ومازال كوزمين يتعلم!

فرح سالم

جدّد منتخبنا الوطني حالة الإحباط لدى جماهيره بعدما تعرض لهزيمة جديدة أمام الأردن في مستهل مشاركته في بطولة كأس العرب 2025، تحت قيادة المدرب الروماني أولاريو كوزمين، الذي يبدو أنه فقد خبرته الماضية وكأنه في طور التعليم بعد الفترة الطويلة التي قضاها على مستوى الأندية.

صحيح أن «الأبيض» لعب ناقصاً أمام الأردن منذ الشوط الأول بعد طرد خالد الظنحاني، لكن في الوقت ذاته، لم يعرف كوزمين كيفية التعامل مع اللقاء، بداية من الخطة التي دخل بها المواجهة، إلى جانب تبديلاته وقراراته بعد الطرد أيضاً، وبدا لي أنه لا يعلم أننا في مرحلة المجموعات، وأن الخروج بنقطة أفضل كثيراً من الخسارة.

لا أعلم لماذا أصر كوزمين على فتح اللعب بعد التعادل، على الرغم من النقص العددي لمنتخبنا، إضافة إلى أن هذه الخسارة في بداية المشوار تضع «الأبيض» أمام ضغط عالٍ في مباراته الثانية ضد مصر، لأنك مطالب بالفوز لتعزيز حظوظ التأهل. وفي حال الخسارة يعني أنك خارج البطولة، لذلك كان من البديهي أن تلعب من أجل الحصول على نقطة، وإذا تابع كوزمين مباريات البطولة، سيتعرّف إلى العديد من المنتخبات التي لعبت على التعادل بعد الطرد.

كما أن الخسارة أمام منتخب النشامى المتطور والذي لا يلعب بقائمته الأساسية، تطرح العديد من الأسئلة حول أسباب تدهور مستوى «الأبيض» وتراجعه المقلق، كونه بات حالياً خارج أفضل تسعة منتخبات في آسيا، وإذا نظرنا إلى آراء النقاد والمحللين فجميعهم اتفقوا على أن مرحلة الروماني انتهت، كونه لا يمتلك أي فكرة عن تدريب المنتخبات.

مع العلم أننا نشارك بقائمتنا الأساسية في البطولة التي من المفترض أن يصل فيها «الأبيض» - على أقل تقدير - إلى نصف النهائي إذا أراد كوزمين إرضاء الشارع الرياضي، بعدما تسبب - بنسبة كبيرة جداً - في فقدان فرصة التأهل إلى كأس العالم 2026، لاسيما أن أغلبية المشاركين في كأس العرب يلعبون بمنتخبات الرديف.

لذا على المنتخب مسؤولية كبيرة في المباراتين المقبلتين، من أجل التأهل إلى ربع النهائي وإرضاء الجماهير التي مازالت توجد خلف اللاعبين في كل مباراة، متمسكة بالأمل لعل وعسى أن يُلبّي «الأبيض» طموحاتهم، لكن يبدو أن كوزمين مازال يتعلم تدريب المنتخبات.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر