انطلاقة نحو التميز والنجاح
بكل حماس وتفاؤل، يُطل العام الدراسي الجديد في الإمارات حاملاً معه آمالاً جديدة وطموحاتٍ كبيرة، ليواصل مسيرة التميز التعليمي التي تشهدها الدولة، ففي ظل رؤية القيادة الحكيمة واهتمامها بتطوير المنظومة التعليمية، أصبحت المدارس الإماراتية مناراتٍ للعلم والإبداع، تُخرّج أجيالاً قادرة على قيادة المستقبل بثقة. وعلى عاتق المعلمين والطلاب معاً تقع مسؤولية بناء هذا المستقبل، من خلال الالتزام والجدية، والاستفادة من كل الإمكانات المتاحة.
وحقيقة إن بداية العام الدراسي ليست مجرد تاريخ في التقويم، بل هي لحظة حاسمة تُشكّل اتجاه الطلاب نحو النجاح في ظل وجود بيئة مدرسية داعمة، ومعلمين مُحفزين، وزملاء يشجعون بعضهم، ومن ثم نجد هذا الطالب أكثر استعداداً لبذل الجهد وتحقيق التميز وأحلام المستقبل.
لذا، فإن بدء العام الدراسي يُعد حدثاً مهماً في حياة الطلاب والأسر والمجتمع ككل، فهو ليس مجرد عودة إلى المدرسة، بل بداية لرحلة جديدة مملوءة بالتحديات والفرص.
هذه الانطلاقة تُحدد إلى حد كبير مسار العام كله، فإذا كانت البداية إيجابية ومحفزة، زادت احتمالية تحقيق النجاح والتفوق. لذلك، يجب أن نوليها الاهتمام الكافي، سواء من خلال التحضير النفسي أو العملي.
ويأتي هذا الاهتمام من خلال أدوار المعلمين، حيث تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في استقبال الطلاب بشكل تربوي ومهني، متمثل في مدى حرصهم على خلق جو من الدفء والترحيب، سواء من خلال كلمات التشجيع أو الأنشطة التفاعلية التي تكسر الحواجز بين الطلاب، إضافة إلى التنظيم الجيد للفصل والشرح الواضح للأهداف الدراسية، ما يُشعر الطلاب بالثقة والاستعداد للتعلم.
فالمعلمون هم الركيزة الأساسية في بناء الأجيال، فهم ليسوا مجرد ناقلين للمعلومات، بل هم مُوجّهون ومُلهِمون يسهمون في تشكيل عقل الطالب وشخصيته. فبدون المعلم المخلص، تتحوّل العملية التعليمية إلى مجرد تلقين جاف دون روح أو إبداع، فالمعلم الناجح هو من يُحفّز طلابه على التفكير النقدي، ويغرس فيهم حب الوطن والتعلم، ويساعدهم على اكتشاف مواهبهم وقدراتهم. كما أن دوره لا يقتصر على الشرح الأكاديمي، بل يمتد إلى تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية، ما يجعله مؤثراً مباشراً في بناء المجتمع.
فلنكن جميعاً معلمين وطلاباً وأولياء أمور شركاء في نجاح هذه الرحلة التعليمية، ولنعمل يداً بيد لتحقيق أهدافنا، فبكل خطوة نخطوها اليوم، نصنع غداً أكثر إشراقاً للإمارات وأبنائها.
جامعة الإمارات العربية المتحدة
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه