موسم جديد.. أكثر سخونة
ها نحن على أعتاب موسم كروي جديد يُتوقع أن يكون أكثر سخونة وإثارة، فهي ساعات قليلة وسيشتعل المستطيل الأخضر بمواجهات لا تعرف المجاملة، حيث سيدخل كل فريق وفي جعبته طموح كبير وخصم ينتظر إسقاطه، بعد أن نال الجميع كفايته من الإعداد والتحضير. هناك العين القادم بثقة الزعيم وخبرة السنين، بعدما أعاد ترتيب أوراقه وصفوفه لطي الصفحة السابقة، وهنا شباب الأهلي البطل الذي سيواصل مسيرته لتجاوز أفق النجاح الذي خرج به في الموسم الماضي.
وبطموح جماهيره سيدخل الشارقة بهدوء الواثق الذي يسعى لإعادة نصيبه من كعكة البطولات التي افتقد طعمها، بينما سيرفع العنابي راية التحدي لإعادة توهج بريقه الذي خفت، مثلما أعد العنكبوت عتاده للعودة ومقارعة الكبار بأداء ومستوى تنافسي مغاير. لكن أيضاً لا يمكن قراءة المشهد دون التوقف عند الوصل الذي يدخل البطولة وهو مطالب بإعادة هيبته كبطل أُزيح مؤقتاً عن كرسي الصدارة، لاسيما أن التغيير الإداري الذي طاله يُنظر إليه بأن يكون تحوّلاً نحو الانطلاقة وتصحيح ما فات، كون الجماهير لا تنتظر استقراراً مالياً وتنظيمياً فقط، بل تنظر إلى رؤية وخطة تُعيد الأصفر إلى مكانته الطبيعية بطلاً كما كان. أمّا النصر، فقصته هذا الموسم يبدو عنوانها (العودة للمشهد) بعد سنوات من التذبذب والتراجع، حيث عملت إدارته وقدّمت صفقات ودعماً كبيراً للفريق، لكن السؤال هل ستكون هذه التغييرات خطوة للعودة إلى مربع الكبار، أم أن الطريق لايزال طويلاً؟ في المقابل، هناك من سيدخل السباق وكأنه جاء لإتمام النصاب، لا، لصناعة الحدث، فتراه يتسلل إلى أرض الملعب بهدوء ويغادره بلا أثرٍ يُذكر، موسمه يبدأ بوعود وينتهي بعبارة (الظروف لم تخدمنا)، رغم أنه لا يفتقر إلى الدعم أو المؤازرة الجماهيرية، لكنه يفتقد للثقة والجرأة على خلع الثوب القديم وعدم الاكتفاء بدور المتفرج أو الشاهد على الحدث فقط. فالتنظير والتسويف لا قيمة لهما في المؤتمرات الصحافية، وإنما البرهان بالمستطيل حيث ترجمة الوعود والأفعال.
وعلى المدرج ستحضر الجماهير وهي أكثر وعياً وأقل صبراً، كونها تريد أداءً وروحاً قبل كل شيء، فهي معادلة ربما تجعل مقاعد المدربين أكثر سخونة وتوهجاً؛ لذا، يُفترض أن يكون موسماً مختلفاً بعد أن بات دورينا أكثر نضجاً، بما يتطلب إيقاعاً أسرع وتنافساً أعمق وأخطاءً أقل؛ إذ عند إسدال الستار سيظل المشهد محفوراً بين هدف يغيّر الملامح وصيحة جمهور ترجّ أركان الملعب.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه