مهارات اللاعبين وفكر المدربين

يوسف الأحمد

حملت بطولة كأس العرب 2026 مزيجاً من الإثارة والتنافس، بعدما خرج معظم المواجهات بتنافس وسجال كبير، أظهر مهارات اللاعبين وفكر المدربين، ومدى تفاعلهم مع المجريات بمستوى عكس حضوراً لافتاً لهم. ومع نهاية الدور الأول من البطولة، بدا المشهد أكثر وضوحاً، حيث تباينت مستويات المنتخبات بشكل طبيعي، لكن هذا التفاوت أضاف بعداً مثيراً وتفاعلاً جماهيرياً وإعلامياً رفع من سقف إثارتها، بما جعل كل مواجهة تحمل عنصر المفاجأة والتشويق معاً، الأمر الذي أظهر تحسناً ملحوظاً في أداء وعطاء الفرق، لاسيما في استماتتها لتحقيق الفوز، والخروج بنتائج إيجابية من أجل الوصول إلى ما بعد المرحلة الماضية.

في المقابل، وبسبب التزاماتها، فقد لعبت مشاركة بعض المنتخبات بالصف الثاني دوراً ملحوظاً في تلك اللقاءات، إذ سنح للبعض منها تجربة لاعبين جدد، والتنوع بالأسلوب والتكتيك لغايات محددة لها، رغم الأثر السلبي الذي كان على زخم المنافسة وصراع المستطيل، بسبب افتقاده أسماء كبيرة كان من المفترض وجودها وحضورها لإثراء البطولة، لكن ذلك جاء أيضاً فرصة سانحة لتلك المنتخبات من أجل متابعة تطور لاعبيها، وقياس مدى قدرتها على التعامل مع مختلف السيناريوهات والظروف التي قد تواجهها وفقاً لأولوياتها من البطولات. كما أن جاذبية البطولة لم تقتصر على الأداء داخل المستطيل فقط، بل امتدت إلى المدرجات التي شهدت تفاعلاً جماهيرياً استثنائياً، أضفى روحاً خاصة على كل مباراة، وجعل المتابعين يعيشون أجواء الإثارة مع كل هدف وكل فرصة، بما عكس حجم الشغف الكبير لهذه الجماهير، التي حوّلت كل مواجهة إلى حدث وكرنفال احتفالي يجمع بين المنافسة الكروية والبهجة التي تشهدها شوارع ومرافق البطولة كل يوم.

ومع دخولنا الأدوار الحاسمة، أصبحت الإثارة أكثر حدة، فالمنافسة انتقلت إلى مرحلة الخطر، فكل خطأ سيكون مصيره الخروج من صراع اللقب، وكل لحظة قد تصنع الفارق بين الفوز والخسارة، فهي مرحلة تحدٍّ قد تتخللها مفاجآت، إذ يمكن للفرق الأقل حظاً أو الأقل تصنيفاً أن تخطف الأضواء وتفرض نفسها، مثلما قد تلعب وتلمع أسماء جديدة، لربما يكون لها دور في تغيير دفة مسار هذه المواجهات، وهو ما يفرض تساؤلاً عمن سيواصل مسيرته الناجحة أو من سيكون مصدر المفاجأة في المسافات الأخيرة من هذه النسخة.

لذا، مع دخول المنافسة مراحلها الأخيرة، ستتحول كل مباراة إلى مغامرة جديدة، وكل هدف سيكون لحظة حاسمة، ستبقى محفورة في ذاكرة الجماهير طويلاً!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر