من «الميتافيرس» إلى التاكسي الطائر

جابر محمد الشعيبي

تواصل دبي إعادة تعريف مفهوم التنقل الحضري في مرحلة تتسارع فيها التحولات التكنولوجية عالمياً، لتصبح المدينة واحدة من أبرز النماذج التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والتقنيات المتقدمة في صناعة أنظمة نقل مرنة وفعالة. وبحسب «IMD Smart City Index 2024»، جاءت دبي في صدارة المدن العالمية من حيث جودة البنية التحتية للنقل، في دلالة واضحة على جاهزيتها للتحوّل نحو منظومة مستقبلية متكاملة تدعم اقتصاداً سريع النمو وتستقطب المزيد من الاستثمارات الدولية.

يُشكل «الميتافيرس» اليوم أداة رئيسة لدبي في تخطيط البنية التحتية، حيث تعتمد عليه في محاكاة حركة المرور، وتصميم الطرق، وتحليل الاختناقات قبل تنفيذ أي مشروع فعلي. هذه القدرة على «اختبار المدينة» افتراضياً قبل تطويرها تحقق وفورات اقتصادية مهمة عبر تقليل الهدر في الإنشاءات، وتعزيز الدقة في التخطيط، وتسريع اتخاذ القرار. كما تساعد هذه التكنولوجيا على تحديد أولويات الاستثمار في المناطق ذات النمو المتسارع، وضمان جاهزية الشبكة المرورية لاستيعاب التوسّع في الأنشطة الاقتصادية والسياحية. وإضافة إلى ذلك، يمكّن «الميتافيرس» الجهات الحكومية من تقييم تأثير المشروعات على سلوك السكان، ما يعزز التخطيط القائم على البيانات، ويخلق نموذجاً أكثر استدامة لإدارة المدن.

أمّا مشروع التاكسي الطائر المتوقع تشغيله في عام 2026، فيمثل نقلة نوعية في مستقبل النقل الحضري. فالدراسات الدولية تشير إلى أن الطائرات الكهربائية العمودية «eVTOL» قادرة على تقليص زمن الرحلات داخل المدن بنسبة تتجاوز 70% مع انبعاثات منخفضة للغاية. ويعني ذلك خلق قيمة اقتصادية فورية من خلال رفع الإنتاجية، وتسهيل الربط بين المناطق الاقتصادية، وزيادة جاذبية دبي كمركز عالمي للأعمال. كما أن تطوير محطات الإقلاع والهبوط «الفرتيبورت» سيخلق شبكة جديدة من الخدمات اللوجستية السريعة، ويفتح المجال أمام شركات ناشئة في التكنولوجيا الجوية، وبطاريات الطيران، وأنظمة الملاحة الذكية.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

 

تويتر