ارتفع عدد الشهداء إلى 17.. والاحتجاجات مستمرة

اجتماع طارئ لـ «الجامعة» اليوم لبحث التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية

مشاركون في مسيرة العودة يحملون مصاباً خلال مواجهات مع الاحتلال. أ.ف.ب

قرر مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، عقد اجتماع طارئ، اليوم، برئاسة السعودية، وذلك بناءً على طلب من فلسطين، لبحث جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، فيما تراجعت حدة المواجهات في المنطقة الحدودية داخل قطاع غزة، بعد يوم الجمعة الدامي، لكن التوتر ظل قائماً، أمس، مع استمرار الاعتصامات والدعوة إلى مزيد من المسيرات والتجمعات، بينما ارتفع عدد الشهداء إلى 17.

أبوالغيط أكد «موقفه القاطع بإدانة الجريمة

الإسرائيلية بحق المشاركين في المسيرة

السلمية» يوم الجمعة الماضي.

وفي التفاصيل، قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية، السفير سعيد أبوعلي، في تصريح له أمس، إن الاجتماع سيبحث جرائم إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال ضد المتظاهرين السلميين، الذين خرجوا في مسيرة تحت عنوان «مسيرة العودة الكبرى»، بمناسبة الذكرى 42 ليوم الأرض للشعب الفلسطيني، إضافة إلى الأحداث المستمرة والخطرة التي تنتهجها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

في السياق نفسه، أعلنت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على مسيرة «العودة الكبرى» أن المواطنين واصلوا، أمس، لليوم الرابع «التدفق اليومي إلى الخيام» المقامة على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع مع إسرائيل، «تأكيداً للتمسك بحق العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، وصولاً ليوم الزحف الكبير في الذكرى الـ70 للنكبة»، في 15 مايو.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، «استشهاد فارس الرقب (29 عاماً)، صباح أمس، متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة بعيار ناري في البطن شرق خان يونس». ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين «ابنها البار فارس الرقب شهيداً».

وبذلك يرتفع إلى 17 عدد الشهداء الفلسطينيين في هذه المواجهات، التي جرح فيها نحو 1490 فلسطينياً، منذ الجمعة حتى مساء أول من أمس، بينهم 815 بالرصاص الحي والمتفجر، كما أعلن القدرة. وأضاف القدرة أن «46 مصاباً لايزالون في حالة خطرة أو حرجة».

وتجمع عشرات من أقارب الرقب عند بوابة ثلاجة الموتى في مستشفى «غزة الأوروبي» بخان يونس قبل تشييعه.

وقال أحد أقاربه إنه «لم يكن يشكل أي خطر» على الجنود الإسرائيليين عندما جرح، بينما كان يساعد في نقل مصابين إلى سيارات الإسعاف.

والتقط مصور وكالة «فرانس برس»، الجمعة، صورة لفارس الرقب وهو يساعد في نقل جريح في منطقة شرق خان يونس.

وعلى الصعيد السياسي، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس، ضرورة مقاضاة إسرائيل على «جرائمها»، إثر سقوط الشهداء والجرحى، وذلك في اتصال مع أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبوالغيط.

وأورد مكتب هنية في بيان أنه أكد خلال الاتصال «أهمية التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال وقادته، وكذلك ضرورة التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الجريمة الإسرائيلية، وتشكيل لجنة تحقيق دولية».

وبحسب البيان، أكد أبوالغيط موقفه القاطع بإدانة الجريمة الإسرائيلية بحق المشاركين في المسيرة السلمية، مشيراً إلى إن «الجامعة العربية ستعقد (اليوم) اجتماعاً لمناقشة الأمر، وستتخذ القرارات اللازمة والمتناسبة مع الحدث».

وتواصلت المواجهات قرب السياج الحدودي، حيث احتشد، أمس، عشرت الشبان والصبية على بعد عشرات الأمتار من السياج شرق مدينة غزة، وأشعل بعضهم إطارات السيارات.

وأطلق الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع، وأحياناً العيارات النارية، لتفريقهم.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، إن «الشعب الفلسطيني مصمم على مواصلة مسيرة العودة الكبرى، وتحرير الأرض، والإقدام نحو القدس المحتلة، ولا يبالي بكل التضحيات».

وأضاف، الليلة قبل الماضية، في كلمة خلال حفل تأبين جهاد فرينة، أحد نشطاء حماس الخمسة الذين استشهدوا الجمعة في المواجهات «نحن نحب أن يتربى أطفالنا على السعة والراحة، لكننا نحب أن يكونوا أبطالاً. قسمنا مع ربنا أن يحمل أطفالنا من بعدنا سلاحنا، ولن يسقط السلاح حتى تحرير فلسطين من بعدنا».

واعتصم عدد قليل من عائلات اللاجئين داخل الخيام المواجهة للحدود، التي تحمل أسماء بلدات فلسطينية وعائلات لاجئة، قرب منطقة المنطار - كارني شرق غزة. وتجمع عشرات الفتية قرب الخيام المنصوبة بالقرب من معبر ايريز.

وأفاد مراسلو ومصور «فرانس برس» أنه يمكن مشاهدة جنود إسرائيليين يحتمون خلف تلال رملية أقامها الجيش بمحاذاة الأسلاك الشائكة، وعدد من العربات المصفحة على الحدود.

وأعلنت الهيئة الوطنية العليا، التي تضم الفصائل الفلسطينية والمجتمع الأهلي، تشكيل «لجنة قانونية دولية، تضم خبراء قانونيين وحقوقيين من دول عدة في العالم، لملاحقة جنود وقادة جيش الاحتلال، لارتكابهم جريمة حرب ضد المدنيين العزل»، خلال أحداث الجمعة الماضية.

تويتر