المعارضة السورية تشنّ هجوماً جديداً في «معركة كسر الحصار» وتدخل الكلية المدفعية بالراموسة

قتلى بينهم 7 أطفال بـغارات للنظام على حي المرجـة في حلب

سوري يحمل صبياً أصيب في غارات النظام على حلب. أرشيفية ــ أ.ب

قتل 10 مدنيين على الأقل بينهم سبعة أطفال، أمس، جراء غارات نفذتها طائرات حربية على حي المرجة، الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في حلب، وتزامن ذلك مع دخول مقاتلي المعارضة إلى كلية المدفعية بالراموسة، حيث دخلت معركة كسر حصار حلب مرحلتها الرابعة.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، «قتل 10 مدنيين بينهم سبعة أطفال، جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية لم يعرف إذا كانت سورية أو روسية، بقصفها مناطق في حي المرجة، الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في مدينة حلب». وأفاد بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى في حالة خطرة.

ومع استمرار المعارك بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام وحلفائها جنوب غرب المدينة، اعتبر زعيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة)، أبومحمد الجولاني، في تسجيل صوتي، أمس، أن نتائج معركة حلب «ستقلب موازين الصراع» في سورية.

وتدور منذ الأحد الماضي معارك عنيفة جنوب غرب حلب، بين قوات النظام وحلفائها من جهة، والفصائل المعارضة والمقاتلة وبينها تنظيم «فتح الشام» من جهة أخرى، إذ أطلقت الأخيرة منذ الأحد الماضي، هجمات عدة، بهدف فك الحصار على الأحياء الشرقية، الواقعة تحت سيطرتها في المدينة.

وشنّت الفصائل هجوماً جديداً الخميس الماضي، عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب، إلا أنها لم تحقق «تقدماً يذكر»، وفق عبدالرحمن.

وقال الجولاني في تسجيل صوتي وجهه إلى أهالي حلب «نصر مؤزر في معركة كسر الحصار على حلب». وأضاف أن نتائج هذه المعركة «تتعدى.. فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل إنها ستقلب موازين الصراع في الساحة».

في الأثناء أفادت الأنباء بأن مقاتلي المعارضة قد دخلوا إلى كلية المدفعية بالراموسة في حلب.

وكانت معركة كسر حصار حلب قد دخلت مرحلتها الرابعة، حسب ما أعلنت فصائل المعارضة، التي أشارت إلى سيطرتها على منطقة الجمعيات، الواقعة في أطراف مدينة حلب الجنوبية وقرية العامرية.

وتهدف المرحلة الجديدة إلى السيطرة على تلتي المحروقات والجمعيات، في إطار السعي إلى فك الحصار عن الأحياء الشرقية.

وتحدثت كتائب المعارضة عن نجاحها في كسر خطوط الدفاع الأولى عن قرية العامرية، والسيطرة على منطقة الجمعيات، على المحور الجنوبي من مدينة حلب، مؤكدة مقتل عدد من قوات النظام.

ويسعى مقاتلو الفصائل إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة، الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيس لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب.

وأحصى المرصد مقتل 112 مدنياً على الأقل، بينهم 33 طفلاً، من ضمنهم قتلى حي المرجة، أمس، منذ بدء هجوم الفصائل.

ويتوزع القتلى بين 42 مدنياً، ضمنهم 11 طفلاً، جراء الضربات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة على الأحياء الشرقية، تحت سيطرة الفصائل المقاتلة والمعارضة، في مقابل 65 مدنياً، ضمنهم 22 طفلاً في الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، جراء قذائف أطلقتها الفصائل.

كما قتل خمسة مدنيين في قصف للفصائل على حي الشيخ مقصود، حيث غالبية كردية في مدينة حلب.

في ريف حلب الشمالي الشرقي، حقّقت «قوات سورية الديمقراطية» تقدماً إضافياً في مدينة منبج، بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش»، وباتت تسيطر على 70% من مساحة المدينة»، وفق المرصد.

وقال عبدالرحمن إن «التنظيم دخل مرحلة النهاية في منبج، لكن ذلك لا يعني أن المعركة ستنتهي خلال أيام، بسبب وجود كثافة سكان في المناطق تحت سيطرة التنظيم»، موضحاً أن الأخير يتخذ المدنيين «دروعاً بشرية» خلال المعارك.

وأضاف «ما حققته قوات سورية الديمقراطية خلال أسبوع عجزت عن تحقيقه منذ بدء هجومها».

وبدأت هذه القوات هجومها في 31 مايو الماضي، بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركية، بهدف السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط إمداد رئيس للتنظيم بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية.

وتمكنت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد أسابيع، لكنها لاتزال تواجه مقاومة تحول دون طرد الذين يستخدمون في مقاومتهم التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخّخة والقناصة، وفق عبدالرحمن.

تويتر