الإمارات تبرمج.. مسيرة ربع قرن نحو المستقبل الرقمي

محمد سالم آل علي

في الـ29 من أكتوبر، تحتفي دولة الإمارات بـ«يوم الإمارات للبرمجة»، تحت شعار «الإمارات تبرمج»، في مناسبة وطنية تحمل دلالات عميقة على ريادة الدولة في مجال الابتكار والتحول الرقمي، هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو محطة للتأمل في مسيرة بدأت منذ عام 2001، حين أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أول حكومة إلكترونية في المنطقة، فاتحاً الباب أمام مرحلة جديدة من العمل الحكومي الذكي والمجتمع الرقمي المتكامل.

على مدى 24 عاماً، لم تتوقف الإمارات عن الاستثمار في التكنولوجيا والمعرفة، بل واصلت ترسيخ مكانتها عبر مبادرات نوعية في الذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، والاقتصاد الرقمي، لقد تحولت البرمجة من مجرد أداة تقنية إلى لغة المستقبل، وأساس لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع، ومن هنا جاء «يوم الإمارات للبرمجة» ليؤكد التزام الدولة تأهيل أجيال جديدة من المبرمجين والمبتكرين، باعتبارهم الركيزة الأساسية لاقتصاد المستقبل، فبأبنائها حولت الابتكار من مفهوم نظري إلى تطبيقات عملية ارتقت بالعمل الحكومي، وعززت تنافسية الدولة وريادتها عالمياً.

إن هذا اليوم يعكس رؤية الإمارات في أن التنمية المستدامة لا تتحقق إلا عبر الاستثمار في العقول، وتمكين الشباب، وتعزيز القدرات الرقمية، فالمبرمجون اليوم هم صناع الغد، وهم القادرون على ابتكار حلول للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما ينسجم مع أهداف الدولة في بناء مجتمع متطور ومستدام.

الاحتفاء بـ«يوم الإمارات للبرمجة» هو رسالة واضحة بأن الإمارات ماضية بثقة في مسيرتها نحو المستقبل، وأنها لا تكتفي بمواكبة الثورة الرقمية، بل تسعى إلى قيادتها. إنها دعوة مفتوحة لكل شاب وشابة ليكونوا جزءاً من هذه الرحلة، وليسهموا في كتابة فصل جديد من قصة نجاح الإمارات، قصة عنوانها الإبداع، ورهانها الإنسان، وغايتها بناء وطن أكثر تقدماً وازدهاراً.

* مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر