دبي.. المدينة التي تعيش فينا

إسماعيل الحمادي

عندما تنظر إلى أفق دبي وأبراجها نهاراً، وعندما تنظر إلى دبي ليلاً وأنت على متن طائرة، أو عندما ترى ازدحامها في أوقات الذروة صباحاً ومساء، عندما ترى جزرها، وشواطئها وبرّها وقنواتها المائية التي تشق عمرانها، عندما ترى حركة مطاراتها، عندما ترى مجمعاتها السكنية ومناطقها الترفيهية، وحدائقها ومولاتها، وشوارعها وأزقتها وأحياءها ومبانيها التراثية، عندما ترى «براجيل» مبانيها القديمة تمتزج في مشهد متناغم مع منظر أبراجها الشاهقة، تُدرك فعلاً أنك لست في مجرد مدينة وحسب، بل أنت في موقع اختصر الماضي والحاضر والمستقبل. أنت في مدينة لا تشبه أي مدينة في العالم، أنت في مدينة تشبه نفسها فقط.

من الماضي تقفز بك إلى المستقبل مباشرة، تلك هي دبي التي تعيش فينا ونعيش فيها بكل أحوالها. هي مدينة سابقت الزمن والأمم لتتربع على عرش القمة في ظرف زمني قليل. لقد تربعت على عرش السياحة لتكون أفضل وجهة للسياحة في الشرق الأوسط، تربعت على عرش التجارة العالمية، لتكون بوابة الربط بين تجارات الغرب والشرق. تربعت على عرش العقار لتكون أكثر مدينة تطرح فيها مشروعات عقارية، وتُنجز بها أضخمها وأفخمها وأطولها في العالم، ويُقبل عليها المستثمرون والمشترون من كل صوب.

دبي تربعت على عرش التكنولوجيا والخدمات الرقمية لتكون أذكى مدينة في العالم، كل معاملاتها الحكومية تتم رقمياً في نموذج يُعدّ الأول من نوعه في المنطقة. لم نعد بحاجة إلى أوراق أو طوابير أو وقت إضافي لإنجاز معاملاتنا وخدماتنا اليومية، فكل شيء متاح بكبسة زر، من تسجيل إلى تجديد الرخص والوثائق، من التعاملات المالية إلى الخدمات الصحية والتعليمية والعقارية وغيرها. هي تلك المدينة التي لا تشبه أي مدينة، هي المدينة التي تُجدّد ثوبها بنفسها بشكل دوري وفق خطط واستراتيجيات مدروسة، تجعلها محط أنظار العالم وحديثه في كل ثوب جديد تلبسه. هي دبي التي تظل ذكرى راسخة في أذهان كل من يعيش فيها وكل من يزورها وكل من يستثمر أو يعمل فيها، وكل من يدرس فيها أو يتعالج في مرافقها الصحية، هي المدينة التي كلما سافرنا إلى مدن أخرى، فإننا تلقائياً نقوم بمقارنتها بها. فمثلاً نقول: ليس بها أبراج كدبي، ليست آمنة مثل دبي، خدماتها محدودة مقارنة بما يتوافر في دبي، شوارعها مهترئة مقارنة بشوارع دبي، وسائل النقل فيها ليست متطورة مثل دبي، ليست نظيفة كدبي وهكذا، مثل هذه المقارنات التي تحدث رغماً عنّا ونُحدّث بها أنفسنا في كل رحلة سفر، كل ذلك يجعل دبي تستحق لقب «المدينة التي تعيش فينا».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر