أساس الأسرة ونبض الحضارة

الدكتورة سميرة النعيمي

المرأة، في الإمارات كما في كل بقاع العالم، هي أساس الأسرة، وبالتالي أساس المجتمع والحضارة، فهي التي تحمل على عاتقها أثقل الأعباء بصبرٍ ورقة، وتنسج بخيوط عطائها تماسك البيت واستقرار الوطن.

هناك صور متعددة للمرأة، كلها جديرة بالتقدير: فهي الزوجة الداعمة لزوجها، التي تمنحه السند وتربي أبناءهما، وتساند والديها وإخوتها، وتعمل في بيتها وخارجه، وتستمع للجميع دون أن تنتظر مقابلاً، وتخفي همومها في قلبها كي لا تثقل على من حولها. وهي أيضاً تلك التي تعيل أسرتها وحدها، إما لفقدان الزوج أو لانفصال قاسٍ، فتخوض معترك الحياة بأمواجه المتلاطمة، وتربي أبناءها ليكونوا متماسكين وبناة لمجتمعهم.

المرأة هي أم الشهيد التي قدّمته بحب وصبر، واحتسبت تضحيتها من أجل الوطن والمستقبل، لتبقى رمزاً للفخر والعطاء، وهي المعلمة التي لا تكتفي بالتعليم وأعبائه، بل تربي وتمسح على قلوب طلبتها، وتعوضهم عن غياب الأم أو جفاء الأب، وتأخذ بأيديهم نحو مراتب أعلى. هي الطبيبة التي تعالج بصلابة وقلب كبير جروح وأوجاع مريضها، غريباً كان أو قريباً، وهي المهندسة المبتكرة وسط ضغوط العمل، والموظفة المخلصة التي تسعى لرفعة مؤسستها، وهي الأخت السند والابنة الحنون، تجمع بين القوة في دعم الآخرين والرقة في مشاعرها ورهافة قلبها.

إن المرأة الإماراتية اليوم حصينة بقيمها، وراسخة بتقاليدها، وفي الوقت نفسه شريكة فاعلة في التنمية. فهي ابنة الإمارات وفخرها، نموذج للأصالة والريادة، قادرة على أن توازن بين بيتها ومسؤولياتها، وبين طموحاتها وإسهاماتها في المجتمع.

هذه النماذج المتعددة للمرأة ليست مجرد أدوار اجتماعية، بل هي شواهد حيّة على أن المرأة عماد الاستقرار، ومصدر العطاء، وبوابة الحضارة، وفي الإمارات، تبقى المرأة دعامة الأسرة وشريكة الرجل وركيزة الوطن، ودعاؤنا أن يستمر عطاؤها لتظل رافعة المجتمع وحارسة هويته.

إنها دعوة صادقة إلى الجيل القادم من بناتنا، بأن يضعن الأسرة في قلب أولوياتهن، ويجعلن من تماسكها أولوية قصوى، فهي منبع الاستقرار، وجذر الهوية، وسر النهضة، فبتماسك الأسرة يبقى الوطن أكثر قوة، والمجتمع أكثر تماسكاً، والحضارة أكثر رسوخاً.

*نائب مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - قطاع الخدمات المساندة

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر