمير والتخريب، مؤكداً أن الميليشيات أحرقت أجزاء واسعة في مستشفى 22 مايو انتقاماً من الأهالي، بعد خسائرها المتلاحقة، وأكد أن الميليشيات نهبت الأجهزة الطبية ومحتويات المستشفى.

وقال عنصر آخر في المقاومة، إن ميليشيات الحوثي تتبع سياسة الأرض المحروقة في عملياتها داخل الحديدة، إذ تفجر المنازل والمباني التي تطرد منها بعد هزائمها المتلاحقة، وسقوط مواقعها بيد قوات المقاومة المشتركة، بعد تضييق الخناق عليها ومحاصرتها.

وكانت ميليشيات الحوثي اقتحمت المستشفى وسكن الأطباء، واعتلت الأسطح، متخذة الأطقم الطبية والمرضى دروعاً بشرية، حيث تمركزت داخل المستشفى، وحولته إلى ثكنة عسكرية.

وفي سياق متصل، هدّدت الميليشيات بتدمير ميناء الحديدة وكل المباني الحكومية والعامة، وتحويل المدينة إلى «حلب جديدة»، وذلك في آخر ورقة لهم بعد الحصار الذي فرضته قوات المقاومة اليمنية المشتركة، ووصولها إلى مشارف ميناء المدينة الاستراتيجي.

وجاءت هذه التهديدات على لسان وزير الشباب والرياضة في حكومة الميليشيات غير المعترف بها دولياً، حسن زيد، الذي قال في تغريدة له بموقع «تويتر»: «لن تهنؤوا بميناء قابل للعمل، ولن يكون الميناء أو المباني الحكومية والعامة أغلى من دماء (قتلى الحوثيين).. فلتكن حلب».

وتفاخر «زيد» في تغريدة سابقة بتفخيخ ميليشياته المباني والمؤسسات الحكومية في مدينة الحديدة قبل خسارتها، ودعا إلى مساواة المباني الحكومية والعامة والخاصة والشركات والمؤسسات التجارية بالأرض، وقالت مصادر عسكرية إن هذه التهديدات تأكيد على الهزيمة التي منيت بها الميليشيات الإرهابية في محافظة الحديدة.

المقاومة تقترب من الميناء

وأكدت مصادر ميدانية في مدينة الحديدة، تمكن قوات المقاومة المشتركة من اكتساح الخطوط الدفاعية للميليشيات في جبهات شمال وغرب المدينة، وتقدمت كثيراً باتجاه ميناء المدينة الاستراتيجي، وسط تخوفات بتفخيخ الميليشيات جميع مكونات الميناء والمنشآت والطرق المحيطة به، لإعاقة تقدم القوات المشتركة، مشيرة إلى وجود غرفة عمليات للميليشيات في شارع المواصلات تدار من خبراء إيرانيين، وهي التي تدير وتشرف على العمليات العسكرية للميليشيات في جميع مناطق الحديدة، وعمليات تفخيخ وتلغيم المباني والشوارع والمنشآت، وكل ما يؤدي إلى إعاقة تقدم قوات المقاومة المشتركة في المدينة.

وأشارت المصادر إلى أن الطريق بات مفتوحاً بالكامل من الجبهة الشمالية للمدينة، وأن الوقت اقترب للدخول إلى الميناء عبر المحور الشمالي، حيث تعاني الميليشيات نقصاً حاداً في عناصرها، مؤكدة أن القوات المشتركة تتمركز على بعد مسافة أقل من كيلومترين من الميناء، وبالقرب من نقطة الشام شمال المدينة، فيما شرعت الميليشيات في تفخيخ جميع المناطق المحيطة معقلها في حي 7 يوليو في الحديدة، لمنع قوات المقاومة من الدخول إليه.

وقالت المصادر إن القوات تمكنت من التقدم في محيط جامعة الحديدة، وهيئة تطوير تهامة جنوب غرب المدينة، ودمرت مدفعاً ومخزن أسلحة في المنطقة، ووصلت إلى الحاجز الصخري لميناء الاصطياد في الحديدة، مستغلة حالة الانهيار والتراجع في صفوف الميليشيات، التي تكبدت خسائر كبيرة في اليومين الماضيين بالحديدة، بلغت 222 قتيلاً، وعشرات الجرحى، بينهم قيادات بارزة، فضلاً عن تدمير آليات وتحصينات وإزالة حواجز، إلى جانب فرار عناصر الحوثيين باتجاه صنعاء وحجة.

وتوسعت المواجهات بين المقاومة والميليشيات بالقرب من ثلاجة المؤسسة الاقتصادية المجاورة لدوار يمن موبايل، والتي شهدت عملية نوعية لقوات المقاومة المشتركة، خلفت مصرع 14 من عناصر الميليشيات، بينهم ثلاثة قياديين هم حسن إبراهيم المتوكل، وعبدالله عبدالحكيم المتوكل وخالد هاشم علي شرف الدين.

تقدم للجيش في صعدة

وفي محافظة صعدة، لقي سبعة من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية مصرعهم، أمس، وجرح عشرات آخرون، إثر العمليات العسكرية التي تواصل خلالها قوات الجيش الوطني تقدمها في مركز مديرية باقم شمال المحافظة.ونقل موقع الجيش اليمني عن ركن التسليح في اللواء الخامس حرس حدود، العقيد وليد الصالحي، قوله، إن قوات اللواء نفذت عملية عسكرية تكللت بالسيطرة على نقطة السداد والسيطرة النارية على مثلث باقم.

وأضاف أن قوات الجيش الوطني باتت على مقربة من إدارة أمن المديرية، لافتاً إلى أن قوات الجيش أسرت اثنين من عناصر الميليشيات.

وأوضح أن مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، تواصل عمليات الدعم الجوي المكثف لقوات الجيش، واستهدفت تعزيزات الميليشيات القادمة من مركز المحافظة، ما أسفر عن تدمير ثلاث آليات قتالية تابعة للميليشيات الانقلابية.

وواصلت قوات الجيش مسنودة بالتحالف تقدمها في جبهتي كتاف ومران، وتمكنت من تحرير سلاسل جبلية مطلة على جبال العاشة ووداي الغول، باتجاه مركز مديرية كتاف شمال صعدة، وقصفت المناطق المحيطة بمنزل زعيم الميليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي، في أطراف وادي الداخل بمنطقة مران بمديرية حيدان، في تطور نوعي في مجريات المعارك بصعدة، بحسب مصادر عسكرية في المحافظة.

وفي حجة، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة الخامسة، أن قوات الجيش واصلت تمشيط المناطق المحررة بين مديريتي حيران ومستبأ، وأن عشرات الجثث التابعة لعناصر الميليشيات الإيرانية مازالت ملقاة في شعاب تلك المناطق، بينهم القيادات حسن علي الجرب وبسام محمد أبوهادي، وعبدالسلام أحمد قصبة، والحسن علي قصبة.

وفي الضالع وسط اليمن، لقي مشرف الحوثيين في دمت هشام الغرباني مصرعه و41 من عناصرهم خلال معارك اليومين الماضيين في جبهات شمال المحافظة، والتي وصلت إلى جبل الحريوة جنوب المدينة، في حين تمكنت قوات الشرعية من اقتحام قرية بيت اليزيدي بشكل مفاجئ، وأسرت سبعة من قيادات الميليشيات كانوا مجتمعين في منزل القيادي الحوثي بدر الحجاجي الذي تم أسره هو أيضاً، ليرتفع عدد أسرى الميليشيات في الضالع إلى 18 أسيراً، خلال اليومين الماضيين.

وتستعد قوات الشرعية لمعركة فاصلة انطلاقاً من موقعي الحصمي والثعيل وبيت اليزيدي باتجاه محافظة إب، مع وصول تعزيزات كبيرة لقوات الجيش قادمة من المنطقة العسكرية الرابعة لاستكمال التحرير، والبدء بمرحلة فتح جبهات جديدة باتجاه ذمار وإب.

ودعا مجلس المقاومة في إب، أبناء المحافظة، إلى هبة شعبية لمساندة قوات الجيش في معركة الحسم القادمة من جهة الضالع، وطالب في بيان، جميع الشرفاء والمخلصين بسرعة الحسم العسكري وعدم إعطاء الميليشيات الإيرانية أي فرصة لإطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب اليمني.

وفي ذمار، أكدت مصادر محلية أن الميليشيات تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد تلقيها خسائر كبيرة في عناصرها على يد الجيش في جبهات الساحل وحجة وصعدة، ما دفع القبائل في المحافظة إلى رفض أي محاولة تجنيد تقوم بها الميليشيات في مناطقهم.

وفي العاصمة صنعاء، شهدت المناطق الشمالية للمدينة اشتباكات مسلحة بين قبائل همدان والميليشيات الإيرانية، أدت إلى مصرع تسعة من عناصر الحوثي، وإصابة آخرين، فيما قتل اثنان من أبناء القبائل، على خلفية قيام الميليشيات بقتل أحد أبناء همدان أثناء عرسه واعتقال والده، ما أثار حفيظة بقية القبائل التي تداعت إلى المنطقة للاشتباك مع الحوثيين.

- 222

قتيلاً وعشرات الجرحى من الميليشيات في الحديدة خلال يومين.

- مصادر: خبراء إيرانيون يديرون غرفة عمليات الحوثيين في معركة الحديدة.

- مواجهات مسلحة بين عناصر قبلية والميليشيات في مديرية همدان شمال صنعاء.

تويتر