شمس الاتحاد

ناصر سالم سيف الدرعي

أشرقت هذه الأيام على دولة الإمارات العربية المتحدة شمس لا تأفل، شمس الاتحاد وذكراه التي أضاءت سماء الوطن منذ عام 1971، فبدّدت ظلمات التفرّق، وبشّرت بميلاد دولة قام بنيانها على العزم الصادق، والإرادة الراسخة، ووحدة الصف والكلمة.

لقد حمل يوم الاتحاد بين طياته دلالات العزم والسبق والريادة، فغدا رمزاً للتلاحم الصادق بين القيادة الرشيدة وشعب الاتحاد، وتجسيداً لقوله تعالى: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا﴾. فمن أرض كانت تعيش قبل الاتحاد ظروفاً قاسية في شُح الموارد وتفرّق الجهود، شاء الله أن يُبدّل الحال بنعمة عظيمة، حين بزغت شمس الحكمة على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين حكّام الإمارات، فتوحدت القلوب، وتآلفت الصفوف، وتآزرت السواعد لتشييد صرح وطني راسخ قائم على العدل والمساواة والتسامح والسلم.

ومنذ بزوغ فجر الاتحاد ودولة الإمارات تمضي بخُطى واثقة نحو آفاق التقدّم والازدهار، مستنيرة برؤية قيادتها الحكيمة، ومتمسكة بقيمها الأصيلة وهويتها الوطنية الراسخة. وقد برزت هذه المسيرة المباركة في ميادين شتى في المجالات كافة، واستشراف المستقبل الواعد، حتى غدت الإمارات نموذجاً عالمياً يُحتذى في مجالات التسامح والتعايش والعمل الإنساني، وصوتاً للحكمة والسلام، وسنداً لكل محتاج في بقاع المعمورة، بفضل النظرة الثاقبة لقيادتنا الرشيدة.

ومن فضل الله عز وجل أن أنعم علينا بزايد بعد زايد بنعمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصدق الشاعر حينما قال:

وتلك نعمتنا يا ناس قد عظمت

‏في قائد ملهم الأجيال والأمم

‏قد نوّع الله بين الكون أنعمه

‏وأنت يا سيدي من أعظم النعم

إن يوم الاتحاد لدولتنا الغالية ليس مجرد ذكرى تاريخية تُستعاد، بل هو محطة تأمل ووفاء تُجدّد فيها العهود، وتُستحضر فيها قيم التضحية والبناء، وهو مناسبة لنحمد الله على نعمه، ونستشعر عظيم فضله، ونستحضر قوله تعالى: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾، كما أنه نداء متجدّد لكل فرد في هذا الوطن، ليؤدي رسالته في صون المكتسبات، وتعزيز التنمية، وترسيخ روح الولاء والانتماء.

باحث في العلوم الإنسانية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر