النظام تمكن من تطهير منطقة «الحجر الأسود» آخر جيوب التنظيم الإرهابي في العاصمة

الجيش السوري يعلن دمشق ومحيطها «مناطق آمنة» بعد طرد تنظيم «داعش»

جنود الجيش السوري يرفعون شارة النصر لدى دخولهم مخيم اليرموك جنوب دمشق. أ.ف.ب

أعلنت قيادة الجيش السوري، أمس، سيطرتها بالكامل على العاصمة ومحيطها بعد «تطهير» أحيائها من تنظيم «داعش»، معلنة أن هذه المناطق باتت «آمنة بالكامل»، وذلك بعد أن تمكن النظام السوري من طرد التنظيم من آخر معاقله في منطقة الحجر الأسود، التي كانت تشكل آخر جيب للتنظيم الإرهابي في أحياء دمشق.

وفي التفاصيل، قال متحدث عسكري في بيان بثه الإعلام الرسمي، إن وحدات الجيش تمكنت من «القضاء على أعداد كبيرة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، ما أدى إلى إحكام السيطرة التامة على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك»، لتصبح بذلك «دمشق وما حولها وريفها وبلداته هي مناطق آمنة بالكامل وعصية على الإرهاب ورعاته».

وكانت عملية إجلاء مقاتلي تنظيم «داعش» من آخر جيب يسيطرون عليه في دمشق انتهت أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ليسيطر الجيش السوري على كامل العاصمة للمرة الأولى منذ عام 2012.

وبدأت قوات النظام، إثر انتهاء عملية الإجلاء، تمشيط مناطق سيطرة التنظيم المتطرف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بعدما أكملت سيطرتها على أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود، وفق المرصد.

وفي وقت سابق، تحدث مصدر عسكري سوري، أمس، عن اتفاق لوقف إطلاق نار «مؤقت» جرى خلاله «إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود» المحاذية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، من دون أن يأتي على ذكر مقاتلي التنظيم المتطرف.

وبدأ تنفيذ اتفاق الإجلاء برعاية «روسية»، أول من أمس، وفق المرصد، واستكمل فجر أمس، بخروج الدفعة الثانية من مقاتلي التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «انتهت عملية الإجلاء بخروج 1600 عنصر من تنظيم داعش وأفراد من عائلتهم على متن 32 حافلة» أمس وأول من أمس، وتوجه هؤلاء إلى جيب تحت سيطرة التنظيم في البادية السورية.

وجراء هجوم عسكري مستمر منذ أسابيع، استعاد الجيش السوري أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود قبل أن يدخل أمس، مناطق سيطرة المتطرفين في مخيم اليرموك لتمشيطه بحثاً عن «عناصر متوارية»، وفق عبدالرحمن.

ويأتي اتفاق الإجلاء بعد عملية عسكرية بدأها الجيش السوري في 19 أبريل ضد تنظيم «داعش»، الذي سيطر في عام 2015 على القسم الأكبر من مخيم اليرموك وأجزاء من أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم.

ومنذ التوصل إلى الاتفاق السبت الماضي، وفق المرصد، يسري هدوء في جنوب العاصمة بعد أسابيع من المعارك العنيفة والقصف الجوي والمدفعي، كما عمد تنظيم «داعش» إلى إحراق «مقاره وآلياته» قبل خروج عناصره.

وشاهدت مراسلة «فرانس برس» في دمشق أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من جنوب دمشق.

وإثر سيطرته الشهر الماضي على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، وضع الجيش السوري نصب عينيه استعادة كامل العاصمة ومحيطها عبر اتفاقات إجلاء أو عمليات عسكرية.

ومع خروج آخر المتطرفين من دمشق، تصبح العاصمة بالكامل تحت سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ 2012، حين سيطرت فصائل معارضة على أحياء في جنوب العاصمة وشرقها.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أمس، عن المصدر العسكري «تم (الليلة قبل الماضية) ولأسباب إنسانية وقف مؤقت لإطلاق النار تم خلاله إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود».

وأورد التلفزيون الرسمي، أن الجيش السوري استأنف ظهر أمس عملياته العسكرية.

وتمت عملية الإجلاء وفق عبدالرحمن «ليلاً بشكل سري وبعيداً عن الأضواء»، وأعاد ذلك إلى أسباب عدة بينها أن «الحكومة السورية لا تعترف بالتفاوض مع تنظيم داعش، ولتفادي استهداف التحالف الدولي بقيادة واشنطن للقافلة».

وأثار توصل حزب الله اللبناني إلى اتفاق مع التنظيم في أغسطس الماضي، قضى بخروج عناصره من المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية باتجاه محافظة دير الزور (شرق)، انتقادات على نطاق واسع.

وهدّد التحالف الدولي وقتها باستهداف الحافلة كما أعاق استكمال طريقها أياماً عدة. وإثر خسائر كبيرة مني بها العام الماضي، لم يعد تنظيم «داعش» يسيطر إلا على جيوب متفرقة، لا تتجاوز نسبتها 5% من مساحة سورية، بينها مناطق محدودة في البادية السورية وفي محافظة دير الزور وفي جنوب البلاد.

وتخوض قوات سورية الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، معارك ضد التنظيم المتطرف لطرده من آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور.

وكان جيش النظام السوري بسط سيطرته في وقت سابق على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبي العاصمة دمشق، بعد معارك مع عناصر تنظيم «داعش».

وطوال ستة أعوام ماضية، عمد تنظيم «داعش» وفصائل معارضة إلى اتخاذ المخيم مقراً، ما جعله يتعرض لحملات عسكرية من النظام على فترات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن حافلات تقل مقاتلين تابعين لـ«داعش» غادرت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي التضامن المجاور خلال الليل.

وأظهر تسجيل مصور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي صفوفاً لحافلات تنتظر في المخيم ومحركاتها دائرة. ولم يتضح من الذي قام بالتصوير أو إلى أين تتجه الحافلات. إلا أن إعلام النظام السوري نفى الأنباء التي تحدثت عن اتفاق مع التنظيم المتطرف، وقال إن عناصر «داعش» استسلموا على ما يبدو. وقال المرصد إن عناصر «داعش» بدأوا في حرق مواقعهم في اليرموك والمناطق المجاورة.

وأنشئ مخيم اليرموك، أكبر تجمع للفلسطينيين في سورية، عام 1957، على مساحة تقدر بـ2.11 كلم مربع فقط لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين، إلا أن وكالة الأونروا لا تعتبر المخيم رسمياً.

تويتر