«الشرعية» ترفض عرض الانقلابيين تسليم صنعاء مقابل خروج الجيش من صعدة

مقتل رئيس «المجلس السياسي» للحوثيين والمطلوب رقم «2» صالح الصماد بغـــارة للتحالف

صالح الصماد في زي عسكري وسط حراسة خاصة خلال جولة ميدانية في الجبهات التي شهدت انهيارات كبيرة لقوات الميليشيات. أرشيفية

تمكنت غارة للتحالف على الحديدة من قتل رئيس ما يسمى «المجلس السياسي»، ورئيس المكتب السياسي للميليشيات الحوثية، صالح الصماد، وهو المطلوب رقم 2 على لائحة التحالف من أجل الشرعية في اليمن، إلى جانب مقتل 20 قيادياً حوثياً في الغارة نفسها، وفي وقت تتوالى الأنباء عن حال ارتباك كبير في صفوف ميليشيات الحوثي، اعتبرت الحكومة الشرعية اليمنية مقتل الصماد يشكل ضربة قاصمة لميليشيات الحوثي.

50

مسجداً في صنعاء

منعت الميليشيات

الصلاة فيها، وحولتها

إلى مقار لإلقاء ندوات

طائفية.

يأتي ذلك في وقت تقدمت الميليشيات، عبر وسطاء قبليين، للشرعية باقتراح يقضي باستعدادها لتسليم العاصمة صنعاء مقابل توقف القتال في صعدة، وخروج الجيش منها.

وفي التفاصيل، قالت مصادر يمنية إن الصماد قتل في غارة للتحالف، على شارع الخمسين في ضاحية البريهي، جنوب الحديدة.

وكانت مصادر تحدثت عن وضع الصماد قيد الإقامة الجبرية، بسبب خلافات داخل الميليشيات. ويأتي مقتل صالح الصماد بعد سلسلة من الخسائر البشرية في صفوف قيادات الحوثيين، خصوصاً في الساحل الغربي.

وكانت ميليشيات الحوثي أرسلت الصماد إلى الساحل الغربي، لقيادة المعارك بنفسه.

وأعلنت ميليشيات الحوثي الانقلابية، رسمياً، مقتل رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، بغارة جوية لطيران التحالف العربي، استهدفته في محافظة الحديدة غرب البلاد.

ونعت ميليشيات الحوثي مصرع الصماد، الذي أوضحت أنه قتل بغارة للتحالف ظهر يوم الخميس الماضي، وأعلنت عن تنصيب القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيساً لمجلسها الانقلابي، بدلاً منه.

ونشرت وكالة الأنباء اليمنية، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، بيان نعي بمقتل الصماد، صادر عن «المجلس السياسي»، الذي كان يرأسه «مجلس الانقلاب».

وأعلنت ميليشيات الحوثي حالة الاستنفار، ورفع الجاهزية في صنعاء، عقب مصرع الصماد.

وأسس متمردو الحوثي، المدعومون من إيران، المجلس الذي ترأسه الصماد في 28 يوليو 2016، في مسعى إلى تكريس الانقلاب على الحكومة الشرعية.

كما شغل الصماد منصب القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية، التي تقاتل القوات الشرعية، منذ انقلابها على السلطة في 2014.

والصماد هو ثاني المطلوبين من الإرهابيين الحوثيين، بين قائمة تضم 40 قيادياً أعلنتها السعودية، ورصدت 20 مليون دولار، لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى القبض عليه.

ولد الصماد سنة 1979 في مديرية سحار، بمحافظة صعدة معقل الحوثي شمالي اليمن، وشارك في حروب عدة للجماعة المدعومة من إيران ضد الحكومة اليمنية.

وبمصرع الصماد، تكون طهران قد فقدت واحداً من أبرز عناصرها في اليمن، التي استخدمتها لبث القلاقل، وتأزيم الأوضاع في المنطقة.

وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش اليمني من السيطرة على قرية البتول بمديرية الظاهر، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي، التي شنت سلسلة من الغارات التي أدت إلى تدمير آليات عسكرية، ما أسفر عن مصرع وإصابة عناصر من الحوثي كانوا في المنطقة، بينهم القيادي الحوثي المكنى «أبوراشد»، الذي لقي مصرعه في الغارات.

في الأثناء، أكدت مصادر ميدانية وصول قوات عسكرية تابعة للشرعية إلى جبهات صعدة، في إطار التحضيرات التي تجريها قوات التحالف والشرعية، لاستكمال تحرير المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي الانقلابية بصعدة، مشيرة إلى أن أخباراً طيبة ستأتي قريباً من صعدة، التي تتقدم فيها القوات بخطى ثابتة، وفقاً للخطط العسكرية المرسومة. وكان قائد الميليشيات الحوثية في محور علب بصعدة لقي مصرعه مع عشرات آخرين من عناصر الحوثي، إثر معارك خاضتها قوات الجيش والتحالف تكللت بتحرير عدد من المواقع الاستراتيجية في باقم، وحررت أهم المناطق خلال العملية في كل من الظهر ومقريع ومنطقة المشروع في آل صبحان وعدد من الوديان والشعاب المحيطة بآل صبحان. واستعادت القوات الحكومية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة، بما فيها ثلاث قطع رشاش 12.7 وقاذفات «آر بي جي» وست مع قذائفها و15 قطعة كلاش، فيما دمرت مقاتلات التحالف العربي مخزني أسلحة في منطقة محديدة.

من جهة أخرى، كشفت مصادر مقرّبة من الحوثيين عن عروض تقدمت بها الميليشيات عبر وسطاء قبليين للشرعية، باستعدادهم لتسليم العاصمة صنعاء مقابل توقف القتال في صعدة، وخروج الجيش منها، إلا أن القيادات العسكرية التابعة للشرعية رفضت تلك العروض، وأكدت مواصلتها تحرير صعدة وصنعاء، وجميع التراب اليمني منهم. وفي تعز، واصلت قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، تقدمها باتجاه مفرق البرح من جهة مفرق المخاء، التي تمكنت من تأمينه أخيراً وعدد من المناطق والتباب الواقعة بين موزع ومقبنة، ومنها موقع الشبكة والسنترال، ومواقع أخرى جنوب موقع السنترال، بالإضافة إلى تحرير موقع الخزان الأسود. وذكرت المصادر أن قوات المقاومة الوطنية بمساندة مقاتلات التحالف اقتربت من الدخول إلى معاقل الميليشيات في مدينة البرح، التابعة لمديرية مقبنة غرب تعز قبل توجهها إلى تحرير مديرية الجراحي في الحديدة، التي تحشد فيها ميليشيات الحوثي عناصرها من جميع الجبهات للدفاع عنها، باعتبارها الخط الدفاعي الأخير لميناء الحديدة. وفي العاصمة صنعاء، أكدت مصادر محلية وجود خلافات عاصفة في صفوف ميليشيات الحوثي مع اقتراب قوات الجيش من معاقلهم في صعدة والحديدة والبيضاء، وباتت على بعد 20 كم من العاصمة، والمتمثلة في جبهات نهم شمال شرق العاصمة.

في الأثناء، قامت ميليشيات الحوثي بمنع الصلاة في 50 مسجداً في شمال العاصمة، وتحويلها إلى مقار لإلقاء المحاضرات والندوات الطائفية، الهادفة إلى رفع الروح المعنوية المنهارة لعناصرها، كما اعتقلت نحو 45 من مسؤولي الحارات، على خلفية رفضهم القيام بعمليات تبليغ عن الضباط والقادة العسكريين التابعين لقوات الحرس الجمهوري، بهدف اعتقالهم، خاصة مع انطلاق المعارك التي تخوضها قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح في الساحل الغربي.

وفي صنعاء أيضاً، تداعت نقابات عمال عدد من المؤسسات الحكومية إلى تظاهرة حاشدة بعد غد الخميس، تحت شعار «رواتبنا قوت أطفالنا»، للمطالبة بصرف رواتبهم المتوقعة لنحو عامين، مشيرة في بيانات لها إلى أن التظاهرة ستستمر على تلبية مطالبهم من دون خوف من أي قمع أو مواجهة مع الحوثيين، وحددت ميدان التحرير وسط العاصمة مكاناً للتجمع والتظاهر والاعتصام. وفي البيضاء وسط اليمن، تقدمت قوات الجيش مسنودة بالتحالف والمقاومة إلى مناطق متعددة في جبهات البيضاء، منها جبهات قانية على حدود مأرب، وأخرى في ذي ناعم والزاهر آل حميقان، فيما أكدت مصادر محلية مصرع القيادي الحوثي أبوبكر صالح الريامي، وهو أحد أبرز قيادات ميليشيات الحوثي في عمليات الجيش في جبل مسعودة بجبهات قانية.

تويتر