14 قتيلاً بينهم 4 إيرانيين بغارة على مطار التيفور السوري

ترامب يتوعد بـ «قرارات مهمـة» قريباً رداً على هجوم كيماوي قــرب دمشق

عناصر من قوات النظام يتجمعون حول حافلات تقلّ مقاتلي «جيش الإسلام» وعائلاتهم عند معبر الوافدين عقب إجلائهم من دوما. أ.ف.ب

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أنه سيتم اتخاذ «قرارات مهمة» بشأن سورية خلال 24 إلى 48 ساعة، رداً على تقارير أفادت بحصول هجوم كيماوي في مدينة دوما، وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى دمشق، في وقت تصاعدت الدعوات الغربية إلى «ردّ قوي» على الهجوم. في حين قتل 14 من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم أربعة إيرانيين، بغارة استهدفت مطار التيفور العسكري السوري في محافظة حمص بوسط البلاد، واتهمت دمشق وموسكو إسرائيل بتنفيذها.

وقال الرئيس الأميركي إنه سيتم اتخاذ «قرارات مهمة» خلال يوم أو يومين بشأن الرد على هجوم محتمل بأسلحة كيماوية على الغوطة الشرقية، بعد ازدياد الدعوات إلى رد دولي قوي.

ودان ترامب ما وصفه بـ«الهجوم البشع على الأبرياء»، مضيفاً «هذا الأمر يتعلق بالإنسانية، ولا يمكن السماح بأن يحدث».

وأكد أن «قرارات مهمة» ستتخذ خلال الـ«24 إلى 48 ساعة المقبلة» في هذا الشأن.

بالمقابل، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي «استفزازات وتكنهات» بشأن الهجوم الكيماوي المفترض.

وتصاعدت الدعوات الغربية إلى «رد قوي»، إثر تقارير حول هجوم كيماوي في مدينة دوما، وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق، وحذرت واشنطن قبل ساعات من انعقاد مجلس الأمن للبحث في المسألة، من أنها لن تستبعد أي خيار.

وبالتزامن مع ذلك، اتهمت دمشق وموسكو، أمس، إسرائيل بشن ضربات جوية ضد قاعدة عسكرية سورية في وسط البلاد، موقعة عدداً من القتلى والجرحى.ومنذ مساء السبت، يتوالى التنديد الدولي بالهجوم المفترض بـ«الغازات السامة» على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بعد أن وجه مسعفون ومعارضون أصابع الاتهام إلى دمشق، متحدثين عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، «أولاً يجب أن نعرف لماذا لاتزال هناك أسلحة كيماوية مستخدمة، في حين كانت روسيا الضامنة لإزالة جميع الأسلحة الكيماوية» في سورية، مضيفاً «بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا سنعالج هذه المسألة، ولا أستبعد أي شيء حالياً».وكان الرئيسان الأميركي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق بيان للبيت الأبيض، اتفقا على «تنسيق استجابة قوية ومشتركة»، وأكدا «وجوب محاسبة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان».

وشدّد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، على «الضرورة الملحة للتحقيق في ما حصل في دوما، والتثبت من تأمين رد دولي قوي وشديد»، داعياً إلى وضع «كل الخيارات على الطاولة».

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، «في حال ثبتت مسؤوليتهم، فإن النظام (السوري) وداعميه، وبينهم روسيا، يجب أن يحاسبوا». وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة، بدء تحقيق.وقال المتحدث باسمها أحمد أوزومجو، إن المنظمة «أجرت تحليلات أولية للتقارير عن استخدام أسلحة كيماوية فور ورودها»، والعمل جار لـ«التثبت مما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت فعلاً».

وتكرر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية، خلال هجوم عسكري للجيش السوري. وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، عن «قلقه» لنظيره الروسي، بعدما كانت أنقرة تحدثت عن «شبهات قوية» بأن قوات النظام نفذت الهجوم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «21 حالة وفاة، السبت الماضي، جراء الاختناق، وإصابة 70 آخرين» في مدينة دوما، من دون أن «يؤكد أو ينفي» استخدام الغازات السامة. لكن منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل)، تحدثت عن 48 قتيلاً، متهمة القوات الحكومية باستخدام «غازات سامة». من ناحية أخرى، أعلنت دمشق أن مطار التيفور العسكري في وسط سورية تعرّض لقصف جوي سرت شكوك في البداية بأنه قد يكون أميركياً أو فرنسياً، لكن واشنطن وباريس أكدتا أنهما لم تقوما بأي عمل عسكري في سورية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «في الوقت الحالي، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سورية». كما أعلنت هيئة الأركان الفرنسية أن قواتها أيضاً لم تشن الضربات. وقال متحدث باسم الهيئة الكولونيل باتريك ستيغر لـ«فرانس برس»، أمس، «ليس نحن».

ثم اتهمت دمشق وموسكو إسرائيل باستهداف مطار التيفور العسكري في محافظة حمص.

وأعلن مصدر عسكري سوري، أمس، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور تم بطائرات من طراز إف-15، أطلقت صواريخ عدة من فوق الأراضي اللبنانية».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أيضاً أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين قصفتا المطار بثمانية صواريخ موجهة، مشيرة إلى أن الدفاع الجوي السوري دمّر خمسة صواريخ من أصل الثمانية.

وأكدت موسكو عدم إصابة أي من مستشاريها في الهجوم. وبالإضافة إلى الجيش السوري، يوجد عسكريون روس ومقاتلون إيرانيون ومن ميليشيا «حزب الله» اللبناني، في القاعدة العسكرية في محافظة حمص (وسط)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد عن 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الضربة، «بينهم ثلاثة ضباط سوريين، ومقاتلون إيرانيون».

وأكدت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية مقتل أربعة إيرانيين «من المدافعين عن المراقد».

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. لكنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مطار التيفور، إذ إنها استهدفته قبل شهرين، بعدما اتهمت إيران بإرسال طائرة مسيّرة من تلك القاعدة للتحليق في أجوائها.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الضربات التي استهدفت مطار التيفور تشكل «تطوراً خطراً جداً».

وقال إن ما حصل «تطور خطر جداً في الوضع. آمل أن يكون العسكريون الأميركيون على الأقل، و(عسكريو) دول أخرى مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يدركون» ما حصل.

إلى ذلك، تصاعدت الدعوات الغربية إلى «رد قوي»، إثر تقارير حول هجوم كيماوي في مدينة دوما، وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق، وحذرت واشنطن قبل ساعات من انعقاد مجلس الأمن للبحث في المسألة، من أنها لن تستبعد أي خيار.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر