مكتسبات أول جولتين
ربما انطلاقة الموسم الحالي لدورينا تُعدّ الأقوى والأمتع في السنوات الأخيرة، بعدما كانت الإثارة حاضرة وبقوة في الجانب الفني، وكذلك بالنسبة للمدرجات التي شهدت حضوراً جيداً قياساً بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.
أعتقد أن أحد أسباب ارتفاع المستوى الفني للفرق هو كثرة وجود اللاعبين المحترفين والمقيمين داخل أرضية الملعب، ما أسهم أيضاً في تقليص الفجوة الفنية بين فرق المقدمة والأخرى التي تنافس من أجل البقاء، لذلك شاهدنا مستويات متقاربة، وكانت الجولتان على درجة عالية من الحماسة والتشويق والإثارة حتى إن هناك مباريات حُسمت في الثواني الأخيرة. ربما يتعين على عجمان وبني ياس ودبا الاستفادة من فترة التوقف من أجل تصحيح الأمور، لأن الانطلاقة لم تكن كما يجب بالنسبة لهم، خصوصاً بني ياس الذي كان من المتوقع أن يكون خصماً شرساً هذا الموسم مع الصفقات التي أبرمها، في الوقت الذي نجد فيه فرقاً تحاول أن تبحث عن نفسها، وهذا واضح من خلال ما نشاهده من عمل بعض المدربين أثناء المباراة وتغييرهم المستمر لمراكز اللاعبين.
إضافة إلى الحضور الجماهيري الجيد، كسب دورينا نجماً كنا نطالب دائماً بوجود لاعبين من وزنه، وهو تاديتش، الذي قدّم تصريحاً يُدرّس بعد المباراة التي تعادل فيها فريقه الوحدة مع شباب الأهلي في قمة الجولة الثانية، عكس في التصريح تجاربه، وتحدث عن نقطة مهمة يجب على العنابي الالتفات إليها، بعدما أشار إلى أهمية معرفة اللاعبين لواجباتهم داخل الملعب.
ومن الصعب جداً قياس المنافسة من جولتين بطبيعة الحال، لكن يبدو أننا أمام موسم مميّز حقاً، وليس من السهل ترشيح أحد للمنافسة على الألقاب المحلية، بسبب أننا مازلنا في البداية، إضافة إلى أن فرقاً عدة يبدو أنها في أفضل جاهزيتها، والمستويات أيضاً متقاربة جداً، والأفضلية ستكون للفريق صاحب النفس الأطول والأقل أخطاء والأكثر استقراراً. الشراسة التي شاهدناها في أول جولتين، نريد أن نشاهد أضعافها بالنسبة للأندية التي تُمثّلنا خارجياً، حتى تتواصل الإنجازات الخارجية بعد ما حققه العين والشارقة، لأن هذه المكتسبات ستنعكس دائماً على الجميع، وننتظر القفزة الأكبر بتأهل منتخبنا الوطني إلى مونديال 2026.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه