الأبيض ومرحلة كوزمين

فرح سالم

لا خلاف على أن المشروع الجديد لكرة القدم الإماراتية بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يحقق أهدافه، لكن ما حدث في المباراة الأخيرة لمنتخبنا الوطني أعاد أجواء الإحباط إلى الشارع الرياضي بعدما كان الأبيض قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2026، كونه دخل اللقاء بفرصتي الفوز أو التعادل أمام نظيره القطري.

لست بصدد الدفاع عن المشروع الجديد لكرتنا، ولكن ما نشاهده من تطور على مستوى الأندية في المشاركات الخارجية يعكس لنا بوادر إيجابية. شاهدنا أيضاً التحول الذي حدث للأبيض في فترة وجيزة بعدما اتسعت قائمة الخيارات، وبات من الصعب على أي متابع أن يحدد التشكيلة الأساسية لكثرة الأسماء.

ولكن في الوقت الذي تعددت فيه الخيارات على مستوى اللاعبين في منتخبنا، عانينا على صعيد الجهاز الفني، لأنه وبكل صراحة كوزمين أقل بكثير من أن يتولى المسؤولية الفنية، وكنت قد ذكرت ذلك في مقال سابق خلال تعيينه، بأن المدرب الروماني مدرب مرحلة وليس لمشروع، وضيق الفترة الزمنية دفع اتحاد الكرة إلى التوجه إليه بحكم معرفته بدهاليز كرة القدم الإماراتية.

لكن المباراتان أمام عمان وقطر أكدتا لنا أنه لا يملك الخبرة الكافية على مستوى المنتخبات ولم ينجح في إدارة اللقاء الأخير بالشكل المطلوب، وفقد السيطرة على اللعب في الكثير من لحظات المباراة ولم يستفد إطلاقاً من الأفضلية التي كانت لدى المنتخب.

أحد الأشياء كذلك التي دائماً ما نعاني منها على مستوى المنتخب هو مسألة الإفراط في الثقة، وهو ما بدا واضحاً على اللاعبين الذين دخلوا اللقاء الأخير وكأن التأهل مسألة وقت ليس أكثر، قبل أن يُصدموا بواقع مختلف تماماً على أرضية الملعب عكس الذي كان في مخيلتهم، وهذا أيضاً يلام عليه الجهازان الإداري والفني لضعف التجهيز الذهني.

الانتقادات لا تعني أنه يجب علينا أن نهدم كل شيء وأن نبدأ من جديد، وأعتقد أنه لضيق الفترة الزمنية سيواصل المنتخب بهذه الطريقة على أمل جديد، ولكن الأبيض بحاجة إلى جهاز فني يعمل على مشروع طويل الأمد مع لجنة فنية ذات درجة عالية من الخبرة والحنكة، لأنه الآن لدينا الأدوات ولكننا نفتقد إلى لمسات المدرب الشاطر.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مسؤولية ما ينشر في مقالات الرأي تقع على الكاتب وحده ، ولا تتحمل الصحيفة مسؤولية الآراء الواردة فيها.

تويتر