روسيا تدعو إلى الحوار بعد التصعيد بالغارات والصواريخ بين إسرائيل وإيران في سورية

دمشـق تعتبـر ضربــات إسـرائيل مؤشـراً إلى «مرحلة جديدة».. وواشنطـن تنـدّد بهجمات طهران الصاروخية

موجات من الصواريخ الإسرائيلية أطلقت على قواعد عسكرية في سورية. أ.ف.ب

تصاعدت حدة التوتر فجأة بين إيران وإسرائيل في سورية، ليل الأربعاء الخميس، حيث أعلنت الدولة العبرية أنها قصفت عشرات الأهداف الإيرانية رداً على هجوم مباشر ضد القوات الإسرائيلية، هو الأول من نوعه، نسب إلى إيران. وفيما قال الجيش السوري، في بيان، إن الصواريخ الإسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص، ندّدت الولايات المتحدة «بالهجمات الصاروخية الاستفزازية»، التي شنتها إيران من سورية، وأيدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في حين دعت موسكو إيران وإسرائيل إلى «الحوار» بعد التصعيد الأخير.

الضربات الإسرائيلية

أسفرت عن مقتل 23

مقاتلاً، بينهم خمسة

من قوات النظام

السوري، و18 عنصراً

من القوات الموالية

له.

وتفصيلاً، أسفرت الضربات الإسرائيلية على مناطق عدة في سورية، عن مقتل 23 مقاتلاً على الأقل، بينهم خمسة من قوات النظام السوري، و18 عنصراً من القوات الموالية له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال المرصد «قتل لا يقل عن 23 مقاتلاً، بينهم خمسة من قوات النظام، أحدهم ضابط، و18 آخرين، ما بين سوريين وغير سوريين، في الغارات الإسرائيلية بعد منتصف الليل في مناطق عدة في سورية».

غير أن القيادة العامة لجيش النظام السوري قالت أمس، إن دفاعاتها المضادة للطائرات دمرت «قسماً كبيراً من موجات الصواريخ الإسرائيلية المتتالية»، التي أطلقت على قواعدها العسكرية، مضيفة أن الضربات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة اثنين آخرين.

وفي بيان بثّه التلفزيون الرسمي قال متحدث باسم الجيش، إن الضربات أسفرت أيضاً عن تدمير محطة رادار ومستودع للأسلحة. ولم يذكر البيان تفاصيل عن المواقع التي قصفتها إسرائيل خلال الليل.

واعتبرت دمشق أن الضربات التي شنتها إسرائيل على مناطق في سورية واستهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري، تشير إلى بدء «مرحلة جديدة من العدوان» على سورية.

ولا شيء يدل عما إذا كان هذا التطور يشكل بداية لتصعيد تسري مخاوف بشأنه، على خلفية تأجيج التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.

وأكدت إسرائيل أنها لا ترغب في التصعيد.

ودان البيت الأبيض في بيان «الهجمات الاستفزازية بالصواريخ التي قام بها النظام الإيراني من سورية، ضد رعايا إسرائيليين، وندعم بقوة حق إسرائيل في التحرك للدفاع عن نفسها». وقال البيت الأبيض في البيان «نشر النظام الإيراني أنظمة صواريخ هجومية في سورية، تستهدف إسرائيل، هو تطور غير مقبول وبالغ الخطورة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها». وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني «يتحمل المسؤولية كاملة عن عواقب تصرفاته المتهورة».

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البلدين إلى «نزع فتيل التصعيد»، أما روسيا فدعت إسرائيل وإيران إلى «ضبط النفس»، وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف «لقد أجرينا اتصالات مع الجانبين، وندعوهما إلى ضبط النفس».

بينما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إن الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام»، بعد الضربات الإسرائيلية، داعية كل الأطراف إلى «ضبط النفس».

وأعرب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في تغريدة، عن تأييده للضربات الإسرائيلية.

وكتب «طالما أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة، واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة، ومنها إسرائيل، أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر».

وأطلقت عشرات الصواريخ، ليل الأربعاء، من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل من قبل إسرائيل في هضبة الجولان، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، صباح أمس، من دون أن يحدد ما إذا كان مقاتلون إيرانيون وراءها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ لم توقع ضحايا، وأن الدفاعات الجوية اعترضت أربعة منها، بينما سقطت الصواريخ الأخرى خارج المواقع الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل اتهمت إيران ببدء التصعيد، عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في مؤتمر أمني، أمس، «ضربنا كل البنى التحتية الإيرانية تقريباً في سورية.. عليهم أن يتذكروا المثل القائل: إذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم».

واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري، «كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة» من دون تحديد موقعها.

بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سورية، موضحة أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ.

وقالت الوزارة إن هذه الضربات جرت في 10 مايو «بذريعة الرد على إطلاق نار استهدف مواقع إسرائيلية في الجولان»، واستهدفت «مواقع للقوات الإيرانية، ومواقع على صلة بمنظومة الدفاع الجوي السوري في منطقة دمشق، وفي جنوب سورية».

وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق لوكالة فرانس برس، أن «بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق، بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير» في القلمون الشرقي قرب دمشق.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة إيرانية، وتابعة لـ«حزب الله» اللبناني في جنوب البلاد ووسطها، وفي محيط دمشق.

ويأتي التصعيد الجديد غداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للنظام، نصفهم إيرانيون، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابعاً «للحرس الثوري الإيراني» في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي، وفق ما أفاد المرصد السوري.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان لوسائل الإعلام المحلية، صباح أمس، أن إسرائيل هاجمت عشرات الأهداف الإيرانية في سورية، رداً على وابل من الصواريخ استهدف قواعدها العسكرية في مرتفعات الجولان المحتل فجراً. كما أشار إلى أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني قاد الضربة الصاروخية على قواعده في الجولان.

وأضاف البيان أن إسرائيل قصفت أيضاً خمس بطاريات صواريخ مضادة للطائرات السورية، وجهت نيرانها صوب طائراتها. كما أعلنت إسرائيل أنها أبلغت روسيا بالغارات الجوية.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء الماضي، أنه طلب من السلطات في هضبة الجولان المحتلة فتح وتحضير الملاجئ المضادة للصواريخ، بسبب «أنشطة غير مألوفة للقوات الإيرانية في سورية». وقال إنه «تم نشر منظومات دفاعية، كما أن القوات ألإسرائيلية في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم».

ويتزامن التصعيد غير المسبوق بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الثامن من مايو الجاري انسحابه من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى عام 2015، وإعادة فرض عقوبات على طهران.

تويتر