غارات للتحالف ضد مواقع لـ «التنظيم» للمرة الأولى في تل تمر

واشنطن لا تريد انهيار النظــام السوري أمام «داعش»

صورة

أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، جون برينان، أن الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات المتطرفة، لاسيما تنظيم «داعش»، في حين شنت طائرات التحالف الدولي، للمرة الأولى، غارات على مواقع للمتطرفين بالقرب من تل تمر شمال شرق سورية.

وقال برينان أمام مركز أبحاث «مجلس العلاقات الخارجية» في نيويورك، أول من أمس، إن «لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف (ضد داعش) ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق».

وأضاف أن «عناصر متطرفة»، بينها تنظيم «داعش» وناشطون سابقون في تنظيم القاعدة، هم «في مرحلة صعود» في بعض مناطق سورية حالياً.

وأكد أن «آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير إلى دمشق»، مضيفاً «لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة».

وأوضح برينان أن المجتمع الدولي يؤيد حلاً أساسه «حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء البلاد».

ومن المقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر ما مجموعه 1000 جندي أميركي، للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة لإرسالهم لاحقاً إلى سورية لقتال تنظيم «داعش».

وتقوم الاستراتيجية الأميركية ضد التنظيم على هزيمته في العراق أولاً. أما في سورية فتقول واشنطن إن الأمر يتطلب على الأرجح سنوات عدة قبل أن يتمكن مقاتلو المعارضة المعتدلة من احراز تقدم ضد المتطرفين.

وكان برينان قال في مقابلة مباشرة مع شبكة «بي بي اس» التلفزيونية العامة في وقت سابق، أول من أمس، إن استخدام التنظيم وسائل التواصل الاجتماعي للدعاية والتجنيد يجعله مختلفاً عن بقية التنظيمات المتطرفية.

وأوضح أن تنظيم القاعدة وبقية الجماعات المتطرفة كانت تعتمد في تركيبتها بنية «سرية» يمكن «احتواؤها»، خلافاً لما هي عليه اليوم حال تنظيم «داعش»، الذي يستغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايته وتجنيد متطوعين جدد، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان تقفي أثر هؤلاء واحتواء خطرهم.

وقال برينان إن «تنظيم داعش يمثل تطوراً مقلقاً للغاية، إنه ظاهرة مفعولها ككرة ثلج، لجهة القدرة على اسماع الصوت والجذب».

ورداً على سؤال عن تعاون محتمل بين واشنطن وطهران في العراق، أكد برينان أن الولايات المتحدة وإيران تتعاونان بشكل غير مباشر ضد عدو مشترك هو التنظيم المتطرف.

وقال «هناك اصطفاف لبعض المصالح بيننا وبين إيران في ما يتعلق بقتال (داعش)»، مضيفاً «نحن نعمل بشكل وثيق الصلة مع الحكومة العراقية، والإيرانيون يعملون أيضاً بشكل وثيق الصلة مع الحكومة العراقية».

لكنه لفت إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تحرص على ألا تقدم «إيران- الشيعية» ــ كمعظم الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين ــ على عملية «تلاعب سياسي» في العراق، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الشرخ الطائفي في هذا البلد.

وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أعرب الإثنين الماضي عن القلق نفسه بقوله إن «الدول السنية المنضوية في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم المتطرف تنظر بعين الريبة إلى الدعم الذي تقدمه إيران الشيعية للحكومة العراقية التي يقودها الشيعة».

من ناحية أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن طائرات للتحالف الدولي شنت غارات جوية على مواقع للمطرفين بالقرب من تل تمر شمال شرق سورية.

وقال إن «طائرات التحالف العربي الدولي نفذت ضربات عدة، استهدفت تمركزات ومواقع لتنظيم داعش في قرية غيبش قرب بلدة تل تمر على طريق حلب».

وتأتي هذه الضربات بعد طلب مساعدة أطلقته القوات الكردية، بينما بدأ التنظيم في نهاية فبراير هجوماً لمحاولة استعادة تل تمر ومدينة رأس العين شمالاً على الحدود التركية.

وأوضح المرصد أن هذه الغارات هي الأولى لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في هذا القطاع الواقع شمال شرق محافظة الحسكة منذ إطلاق المطرفين هجومهم.

تويتر