قصف مكثف لقوات النظام ضد «داعش» في جنوب دمشق

فريـق أمنـي للأمــم المتـحدة يتعرض لإطلاق نار في دوما

500 لاجئ سوري غادروا أمس بلدة شبعا في جنوب لبنان عائدين إلى منازلهم في بيت جن ومزرعة بيت جن بريف دمشق. أ.ف.ب

تعرّض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار خلال مهمة استطلاعية في دوما، قبل انتشار خبراء دوليين يحققون حول هجوم كيماوي في المدينة، فيما أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن نشر المحققين في دوما يتوقف على السماح بـ«وصولهم من دون عقبات». في وقت استهدفت قوات النظام السوري بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في جنوب دمشق، خصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزمجو

أكد أن نشر المحققين الدوليين في مدينة دوما

يتوقف على السماح بـ«وصولهم من دون عقبات».

وأعلن مسؤول أممي لـ«فرانس برس»، تعرّض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار، أول من أمس، خلال قيامه بمهمة استطلاعية في دوما. وأضاف: «لم يصب أحد بجروح وقد عادوا إلى دمشق».

وكان خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ينتظرون الحصول على ضوء أخضر من الفريق الأمني قبل بدء تحقيقهم في دوما حول الهجوم المفترض بغاز الأعصاب الذي أوقع أكثر من 40 قتيلاً بحسب مسعفين وأطباء، وحمّلت الدول الغربية النظام السوري مسؤوليته.

وصرّح السفير البريطاني لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بيتر ويلسون أمام صحافيين في لاهاي بأن الفريق الأمني زار موقعين في دوما أول من أمس، برفقة عناصر من الشرطة العسكرية الروسية.

وأوضح أن أعضاء الفريق استقبلهم «حشد كبير» من المتظاهرين في أحد الموقعين ما أرغمهم على العودة أدراجهم، بينما تعرضوا في الموقع الثاني «لإطلاق نار من أسلحة صغيرة وتفجير».

وأضاف أن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزمجو، قال أمام سفراء دول المنظمة في لاهاي إنه من غير الواضح ما إذا كانت مهمة تقصي الحقائق ستتمكن من الانتشار في دوما.

من جهته، قال أوزمجو، أمس، إن نشر المحققين في دوما يتوقف على السماح بـ«وصولهم من دون عقبات»، مضيفاً انه لا يعلم متى يمكن نشرهم.

وكان خبراء الأمم المتحدة وصلوا الى دمشق السبت الماضي تزامناً مع شن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد ما قالت إنه أهداف مرتبطة بالبرنامج السوري للأسلحة الكيماوية.

وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ابلغ مجلس الامن الدولي، أول من أمس، بأن خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيماوية لم يبدأوا مهمتهم بعد في انتظار الضوء الأخضر من الفريق الامني الأممي.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن قوات النظام السوري استهدفت بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في جنوب دمشق.

وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يتواجد فيها التنظيم المتطرف في جنوب دمشق، تمهيداً لبدء عملية عسكرية تتيح للجيش السوري السيطرة على العاصمة كاملة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»: «تستهدف قوات النظام السوري منذ يومين بشكل مكثف مناطق سيطرة تنظيم داعش في جنوب دمشق، تمهيداً لبدء عملية عسكرية واسعة».

وأسفر القصف على مخيم اليرموك عن مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح، وفق المرصد.

واستهدف تنظيم «داعش» مساء الاثنين أحياء قريبة في دمشق مودياً بحياة طفل، فضلاً عن أربعة عناصر من قوات النظام على الأقل.

وأشار عبدالرحمن إلى «مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء محليين لخروج التنظيم المتطرف من المنطقة، وانتقال مقاتليه إلى البادية السورية»، تفادياً للعملية العسكرية الوشيكة.

ويسيطر تنظيم «داعش» منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك الفلسطيني، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين له، كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المجاور، مستغلاً انشغال قوات النظام بمعارك الغوطة الشرقية التي استعادها كاملة.

ويقدر المرصد أعداد مقاتلي تنظيم «داعش» في جنوب دمشق بالمئات.

ومن شأن طرد التنظيم من تلك الأحياء أن يتيح للجيش السوري بسط سيطرته على العاصمة كاملة للمرة الأولى منذ عام 2012.

وخسر التنظيم المتطرف العام الماضي غالبية مناطق سيطرته في سورية والعراق، ولم يعد يتواجد إلا في جيوب مشتتة في سورية، بينها جيب في محافظة دير الزور (شرق) وفي البادية (وسط).

إلى ذلك، غادر 500 لاجئ سوري، أمس، بلدة شبعا في جنوب لبنان، في طريق عودتهم الى بلدهم، في خطوة تأتي بالتنسيق بين السلطات السورية والأمن العام اللبناني، وفق ما أفاد مصور لـ«فرانس برس».

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان في بيان، أمس، عدم مشاركتها في هذه العودة «نظراً إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سورية»، في وقت كانت منظمات دولية حذرت من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم.

ووصلت صباح الأربعاء 15 حافلة سورية الى بلدة شبعا في جنوب لبنان بمواكبة مشددة من الأمن العام اللبناني، وأقلت 500 لاجئ سوري قصدوا البلدة منذ سنوات هرباً من المعارك في قريتهم بيت جن الواقعة في الغوطة الغربية لدمشق والقريبة من الحدود اللبنانية من جهة شبعا.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أنهم سيعودون إلى «منازلهم في بيت جن ومزرعة بيت جن في ريف دمشق».

تويتر