«الشرعية» تقترب من فتح جبهة خولان في محيط العاصمة

التحالف يوجه «ضربة استباقية» للحوثـيين في صنعاء.. والجيش يقترب من مسـقط رأس زعيمهم

التحالف قصف قاعدة الديلمي العسكرية شمالي العاصمة صنعاء أثناء محاولة إطلاق صاروخ. أ.ف.ب

دمّرت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، صاروخاً كانت ميليشيات الحوثي الإيرانية تستعد لإطلاقه من قاعدة الديلمي العسكرية شمالي العاصمة صنعاء، كما قصفت مخازن أسلحة داخل القاعدة الجوية، وسمع دوي انفجارات عقب الغارات، فيما اقتربت قوات الجيش اليمني بمساندة التحالف من فتح جبهة جديدة في محيط صنعاء، وواصلت عملياتها في جبهات صعدة، واقتربت إلى مسافة خمسة كيلومترات من مسقط رأس عبدالملك الحوثي في مران.

مصادر قبلية في مديرية خولان في صنعاء أكدت

اقتراب قوات الشرعية من التوصل إلى اتفاق مع

قبائل خولان، لتسريع فتح جبهة جديدة في محيط

العاصمة.


23

قتيلاً حوثياً قتلوا خلال

عمليات تطهير مناطق

العقد والسعلي بعد

تحريرهما.

وفي التفاصيل، وجه التحالف «ضربة استباقية» للحوثي في صنعاء بغارة جوية، حيث جاءت الغارة بعد ساعات من ضربات جوية لطائرات التحالف، دمرت شاحنة محملة بالأسلحة أثناء خروجها من أحد الأنفاق الجبلية في فج عطان بصنعاء.

ولاتزال العاصمة اليمنية بين المناطق القليلة المتبقية في قبضة ميليشيات الحوثيين، منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.

وأكدت السعودية، الليلة قبل الماضية، اعتراض صاروخ بالستي جديد أطلق من اليمن باتجاه منطقة جازان الجنوبية الحدودية، بعد إعلان المتمردين الحوثيين استهداف خزانات لشركة «أرامكو» النفطية في المنطقة.

وذكرت «أرامكو»، عملاقة النفط السعودي، أن مرافقها في جازان «آمنة وتعمل بشكل طبيعي».

الغارات المركزة والدقيقة التي استهدفت صنعاء دفعت رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا للانقلابيين، محمد علي الحوثي، إلى التعليق عليها لأول مرة، قائلاً «إن تلك الغارات يجب أن تدان من المنظمات الدولية»، في إشارة واضحة إلى أن الغارات أدت إلى تدمير ما يصفه اليمنيون بالصيد الثمين في منطقة أرتل بحدة.

وكان المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، أشار إلى إن ميليشيات الحوثي فشلت في استهداف طائرة تابعة للتحالف، بصاروخ جو - جو، بعد تحويله إلى صاروخ سام بتقنيات إيرانية.

ووصف المتحدث باسم التحالف عملية استمرار الميليشيات الحوثية في إطلاق الصواريخ البالستية على المدن السعودية بـ«العبثية». وأشار المالكي، إلى أن هذه الميليشيات تعاني متلازمة الجهل السياسي والعسكري.

يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر قبلية في مديرية خولان بالعاصمة صنعاء، اقتراب قوات الشرعية من التوصل إلى اتفاق مع قبائل خولان للتسريع في فتح جبهة جديدة في محيط العاصمة، انطلاقاً من منطقة خولان القريبة من محافظة مأرب، التي تتمركز فيها قوات الجيش اليمني، والتحالف بالقرب من العاصمة، مشيرة إلى أن الجانبين يضعان الترتيبات الأخيرة لفتح الجبهة التي ستضيق الخناق كثيراً على الحوثيين، خصوصاً أنها تقترب من سنحان وبني بهلول، وهي طرق عبور إلى وسط العاصمة من الجهة الجنوبية الشرقية.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات عند علمها بالاتفاق قامت بعمليات دهم واعتقال في صفوف أبناء قبيلة خولان في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الجانبين في شوارع خولان والحي السياسي ومناطق متفرقة من الجهة الجنوبية لأمانة العاصمة، حيث أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.

وفي نهم شمال شرق صنعاء، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على مواقع جديدة، واقتربت كثيراً من مديرية أرحب بعد استكمالها شق الطرق الرابطة بين نهم والغيل في الجوف، وبدأت الآليات العسكرية بالتدفق نحو جبهات العاصمة، في حين واصلت تطهير مناطق العقد والسعلي بعد تحريرهما، أول من أمس، بعد معارك خلفت 23 قتيلاً حوثياً وإصابة العشرات، وفقاً لناطق المنطقة العسكرية السابعة، العقيد عبدالله الشندقي.

في الأثناء، وصلت إلى نهم تعزيزات عسكرية جديدة قادمة من مأرب، في إطار دعم جبهات العاصمة، التي استكملت استعدادها لمرحلة الحسم، وتنتظر الأوامر والتحام جبهات صرواح بريف العاصمة من الجهة الجنوبية، التي تشهد ترتيبات لفتح جبهة خولان.

وفي صعدة، اقتربت قوات الجيش بمساندة التحالف من مسقط رأس عبدالملك الحوثي في منطقة مران بمديرية حيدان، حيث باتت على بعد مسافة خمسة كم فقط منه، وفقاً لمصادر عسكرية، مشيرة إلى اقتراب قطع رأس الأفعى وإنهاء الانقلاب في منبعه الأول مران، خصوصاً أن قوات الجيش مصممة أكثر من أي وقت مضى على تحرير كامل صعدة في أسرع وقت، ولذلك فتحت ست جبهات رئيسة لهذا الغرض، وقريباً سيتم فتح جبهات أخرى.

وقصفت مدفعية الجيش، للمرة الثانية خلال أسبوع، مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في منطقة مران، مسقط رأس عبدالملك الحوثي، ودكت تجمعات للميليشيات في جبل الجميمة القريب من ضريح مؤسس حركة الحوثيين، حسين الحوثي بمرّان.

وتمكنت قوات الجيش بمساندة التحالف من تحرير مواقع جديدة بمديرية الظاهر، ومنها تحرير جبلي المطلة وطيبان المطلين على سوق الملاحيط.

وكانت قوات الجيش تمكنت من تحرير مواقع استراتيجية ومهمة في مديرية كتاف، منها سلسلة جبال الوسواس الأصغر والوسواس الأكبر، والتي يبلغ امتدادها نحو خمسة كم، ووصلت إلى وادي الفرع، وتمكنت القوات من تحرير جبل برج السديس وجبال السبعة والثمانية، وصولاً إلى تحرير تباب القناصين ومنطقة الصوح.

كما تمكن أبطال الجيش من تحرير سلسلة جبال طور الهشيم، المطلة على وادي الفرع، وغنمت خلال تقدمها مخازن أسلحة بينها صواريخ إيرانية جديدة، إلى جانب مخزن مملوء بالألغام والمتفجرات التي تستخدمها الميليشيات في إعاقة تقدم الجيش، وقتل سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وفي الجوف، تواصل قوات الجيش تقدمها في اتجاه مديرية الحشوة التابعة لصعدة، بعد استكمال تأمين جبل الشعير الاستراتيجي الواقع بين محافظتي الجوف وصعدة.

وفي جبهات الساحل الغربي لليمن، أكدت مصادر ميدانية أن التحالف والشرعية يعدان العدة لاستكمال تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بعد اكتشاف مخازن أسلحة ضخمة فيه، تابعة للحوثيين الذين حولوا الميناء إلى مصدر تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكدة وجود تحركات عسكرية متواصلة تقوم بها قوات الشرعية والتحالف في جبهات متفرقة محيطة بالحديدة، إلى جانب الاستمرار بالعمليات الجوية ضد ميليشيات الحوثي.

ووفقاً للمصادر، فإن فتح جبهات جديدة في صعدة والبيضاء أدت إلى إرباك الحوثيين وتشتتهم، ما يجعل الأمر مؤاتياً لبدء عملية عسكرية واسعة وعاجلة وخاطفة لتحرير ميناء الحديدة، وتأمين خطوط الملاحة ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، وأن تلك الخطوة متوقعة خلال اليومين المقبلين من قبل التحالف والشرعية، خصوصاً أن مؤشرات المعركة تدل عليها، منها استمرار تدفق التعزيزات النوعية إلى المخاء وحرض، بينها قوات تدخل سريع واقتحامات وحرب شوارع.

كما يعد استهداف الحوثيين ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر مؤشراً خطراً إلى تهديد الملاحة الدولية، ويتوقع أن يكون له ما بعده، باعتباره يلامس المخاوف الدولية الأساسية المرتبطة بسيطرة الحوثيين على الساحل الغربي لليمن. وفي البيضاء، احتدمت المعارك بين قوات الجيش مسنودة بالتحالف والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، في محيط سوق قانية، الذي تمكنت قوات الجيش من تأمين مناطق عدة فيه، بعد فتح الجبهة الأهم والواقعة بين البيضاء ومأرب لتأمين الطريق الدولي بين صنعاء والسعودية، الذي تتخذه ميليشيات الحوثي مصدراً للتربح من المسافرين عبره، خصوصاً القادمين من السعودية.

ووفقاً لمصادر ميدانية، فقد دارت معارك بين الجانبين في جبل اللخيم ومحيطه القريب من مدينة قانية، شاركت فيها مقاتلات التحالف.

تويتر