18 قتيلاً من قوات النظام خلال معارك ضد «داعش» في جنوب دمشق

الأمم المتحـدة تحــذر من تحــول إدلب إلى كارثة إنسانـية جــديــدة فــي سورية

موغيريني ودي ميستورا طالبا روسيا وإيران وتركيا ببذل مزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية. إي.بي.إيه

حذرت الأمم المتحدة، خلال مؤتمر للجهات المانحة انطلق أمس، في بروكسل، من تحول إدلب إلى كارثة إنسانية جديدة في سورية. في حين قتل 18 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في المعارك الدائرة في جنوب دمشق ضد تنظيم «داعش».

وبدأ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أمس، مؤتمراً يستمر يومين، لقطع وعود جديدة بالتبرع للمساعدات الإنسانية لسورية، وإحياء عملية جنيف للسلام المتعثرة مع دخول النزاع السوري عامه الثامن.

وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية جديدة في سورية في إدلب، خلال مؤتمر للجهات المانحة في بروكسل، لمصلحة خمسة ملايين لاجئ سوري يقيمون في دول مجاورة، و6.1 ملايين نازح داخل البلاد، بينهم 250 ألفاً محاصرون في مناطق نزاع.

وقال مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، «نحن كنا ولانزال قلقين إزاء الجانب الإنساني في إدلب، لأنها التحدي الكبير الجديد مع 2.5 مليون شخص».

وأضاف «بالطبع لن تصدقوا أن جميعهم إرهابيون، ففيهم النساء والأطفال والمدنيون، لذا نأمل أن تكون هذه مناسبة لضمان ألا تتحول إدلب إلى حلب جديدة أو الغوطة الشرقية الجديدة، لان الأبعاد مختلفة هنا تماماً».

وقال إن الخلوة التي دعي إليها مجلس الأمن في مزرعة معزولة على الطرف الجنوبي للسويد، في مسعى لتخطي الانقسامات العميقة بشأن كيفية إنهاء الحرب في سورية، خفضت «درجة الحرارة»، لكنها فشلت في التوصل إلى حل سياسي.

وقال «بعد أسبوعين من اللقاءات المكثفة والمتوترة للغاية، كانت هناك ضرورة مرة أخرى لخفض درجة الحرارة».

وأضاف «لكن هل أثمر ذلك حل الانقسام في مجلس الأمن إزاء سورية أو تجنبه؟ لا، إنها أكبر مشكلة تواجهها الأمم المتحدة».

وأضاف «هل انخفضت درجة الحرارة وساد الفهم بأن هناك قضايا مشتركة نواجهها جميعاً؟ نعم».

وقد تواجه إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، مصير حلب التي سيطر عليها النظام في هجوم بدعم من روسيا أواخر 2016، والغوطة الشرقية التي استعادها مطلع أبريل الجاري.

ودعت موغيريني ودي ميستورا روسيا وإيران وتركيا إلى بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سورية.

وقالت موغيريني «الرسالة الرئيسة هي أن سورية ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية».

وفي وقت سابق قال المفوض الأعلى للاجئين فيليبو غراندي، لدى افتتاح المؤتمر «نشهد أكبر فشل سياسي في القرن الـ21».

من جهته، قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية مارك لوكوك، «بالموارد التي يمكن أن نتوقع الحصول عليها هذا العام، لا يمكننا حتى تلبية كل الاحتياجات الملحة».

ويأمل المنظمون جمع تسعة مليارات دولار. وقال لوكوك إن مبلغ 3.5 مليارات دولار ضروري للمساعدة الإنسانية في سورية، و5.6 مليارات دولار لدعم اللاجئين في دول الجوار.

وقال مسؤولون أوروبيون في بروكسل «إن الوعود بتقديم هبات دليل على الالتزام الدولي».

وأضافوا «لكننا نلاحظ بعض الفتور، وسورية ليست البلد الوحيد الذي من الضروري تقديم مساعدة إنسانية له».

ويقول الاتحاد الأوروبي إن هناك 6.1 ملايين نازح داخل سورية، بينما فر أكثر من خمسة ملايين آخرين من المعارك، ويحتاج نحو 13 مليون شخص إلى مساعدات.

ويشارك نحو 85 وفداً في الاجتماع، لكن الأنظار ستتجه إلى ممثلي روسيا وإيران الداعمتين للنظام السوري الغائب عن المؤتمر على غرار المعارضة.

والأربعاء سيشارك وزراء في الاجتماع وسيمثل الاتحاد الأوروبي بـ12 وزيراً للخارجية وستة وزراء مكلفين التنمية، وخمسة وزراء دولة.

وهو سابع مؤتمر سنوي حول مستقبل سورية تشارك فيه دول مانحة ومنظمات إنسانية غير حكومية ووكالات للأمم المتحدة.

من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 18 عنصراً على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها خلال 24 ساعة في المعارك الدائرة في جنوب دمشق ضد تنظيم «داعش».

وفي المقابل، استهدف عناصر التنظيم المتطرف أحياء دمشقية قريبة بالقذائف، وطالت إحداها سوقاً شعبية في حي نهر عيشة، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح، في حصيلة أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ويستهدف الجيش السوري منذ الخميس الماضي، مواقع التنظيم المتطرف في جنوب دمشق، وبينها مناطق سيطرته في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في إطار عملية عسكرية تهدف لطرد المتطرفين تماماً من العاصمة، وإحكام السيطرة عليها بالكامل.

ويسيطر «داعش» منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين. كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المجاور.

وتواصلت أمس، المعارك العنيفة على محاور عدة في جنوب دمشق، يرافقها قصف جوي ومدفعي، وحقق الجيش السوري تقدماً في حيي القدم والحجر الأسود، وفق المرصد.

وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن «سلاح الجو يوجه ضربات مركزة على غرف عمليات ومراكز تحصينات التنظيمات الإرهابية، ومستودعات ذخيرتها في الحجر الأسود»، مشيراً إلى استمرار الجيش في التقدم على محاور عدة في الحي.

تويتر