روسيا: لا نعرف إن كانت سورية ستبقى دولة واحدة

«داعش» يقبل الانسحاب من جنــوب دمشق مع استمرار النظام بقصف المنطــقة

سحابة دخان ترتفع من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق إثر قصف نفذته قوات النظام. رويترز

وافق تنظيم «داعش» على شروط الاتفاق مع الروس والنظام حول خروجه من جنوب العاصمة دمشق. في وقت شككت روسيا فيه، أمس، بالوضع النهائي، مؤكدة أنها لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سورية في ما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم «داعش» أعلن، عبر وسطاء التفاوض، عن معاودة قبوله لشروط الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بينه وبين ممثلين عن الروس والنظام حول خروجه من جنوب العاصمة دمشق.

وجاء الاتفاق بعد عمليات قصف مدفعي وصاروخي جوي مكثفة، رافقت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، في محيط حي التضامن، ومحيط مخيم اليرموك بالقسم الجنوبي من العاصمة، في محاولة من قوات النظام للضغط على التنظيم للعودة إلى الاتفاق بعد تعرقل تنفيذه.

من جهة أخرى، أعلنت وسائل إعلام روسية عن اتفاق على وقف إطلاق النار بين النظام وفصائل مسلحة معارضة في يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب شرق دمشق.

وقالت وسائل إعلام رسمية، والمرصد السوري، إن مقاتلين في آخر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية قرب دمشق وافقوا على الانسحاب، لكن الجيش واصل قصف المنطقة بانتظار إبرام اتفاق كامل للاستسلام.

ويشير هذا التطور إلى تقدم جديد في حملة نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة ما تبقى من جيوب في يد المعارضة، وتعزيز موقفه حول العاصمة، بعد استعادة الغوطة الشرقية هذا الشهر.

وعرض التلفزيون الرسمي، أمس، لقطات أظهرت سحباً كثيفة من الدخان تتصاعد من صف من المباني، فيما سقطت قذيفة مدفعية، ما أدى إلى انهيار أحد المباني، وسط زخات أسلحة آلية ودوي أصوات انفجارات بعيدة.

وقال التلفزيون إن «سلاح الجو يستهدف أوكار إرهابيي (داعش) و(جبهة النصرة) في الحجر الأسود، ويوقع قتلى ومصابين في صفوفهم».

وقال مراسل الأخبار الحربي في التلفزيون «الجيش العربي السوري يستهدف الإرهاب والإرهابيين في الحجر الأسود».

كما أظهرت لقطات أخرى، بثها التلفزيون على الهواء مباشرة من على مشارف المخيم، سحباً من الدخان الأسود حول إحدى المناطق، بينما سُمع دوي أعيرة نارية.

ورأى شاهد من «رويترز» في وسط دمشق الضربات الجوية وهي تصيب المنطقة.

واستسلام المعارضة في الجيب الواقع جنوب دمشق، الذي يضم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ومنطقة الحجر الأسود، ومناطق مجاورة، سيعيد كامل المنطقة المحيطة بالعاصمة إلى سيطرة الحكومة السورية.

وأفادت وسائل إعلام رسمية بأنه بموجب الاتفاق سيغادر مقاتلو تنظيم «داعش»، الذين يسيطرون على جزء من الجيب، إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم في شرق سورية، بينما سيتوجه مقاتلون من فصائل أخرى إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة في الشمال.

وقال المرصد إن القصف المتقطع استمر. وقال التلفزيون الرسمي إن حملة الجيش مستمرة، لأن مقاتلي المعارضة لم يوافقوا على كل تفاصيل اتفاق الاستسلام. وقال المرصد إن السبب هو أن بعض مقاتلي تنظيم «داعش» لايزالون رافضين للاتفاق.

وكان اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سورية قبل الحرب. وعلى الرغم من فرار معظم سكان المخيم، لايزال هناك 12 ألفاً يعيشون هناك، وفي المناطق المحيطة تحت سيطرة جماعات متشددة أو مسلحة، حسبما تشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة التي تساعد سكان المخيم.

وقال المتحدث باسم الوكالة المسؤولة عن مخيمات الفلسطينيين، كريستوفر جانيس «ترد تقارير عن نزوح أعداد كبيرة من مخيم اليرموك إلى منطقة يلدا المجاورة له، كما ترد تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين».

ونقل التلفزيون السوري عن شرطة دمشق في وقت سابق أمس، قولها إن قصف المتشددين لحي قريب تسبب في إصابة خمسة أشخاص.

وبدأ مقاتلو المعارضة، أول من أمس، الانسحاب من الضمير، وهو جيب شمال شرق دمشق، بموجب اتفاق مع الحكومة. وقال مسلحون في جيب القلمون الشرقي القريب إنهم وافقوا أيضاً على الانسحاب.

ومن المتوقع أن يغادر آلاف المدنيين، بمن في ذلك أسر المقاتلين مع مقاتلي المعارضة إلى شمال سورية، قبل أن تعود المنطقتان إلى سيطرة القوات الحكومية بموجب اتفاقات، على غرار ما حدث في مناطق أخرى بالبلاد مع تقدم قوات الجيش.

وأبدت الأمم المتحدة قلقها من أن «عمليات الإجلاء» هذه تتضمن نزوح مدنيين معرضين لخطر الانتقام أو التجنيد القسري، وتنفي الحكومة ذلك.

وقالت المنظمة «تتوقع الأمم المتحدة مزيداً من النزوح في المستقبل القريب إلى شمال سورية من مناطق أخرى تسيطر عليها جماعات مسلحة لا تتبع الحكومة، حيث ترددت أنباء عن إجراء مفاوضات فيها».

وتعد الظروف المعيشية سيئة في الجيب الخاضع للمعارضة في شمال سورية، الذي سيذهب إليه النازحون.

من ناحية أخرى، شككت روسيا بالوضع النهائي لسورية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، قوله إن موسكو لا تعلم كيف سيتطور الوضع في سورية في ما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.

وأضاف قوله لتلفزيون «دويتشه فيله»، أمس «لا نعرف كيف سيتطور الوضع في ما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سورية دولة واحدة».

تويتر