واشنطن وموسكو تؤكدان عدم تخليهما عن مساعي السلام غداة تعليق المحادثات بينهما حول سورية

الإمارات تعرب عن قلقها للتصــعيد في حلب.. وحرب شـوارع بالمــدينة

صورة

أعربت دولة الإمارات، أمس، عن قلقها البالغ نتيجة للتصعيد العسكري في مدينة حلب والقصف الوحشي للمدنيين الأبرياء. في وقت بدأت القوات النظامية السورية، «حرب شوارع» ضد الفصائل المعارضة في المدينة في إطار هجوم للسيطرة على الأحياء الشرقية، بالتزامن مع مواصلة طائرات روسية وسورية قصف المناطق السكنية في الأجزاء المحاصرة من المدينة، وفي حين أكدت الولايات المتحدة وروسيا، عدم تخليهما عن مساعي السلام في سورية على الرغم من تعليق واشنطن تعاونها مع موسكو، طالبت جامعة الدول العربية بوقف عاجل لإطلاق النار في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان.

وأعربت الإمارات في كلمة ألقاها سفير الدولة في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمعة مبارك الجنيبي، خلال اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين، عن قلقها البالغ نتيجة للتصعيد العسكري في مدينة حلب، ونتيجة للقصف الوحشي غير المبرر للمدنيين الأبرياء عبر الاستهداف العشوائي للمدنيين، والذي أدى لسقوط المئات من القتلى والجرحى الذين لا ذنب لهم غير أنهم يريدون الحياة الآمنة الكريمة.

وأكدت الإمارات ضرورة تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، وحث جميع الأطراف السورية للعودة إلى طاولة المفاوضات من خلال إطار «جنيف 1» مع ضرورة متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة.

من جهة أخرى، قال الجنيبي إن دولة الإمارات تستنكر بشدة الهجوم الحوثي الغادر والغاشم على السفينة المدنية التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، والتي كانت تقوم بمهام إغاثية اعتيادية خلال توجهها إلى مدينة عدن لتباشر أعمالها الإنسانية المحضة لنقل المساعدات الطبية والإغاثية للأشقاء في اليمن، ولتقوم بإخلاء الجرحى والمصابين وأصحاب الحالات الحرجة من المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.

وشدد على أن هذا العمل الإرهابي الذي استهدف الإنسانية بكل معانيها يبرز النوايا الخبيثة لدى جماعة الحوثي ومواليهم تجاه أبناء الشعب اليمني الشقيق.

في السياق، طالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، أمس، بوقف إطلاق نار عاجل في حلب لإيصال المساعدات الإنسانية للسكان. وقال في كلمة افتتح بها الاجتماع المخصص لمناقشة الوضع في حلب، إن «ما يجري في هذه المدينة العريقة منذ انهيار ترتيبات الهدنة في 19 سبتمبر الماضي هو مذبحة بالمعنى الحرفي». على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام السوري تخوض «حرب شوارع» ضد الفصائل المعارضة في مدينة حلب.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أن قوات النظام تتقدم حالياً بشكل تدريجي في وسط المدينة على حساب الفصائل المقاتلة وتحاول التوسع شمالاً نحو حي بستان الباشا، مشيراً إلى أنها «تخوض حرب شوارع وأبنية في وسط المدينة»، حيث خطوط التماس مع الأحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وتدور معركة حلب حالياً وفق عبدالرحمن على «ثلاثة محاور، إذ تخوض قوات النظام اشتباكات ضد الفصائل عند مستديرة الجندول في شمال المدينة وعلى أطراف حي بستان الباشا في وسطها وفي حي الشيخ سعيد جنوب المدينة، حيث تمكنت من السيطرة على أبنية عدة».

وفي شرق حلب تحدث مراسل لـ«فرانس برس» عن غارات تركزت على حي الشيخ سعيد والمنطقة المجاورة، وكذلك عن غارات كثيفة استهدفت أحياء بستان القصر والفردوس وطريق الباب والسكري.

وقال مقاتلو المعارضة، إنهم صدوا هجوماً لقوات النظام في جنوب حلب.

وأضافوا أنهم ألحقوا خسائر بمقاتلين موالين للحكومة بعد ساعات من الاشتباكات على حدود منطقة الشيخ سعيد جنوب شرق حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة.

ودفع التصعيد في حلب واشنطن الى تعليق محادثاتها مع موسكو بشأن إعادة إحياء وقف إطلاق النار الذي انهار في 19 سبتمبر بعدما استمر أسبوعاً.

وغداة تعليق المحادثات، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن بلاده «لم تتخل» عن سورية ولم تعدل عن السعي إلى خطة لإحلال السلام فيها.

وقال «لن نتخلى عن الشعب السوري، ولن نتخلى عن مساعي السلام، كما لا ننسحب من ميدان العمل المتعدد الأطراف، سنواصل السعي لإحراز تقدم من أجل إنهاء هذه الحرب».

وشن كيري هجوماً عنيفاً على النظام السوري وروسيا «اللذين رفضا الدبلوماسية من أجل مواصلة انتصار عسكري يمر بجثث مقطعة ومستشفيات تتعرض للقصف وأطفال مروعين في أرض معاناة».

وأضاف كيري: «لم نعلق جهود تنسيق التحركات لتجنب التصادم بين جيوشنا والجيش الروسي بشكل يقوي معركتنا ضد داعش».

وفي موسكو، نقلت وكالات أنباء روسية، أمس، عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله، إن روسيا ستواصل جهودها لحل الصراع السوري على الرغم من أن الولايات المتحدة علقت التعاون معها في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في سورية.

كما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن روسيا تأمل أن تتحلى واشنطن بـ«الحكمة السياسية»، بعد قرارها الأخير تعليق محادثاتها مع موسكو. وقال «نريد الاعتقاد بأن واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها في المجالات الحساسة جداً والضرورية لصيانة السلام والأمن ستتواصل».

من جهته، حث أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الولايات المتحدة وروسيا على استئناف المفاوضات حول سورية. وقال إن «الوضع في حلب وسورية ككل مفجع حقاً ومثير للقلق».

تويتر