مصر تدعو إلى استئناف محادثات جنيف حول سورية

معارك عنيفة في حرستا.. وتعزيزات ضخمة لقوات النظام

شبان يتلقون العلاج بمستشفى ميداني بعد إصابتهم في غارة للنظام على مدينة دوما. أ.ف.ب

اندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا شرق العاصمة السورية دمشق، بين مسلحي المعارضة وقوات النظام، التي أرسلت تعزيزات ضخمة، بعد مطالبة روسية للقوات السورية بالتصدي بحزم لهجوم المعارضة في حرستا. في حين أكدت مصر دعمها للحل السياسي في سورية، مشددة على ضرورة استئناف مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات معركة «بأنهم ظلموا»، التي أطلقتها قوات من المعارضة ضد قوات النظام في نوفمبر الماضي، إن الطيران الحربي السوري قصف، أمس، بصواريخ عدة مدينة حرستا وعربين، إضافة إلى قصف عنيف بالمدفعية والهاون وراجمات الصواريخ، بعد فشلهم في تحقيق أي تقدم على جبهات حرستا.

قاعدة «حميميم» الروسية طالبت القوات السورية بالتصدي بحزم لهجوم المعارضة في حرستا.

وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت، أول من أمس، إن القوات الحكومية سحبت مجموعات من قواتها، من جبهات ريف حماة ودفعت بها إلى جبهات حرستا.

وقال قائد عسكري في المعارضة إن «القوات الحكومية كثفت قصفها المدفعي والصاروخي على مدينة حرستا وبعض بلدات الغوطة الشرقية، حيث أطلق الطيران الحربي أكثر من 100 صاروخ وما يزيد على 300 قذيفة هاون ومدفعية، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان وسقوط عشرات الجرحى».

وأكد مقتل أكثر من 30 عنصراً من القوات الحكومية، بينهم قائد «اللواء 138 دبابات» العميد علي ديوب، والملازم أول أحمد منير عليشة، كما قتل القيادي في كتائب «قوات الصاعقة»، التابعة لجيش التحرير الفلسطيني محمد محسن الملقب بـ«أبوالوليد»، في معارك ادارة المركبات.

من جهته، قال مصدر إعلامي مقرب من قوات النظام «إن القوات الحكومية تخوض معارك عنيفة جداً في مدينة حرستا شرق العاصمة دمشق، وتستهدف مواقع وتحركات المسلحين في محيط إدارة المركبات بحرستا، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات الاقتحام في الجيش السوري والمسلحين».

وأرسلت القوات السورية، أمس، تعزيزات إضافية إلى جبهة مدينة حرستا، وسط عودة القصف العنيف على محاور القتال شرق العاصمة دمشق.

وقالت مصادر إعلامية، مقربة من قوات النظام، إن «مجموعات كبيرة من الفرقة الرابعة (قوات الغيث)، وصلت إلى مشارف مدينة حرستا، تتمركز في بساتينها الغربية، مزودة بعربات تحمل صواريخ أرض - أرض، وكاسحات ألغام».

وبحسب المصادر، انتشر الحرس الجمهوري، وقوات «درع القلمون»، في محيط حي القابون من جهة الأوتوستراد الدولي، مع وصول تعزيزات جديدة إلى فرع المخابرات الجوية في حرستا.

وأكدت المصادر أن «سلاح الجو السوري قصف مواقع الفصائل المسلحة، في مدينة حرستا وعربين بريف دمشق».

وكانت قاعدة حميميم العسكرية الروسية، طلبت من قوات النظام «التصدي بحزم» لمسلحي المعارضة، في مدينة حرستا شرق العاصمة دمشق.

وقال المتحدث الرسمي باسم قاعدة حميميم، أليكسندر إيفانوف، عبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقاعدة حميميم الروسية، أول من أمس، إننا «نأمل من قوات الحرس الجمهوري، في القوات الحكومية السورية، إبداء المزيد من الجدية في التصدي للهجمات الإرهابية في منطقة حرستا، التي تشهد نزاعاً دموياً، منذ بداية الصراع في سورية».

سياسياً، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس، على استمرار موقف بلاده الداعم للحل السياسي في سورية، بما يحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ومؤسساتها، ويلبي طموحات الشعب السوري، الذي كان ولايزال يعاني ويلات الاقتتال والدمار.

وشدد، خلال اجتماع مع الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة برئاسة الدكتور نصر الحريري، على ضرورة استئناف المفاوضات الجارية، تحت رعاية الأمم المتحدة بجنيف على أساس مرجعيات الحل السياسي في سورية، وأهمها القرار 2245، مع الترحيب بأي مبادرات أخرى مطروحة، طالما تأتي لتعزيز هذا الإطار.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، إن الاجتماع عقد بحضور أعضاء من مجموعة القاهرة للمعارضة السورية.

وأضاف أن الاجتماع، الذي يعد الأول من نوعه منذ تشكيل الهيئة وتوحيد المعارضة السورية في نوفمبر الماضي، بحث مستجدات الأزمة السورية وتنسيق الجهود المبذولة، من أجل دعم المسار السياسي لتسوية الأزمة. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكنه توحيد سورية، وأن عليه التنحي.

وقال، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، أمس: «بالنسبة لنا، الأسد لا يمكنه أن يوحّد سورية، بالنسبة لنا يتعين ألا يبقى مثل هذا النظام حتى ولو لفترة انتقالية، هذا هو موقفنا، يتعين عليه أن يتنحى».

وأشار إلى أن الجهود، التي بذلتها بلاده مع كل من روسيا وإيران، لإقامة مناطق لخفض التصعيد، نجحت بصورة كبيرة في تحسين الوضع في سورية، وحذر في الوقت نفسه من أن انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار من شأنه أن يضع المزيد من الضغوط على أوروبا.

تويتر