التحلي بالاحترافية
ربما توقع الكثيرون أنه بعد التحولات الأخيرة على مستوى كرة القدم الإماراتية سيصبح الوضع سهلاً على منتخبنا الوطني، لكن سرعان ما عادت الشكوك حول ماهية مستقبل الأبيض في ظل التخبطات الأخيرة، وهو ما جدد حالة عدم الثقة بشأن الفريق الذي كان دائماً ما يلامس الإنجازات قبل أن ينهار لاحقاً.
أولاً، علينا أن نعلم تماماً أن النجاحات لن تأتي في رمشة عين وبلاشك تحتاج إلى المزيد من العمل والصبر والتخطيط السليم، وعدم النجاح في الفترة الحالية يعود إلى أسباب كانت واضحة منذ التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وهي ضعف خبرة اللاعبين بسبب عدم خوضهم للعديد من المباريات الدولية، إضافة إلى قلة الانسجام، نسبة إلى دخول العديد من العناصر في القوائم الأخيرة للأبيض، قبل أن يزيد ضعف الجهاز الفني الطين بلة.
ما هو مطلوب الآن هو أن يكون هناك فريق عمل محترف حول منتخباتنا الوطنية يضم العديد من الخبراء الفنيين، وذلك لرسم خارطة المنتخبات في المستقبل، إضافة إلى متابعة عمل الأجهزة الفنية ومناقشتهم بشكل دقيق، كما يحدث في معظم الاتحادات الوطنية الأخرى، لأن ما فعله كوزمين في تجربته الماضية يؤكد لنا أنه كان بعيداً تماماً عن الواقع، ولم يجد أحداً يناقشه حتى يتمكن من إقناعه.
في السابق كنا محبطين لأنه بعد جيل أولمبياد لندن دخلنا في فترة اهتز فيها مستوى الأبيض بسبب ضعف جودة اللاعبين قياساً بالجيل السابق، ورغم محاولات إصلاح الأمور بالتعاقد مع عدة مدربين إلا أن الوضع كان كما هو، لكن الأمور اختلفت تماماً مع الأسماء التي انضمت أخيراً، ومع الإضافات المنتظرة التي من المتوقع أن تعزز صفوف الأبيض في العام المقبل فسيكون لدينا منتخب جيد، ولكن للأسف فهو حتى الآن بلا جهاز فني على قدر التحدي والتطلعات.
الأمر الآخر الذي نعلم أنه من الصعب أن يطبق نظراً لقوة الأندية، هو أن يتم فتح باب الاحتراف الخارجي للاعبين المميزين في دورينا حتى ينعكس ذلك على منتخبنا، لأن الوضع محلياً مازال غير احترافي إطلاقاً، ومازلنا نتعامل مع اللعبة بنظام «تدريب ساعتين» والسلام.
وربما يجب على اتحاد الكرة النظر أيضاً إلى المستقبل عبر ابتعاث اللاعبين الموهوبين أو إنشاء أكاديمية عالية المستوى، وشاهدنا النجاحات التي حققتها أكاديمية محمد السادس على مستوى منتخبات المغرب في المراحل السنية، وهي بالفعل تجربة تستحق الدراسة والاستفادة منها، لأن خيارات المواهب لدينا ارتفعت، فقط ينقصنا التخطيط السليم والعمل الاحترافي.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.