تركيا تقصف مواقع كردية شرق نهر الفرات.. وتضيق الحصار على أبناء عفرين

«داعش» يطرد قوات سورية الديمقراطية من آخر جيوبه في دير الزور

تجمع لقوات «قسد» في غرفة عملياتها في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق. أرشيفية

استعاد تنظيم «داعش» الإرهابي جميع المناطق التي خسرها على وقع تقدم قوات سورية الديمقراطية «قسد»، تحالف فصائل كردية وعربية، في آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور بشرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، فيما قصفت القوات التركية، مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية على الضفة الشرقية لنهر الفرات في سورية، وتواصل إطلاق يد فصائل «غصن الزيتون» التابعة لها لاعتقال أبناء عفرين ومحيطها والتضييق عليهم لدفعهم إلى ترك المنطقة.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «خلال هجمات واسعة استمرت منذ يوم الجمعة وحتى فجر أمس (الأحد)، تمكن تنظيم «داعش» الإرهابي من استعادة جميع المناطق التي تقدمت فيها قوات سورية الديمقراطية (قسد)»، مشيراً إلى أن الهجمات شملت تفجيرات انتحارية بالأحزمة الناسفة، بالتزامن مع اندلاع معارك أسفرت عن مقتل 24 عنصراً من تنظيم «داعش».

وأوضح عبدالرحمن أن الهجمات «أجبرت قوات (قسد) على الانسحاب من مواقع عدة قرب الحدود العراقية».

وأكد قيادي في قوات سورية الديمقراطية استعادة التنظيم الإرهابي جميع المناطق التي خسرها خلال الأسابيع السبعة الماضية، وأعاد الأمر إلى «العاصفة الرملية ومعرفته بالمنطقة أكثر من قوات (قسد)».

وعمدت قوات سورية الديمقراطية، وفق المرصد والقيادي، إلى إرسال تعزيزات عسكرية.

وأوضح القيادي أنه «تم إرسال تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة إلى الجبهة، وسيتم تبديل بعض الوحدات بأخرى أكثر خبرة وأكثر قدرة على القيام بالمهمة»، مؤكداً «ستنطلق حملة عسكرية جديدة فور وصول تلك التعزيزات».

وأسفرت هجمات تنظيم «داعش» منذ الجمعة، وفق المرصد، عن مقتل 72 عنصراً من قوات سورية الديمقراطية.

وقال رامي عبدالرحمن إن خسائر قوات سورية الديمقراطية في البوكمال وغيرها من المناطق فاقت الـ70 قتيلاً في اليومين الأخيرين. كما أشار إلى أن «قسد» انسحبت وتراجعت، في حين وصل «داعش» إلى الحدود السورية العراقية.

وأوضح أن «قسد» انسحبت من المناطق كافة التي تقدمت فيها منذ العاشر من سبتمبر الماضي، وأضاف أن التنظيم أقحم العنصر النسائي وحتى الأطفال في المعركة.

ولفت إلى أن قوات سورية الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، بدأت بعد تراجعها، عملية رص الصفوف من أجل استعادة ما خسرته.

وبدأت بالتحضير لعملية عسكرية جديدة، تستهدف إنهاء «داعش» في الجيب الأخير له عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

وذكر أن أسلحة متطورة ودبابات وعربات مدرعة وصلت إلى قوات سورية الديمقراطية في حقل التنك، بعد انسحاب الأخيرة من الباغوز والسوسة وسيطرة التنظيم على المنطقة، وعودة التنظيم للوصول إلى الحدود السورية – العراقية مجدداً بعد انقطاع صلته المباشرة بهذه الحدود.

إلى ذلك، أكدت مصادر موثوقة للمرصد، أن قوات سورية الديمقراطية تتمركز في هذه الأثناء بالبادية الشرقية لدير الزور، في انتظار بدء العملية العسكرية المدعومة من التحالف الدولي، وسط وصول قوات خاصة متمرسة من قوات سورية الديمقراطية لقيادة المعركة وقتال «داعش».

وجرت إعادة رص الصفوف والتحضر من قبل «قسد» والتحالف لبدء الهجوم خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أن جرت معارك شرسة يومي الـ26 والـ27 أكتوبر الجاري من عام 2018، نتيجة استغلال التنظيم للعاصفة الرملية التي ضربت المنطقة.

وفي وقت لاحق، قالت وكالة أنباء الأناضول إن القوات التركية قصفت، أمس، مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية على الضفة الشرقية لنهر الفرات، واستهدف القصف «ملاجئ» تابعة لقوات حماية الشعب الكردية في كوباني بغرض منع «أعمال إرهابية» (حيث تعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية قوات إرهابية).

ونفذت تركيا هجوماً ضد قوات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية في وقت سابق العام الجاري، وقالت مراراً إنها ستستهدف قوات حماية الشعب الكردية في مناطق شرق نهر الفرات.

ويأتي القصف بعد أن هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرات عدة خلال الأيام الأخيرة بشن هجوم في سورية شرق الفرات بعد عمليتين سابقتين نفذتهما تركيا غرب النهر. ووجه الجمعة «تحذيراً أخيراً» لوحدات حماية الشعب الكردية. وأفادت الأناضول بأن القصف التركي استهدف مواقع وخنادق تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية على تلة قرب الضفة الشرقية للفرات، مقابل مدينة جرابلس.

يأتي ذلك، في وقت تتواصل الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة عفرين ومحيطها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اقتحام فصيل عامل في مدينة عفرين، لمنزل مواطن، حيث قاموا بضربه مع زوجته ثم قاموا بسرقة محتويات منزله، علماً أنه اعتقل على يد الفصائل العاملة في المنطقة مرتين في وقت سابق وفقاً لما أكدته مصادر أهلية للمرصد السوري، ويتزامن هذا الاعتداء مع استمرار الغموض الذي يلف مصير الكثير من المختطفين، على يد الفصائل العاملة في عملية «غصن الزيتون»، التي تقودها القوات التركية، حيث تشهد منطقة عفرين عملية اختطاف متكررة من قبل الفصائل، وسط صمت وتغاضٍ تركي واضح، وإطلاق يد لهذه الفصائل لممارسة النهب والسلب والاعتقال وطلب الفدى المالية، وأكد الأهالي أن هذه العملية تستهدف مضايقة المواطنين والتضييق عليهم بغية دفعهم إلى مغادرة منطقة عفرين.

تويتر