«الأبيض» لم يُوفق في التعاقد مع كوزمين

فرح سالم

أضاع المنتخب الوطني فرصة سانحة لبلوغ كأس العالم 2026، بسبب ضعف الخبرة الدولية للمدرب الروماني كوزمين، الذي أدت تخبطاته وتغييراته إلى فقدان أسهل فرصة للتأهل، بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من الوجود في المونديال.

أعتقد أن الجميع يتفق هذه المرة في أن «الأبيض» لم يُوفق في تعاقده مع كوزمين، الذي بلا شك كان مدرباً مميزاً في مسابقاتنا المحلية، لكنه للأسف بلا خبرة دولية ولا تجارب على مستوى المنتخبات، ما عدا فترة بسيطة كانت مع السعودية، ولم ينجح فيها أيضاً في كأس آسيا 2015.

المحزن هذه المرة أننا لامسنا بالفعل الحلم الذي انتظره الشارع الرياضي بعد عام 1990، لكن المدرب الروماني لم يكن يملك الإمكانات التي تمكّنه من قيادة «الأبيض» إلى المونديال، إذ كانت تخبطاته واضحة في جميع المباريات، من تغييراته العديدة على مستوى التشكيل الأساسي، وصولاً إلى قراءاته الضعيفة للمباريات، وفي المرة الوحيدة التي بدأ فيها بطريقة صحيحة، وكانت أمام العراق في الإياب، لم يتمكن لاحقاً من إدارة اللقاء، والتغييرات التي أجراها أضعفت «الأبيض»، وجعلت أرنولد، مدرب العراق، يتحكم في اللقاء.

بلا شك، جاء كوزمين كمدرب مؤقت من أجل معالجة الأمور بعد البرتغالي بينتو، وأعتقد أن فترة الروماني انتهت، لأنه لا توجد أي مساحة حتى يتعلم تدريب المنتخبات على حساب «الأبيض»، لأن المنتخب بحاجة إلى مدرب مشروع الآن بعدما انتهى دور كوزمين كمدرب مرحلة لم ينجح فيها في تحقيق الأهداف المرجوة.

وحتى لا نلقي بكامل اللوم على كوزمين الذي بلا شك يتحمل الجزء الأكبر، فإن المنتخب أيضاً افتقد الخبرة، كون معظم اللاعبين خبرتهم الدولية تراوح بين 10 و20 مباراة، إضافة إلى أن الفريق كان ينقصه التناغم، بسبب دخول العديد من الأسماء إلى القائمة في فترات مختلفة، وهو ما أدى لاحقاً إلى خوض كل لقاء بتشكيلة مختلفة، حتى إنه بات من الصعب معرفة من سيبدأ في أي مواجهة.

مجدداً، نعود إلى نقطة البداية، وننتظر من اتحاد الكرة أن يوضح لنا ماهية المرحلة المقبلة، لأن الشارع الرياضي لن يرضى إطلاقاً بمشاهدة مونديال 2030 خلف الشاشات، خصوصاً بعدما زادت مقاعد آسيا إلى ثمانية مقاعد ونصف المقعد.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر